شفشاون ، هي بلدة صغيرة على سلسلة جبال الريف شمال المغرب ويحدها شمالا البحر الأبيض المتوسط، لديها تاريخ غني وطبيعية جميلة وهندسة معمارية رائعة، إلا أن ما يميزها هو اللون الأزرق الذي يكسو جدرانها ومبانيها في مشهد طالما يجذب الزائرين من حول العالم.
تأسست هذه المدينة الرائعة في عام 1471 على يد علي بن راشد، لضم مسلمي الأندلس بعد أن تعرضوا للطرد من قبل الأسبان، وقد اعتبرها السائحون مدينة ممتعة وصغيرة بما يكفى لاكتشافها في يوما واحد، فانضم إلينا عزيزي المسافر في جولة سريعة إلى هناك.
وأنت في شفشاون سيلفت انتباهك اللون الأزق الذي يكسوها ويحولها وكأنها قطعة من السماء، ولعل هذا السبب هو ما أكسبها شهرة عالمية بين محبي المغرب، فإذا كنت ترغب في تجربة الضيافة المغربية الحقيقية والطابع الاندلسي في المعمار، فإن شفشاون هو المكان المناسب لك.
وفي خلال تجولك بين الأزقة والشوارع الضيقة للمدينة والتي تشتهر بالانحدارات، من المؤكد أن ود السكان المحليين سيلقى اهتمامك، إذ يعرفون بحب السائحين والرغبة في تقديم المساعدة، كما سيجذبك أيضا طابع البساطة التي تتسم بها تلك المدينة الصغيرة، وهو ما يكسبها هذا السحر الخفي الذي تتميز به.
ومن خلال الممرات المتعرجة الصغيرة، ستتمكن من الوصول إلى الساحة الرئيسية للمدينة والتي تضم بين طياتها العديد من المطاعم والمقاهي في الهواء الطلق، ولا يخفى على أحد روعة الحصول على كوب من الشاي بالنعاع مع وجبة خفيفة بهذه البقعة على أنغام بعض الأغاني المغربية التقليدية، فهي تجربة تستحق الاكتشاف.
وتسمى تلك الساحة ساحة وطاء الحمام نسبة إلى الحمام الذي كان يتواجد بها بكثرة لتناول الحبوب من المحال التجارية المفتوحة هناك، ويقصدها السائحون والزائرون للاستمتاع بنافورتها الجميلة والصلاة في المسجد الأعظم الموجود بها، والذي تم الانتهاء من بنائه عام 969 هجرية، علاوة على مشاهدة الاحتفالات والمهرجانات التى عادة ما تقام بها.
وفي الجزء الغربي للمدينة، لابد لك أن تقوم بزيارة القصبة التي أنشأها علي بن راشد كمقرا له ومكانا لأدارة شئون البلاد ، وهو مبنى محاطا بسور تتوسطه عشرة أبراج، على النمط الأندلسي في العمارة.
وتعتبر شفشاون نقطة مثالية لمحبي المغامرة بين الجبال كجبل ماكو، تسملال، بوحاجة، القلعة، علاوة على محبي السير على الأقدام والتنزه في الحدائق وكذا زيارة الأحياء المختلفة، كحي السويقة، وحي الأندلس ، وحي الصبانين الذي يوجد به الطواحين التقليدية القديمة.
ويقصد الزائر أيضا إلى المدينة الزرقاء منبع رأس الماء، الذي يعد نقطة جذب رئيسية لروعة مشهده وأسراب الطيور البرية والصخور البلورية التي تحيط به، واعتباره إلى الآن المزود الوحيد للمدينة بالمياه الصالحة للشرب.
وعلى بعد 30 كم من المدينة يقع شلال أقشور ضمن محمية تلا سمطان، وهو من المناطق التي بتحظى بإعجاب وشعبية كبيرة بين الزائرين.
ويعتبر تناول الطعام في شفشاون له خصوصية كبيرة ما بين أجمل الأطباق كالكسكس والطواجن ذات التوابل والرائحة النفاذة والتي عادة ما تلقى اهتمام المسافرين إلى هناك، ويمكنك القيام بتلك التجربة في أحد المطاعم بساحة وطاء الحمام.
ويعتبر التسوق في تلك المدينة الجميلة وشراء الهدايا التذكارية من أجمل الأمور التي عادة ما يحرص عليها المسافرين، حيث تشتهر شفشاون بالمنتجات والحرف اليدوية الرائعة فضلا عن السجاد والمنسوجات المغربية الشهيرة، ولكن ننصحك عزيزي المسافر بالمساومة مع البائع للحصول على أفضل سعر.
وفي النهاية يبقى لشفشاون جاذبية وسحر خاص، هو سحر أزرق بلون السماء الصافية ومياه البحر المتوسط، وعلى الرغم من أنها ليست كبيرة كمراكش وفاس ولكنها تتمتع ببساطة وطابع قلما تجده في أي مدينة أخرى.