Booking.com

يعد فندق سافوي في لندن بمثابة رمز لدى البريطانيين، أو كما يطلق عليه “أيقونة” في عالم صناعة السياحة والفندقة البريطانية منذ عام 1889، واستعاد هذا الفندق مكانته مرة أخرى على المسرح العالمي بعد إنفاق ما يربو على المائتي مليون جنيه إسترليني على خطة ترميمه. والفندق أشبه بتحفة معمارية رائعة تمزج ما بين القديم الأصلي والجديد العصري حيث يتميز بلمسات معمارية تعود إلى عصر الملك إدوارد وينفرد التصميم الداخلي للفندق بديكورات أنيقة.

واجهة فندق سافوي مع أضواء الكريسماس

واجهة فندق سافوي مع أضواء وزينات الكريسماس

تتميز غرف الضيوف والأجنحة في فندق سافوي Savoy، وعددها 268، بأسلوبها وشخصيتها الفريدة، وتتجسد فيها ملامح الفخامة والتكنولوجيا الحديثة معاً، كما تتيح للضيوف مناظر خلابة فيمكنهم رؤية العاصمة لندن ونهر التيمز من الشرفات. ويضم الفندق تسعة “أجنحة للشخصيات الهامة” في حين أنشئ حديثاً الجناح الملكي  المؤلف من غرفتي نوم والذي يُعد حقاً ملائماً لإقامة الملوك.

وينفرد فندق سافوي بموقعه الاستثنائي على نهر التيمز الشهير، ويبعد بضع خطوات عن بعض أهم المتاحف والمسارح العالمية ودور الأوبرا في لندن، وأهَّله قربه من المدينة ليحتل موقعاً مثالياً بالنسبة إلى الزائر سواء كان قادماً إلى لندن للعمل أو الترفيه.

مشهد لنهر التيمز من غرفة فندق سافوي لندن

مشهد لنهر التيمز ومعالم لندن الشهيرة من غرفة فندق سافوي لندن

ولكن ما هي الخلفية التاريخية لهذا الفندق؟ وماذا عن التسلسل الزمني لقصة بنائه وإعادة ترميمه؟

فندق سافوي لندن

1246: بنى الكونت بيتر من مقاطعة سافوي “قصر سافوي” على قطعة أرض بجانب نهر التيمز، والتي منحها له الملك هنري الثالث والذي كانت زوجته ابنة شقيق الكونت بيتر. وتحول  قصر سافوي فيما بعد إلى مقر لإقامة دوق إمارة لانكستر جون من مقاطعة جونت، بيد أنه تم إضرام النار في القصر، وسُويّ بالأرض تماماً خلال ثورة الفلاحين في عام 1381. ومع ذلك فقد أصبح  القصر جزءاّ من دوقية لانكستر، التي لا تزال قائمة إلى يومنا هذا.

1881: بعد النجاح الهائل الذي حققته مسرحية “محاكمة هيئة المحلفين” التي عُرضت في نفس مكان القصر بعد إعادة ترميمه في عام 1875، وكانت من إنتاج المتعهد المسرحي ريتشارد دويلي، قرر الأول بناء مسرح سافوي في نفس الموقع، والذي تم افتتاحه في أكتوبر من 1881 حيث عرض أوبرا من تأليف جيلبرت و سوليفان بعنوان “الصبر”.

1889: بعد مرور ما يقرب من خمس سنوات على أعمال البناء، جرى افتتاح فندق سافوي رسمياً في 6 أغسطس 1889. وقد شيده ريتشارد دويلي على أراض مجاورة لمسرح سافوي حيث كان الفندق الجديد يوفر السكن للكثير من السياح، خصوصاً الأمريكيين، الذين سافروا إلى لندن لمشاهدة مسرحيات الأوبرا التي كانت تعرض على مسرح سافوي المجاور للفندق. وبالإضافة إلى ذلك، ضم الفندق عدداً من المطاعم والحانات وصالات طعام خاصة وأجنحة المآدب التي قدمت مجموعة متنوعة من الخيارات من الأطعة والوجبات اللندنية، أما المطعم الرئيسي لفندق سافوي فقد افتتحه الفندقي سيزار ريتز، الذي أصبح في وقت لاحق المدير العام للفندق.

1904: افُتتحت مباني ستراند الملحقة بفندق سافوي خلال العام، وهي المباني التي تقع إلى الشمال من البناية الرئيسية للفندق. بعد الحصول على التراخيص الرسمية اللازمة من الجهات المختصة، أسند إلى عدد من الشركات المتخصصة في أعمال التشييد الفندقي تطوير مبني الفندق وإضافة ملحقات شملت بناء طريق خاص للفندق وساحة واسعة، مع قاعة أمامية جديدة ومواقع جديدة لمطعم المشويات، والتي باتت كلها  تقع في مواجهة مباني ستراند، كما أعيد ترميم وافتتاح مطعم تاريخي قديم يحمل اسم “سيمبسون”  في عام 1904.

1910: في أقل من عشرة أسابيع تم إزالة  الواجهة الأمامية الكاملة لفندق سافوي واستبدالها، كما جرى استبدال الشرفات التي تمتد على طول هذا الجانب من الفندق، فضلاً عن إزالة جهة تمتد إلى الأمام قليلاً بهدف التوسعة، وتوفير مساحة أكبر استخدمت لبناء حمامات إضافية بالفندق. وكذلك تمت إضافة طابقين جديدين لغرف النزلاء، وقاعة أكبر مخصصة للحفلات.

1930: إعادة منحوتة للكونت بيتر من مقاطعة سافوي تعود لعام 1904 إلى مكانها السابق على اللافتة الضخمة التي تحمل اسم فندق سافوي، والتي اعتبرت حينها أحدث قطعة فنية في التصميم المعماري تضاف إلى سافوي بعد أن تنوعت القطع والمنحوتات الفنية على لافتات الفندق بمرور السنين من القط الأسود “كاسبار” وحتى الرسوم التوضيحية والحداثية الخلابة لكتاب كوكتيل سافوي، كما أصبح الفندق يعج بالعديد من السمات الأنيقة لفن “آرت ديكو” الذي راج في تلك الفترة في العمارة والرسم والديكور.

2005: في 19 يناير من هذا العام اشترى فندق سافوي كونسورتيوم يرأسه الأمير السعودي الوليد بن طلال رئيس مجلس إدارة شركة المملكة القابضة، التي تمتلك حصة في مجموعة فنادق ومنتجعات فيرمونت.

2007: قرع المدير العام لفندق سافوي، كيران ماكدونالد الجرس في منتصف نهار 15 ديسمبر في القاعة الأمامية معلناً إغلاق الفندق رسمياً للمرة الأولى منذ إنشائه قبل 118 عاماً من أجل البدء في عملية ترميم كاملة للمبنى. وفي تلك الفترة أشارت تقديرات أولية إلى أن عملية الترميم ستتكلف حوالي 100 مليون جنيه استرليني وتستغرق نحو 15 شهراً.

2010: في 10 أكتوبر من عام 2010 تم الإعلان رسمياً عن إعادة افتتاح الفندق أمام الجمهور، بعد ما تكلف مشروع الترميم 220 مليون إسترليني، واستغرق تجديده ما يقرب من ثلاث سنوات. وفي الثاني من نوفمبر 2010 وبعد إغلاق الفندق لثلاث سنوات ترأس مراسم الافتتاح ولي العهد البريطاني الأمير تشارلز وأزاح الستار عن لوحة تذكارية للاحتفال بهذا الحدث، في حضور المالك الجديد لجزء من الفندق الوليد بن طلال وزوجته.

أحد ردهات فندق سافوي لندن

يجمع فندق سافوي بين عناصر الفخامة الكلاسيكية والتكنولوجيا الحديثة ـ واحدة من ردهات الفندق

ونظراً لما يتميز به فندق سافوي من الأناقة والراحة فإنه يعتبر المكان الأفضل لهواة الفخامة للإقامة في القلب النابض للعاصمة لندن؛ إذ تجمع غرفه ومرافقه بين الكلاسيكية البسيطة مع أحدث ملامح التكنولوجيا العصرية، واستخدم في تصميم الغرف أجود المواد من زجاج مورانو في الثريات، فضلاً عن أغطية الجدران الحريرية والبياضات وأرضيات من الرخام الإيطالي. أما الحمامات فهي واسعة وتوفر للضيوف دش سافوي الشهير الذي يشبه مياه الأمطار. كما أنه يتعذر أن تجد  غرفتين أو جناحين متماثلين، وهناك العديد من السمات الأصلية التي يفاخر بها الفندق، مثل المواقد والمناظر حول نهر التايمز ولندن.

وحاز فندق سافوي على العديد من الجوائز العالمية ومن بينها على سبيل المثال وليس الحصر: أفضل الفنادق في العالم لعام 2012 والمقدمة من  مجلة Travel + Leisure، وأفضل فندق في مجال التراث العالمي من نفس المجلة عام 2012، وجائزة الامتياز من مجلة مستشار السفر الفاخرة لعام 2012 كأفضل فندق كلاسيكي في العالم، وجائزة التميز المقدمة من Gallivanter في عام 2011 كأفضل فندق مدينة في جميع أنحاء العالم.

مزيد من صور فندق سافوي في لندن: (لرؤية أوضح اضغط على الصورة)

شارك برأيك