Booking.com

“مرحباً بكم على متن سفينة مان جيونج بونج، نتمنى لكم رحلة ممتعة”.. كلمات ترحيب معتادة لكنها لم تُسمع في ذلك البلد من قبل، فهي جمهورية كوريا الديموقراطية الشعبية أو ما يُعرف بكوريا الشمالية أكثر بلدان العالم انغلاقاً وسرية.

رحلة بحرية سياحية في كوريا الشمالية

تعد هذه أول رحلة بحرية سياحية في تاريخ كوريا الشمالية

ورغم أنها لا تبدو مكاناً مثالياً لرحلة بحرية فاخرة تماثل رحلات البحر المتوسط مثلاً، إلا أنها أطلقت نهاية الأسبوع الماضي وفي بادرة انفتاح استثنائية أول سفينة للرحلات البحرية في تاريخها. ودعت بيونج يانج نحو 120 صحفياً صينياً وعدداً من منظمي الرحلات الغربيين إلى السفينة، التي بُنيت قبل أربعين عاما، في رحلة بحرية استغرقت 21 ساعة.

وانطلقت السفينة من مرفأ راجين القديم على أنغام موسيقى عسكرية وسط تصفيق مئات الطلاب والعمال، الذين اصطفوا في طابور مستقيم حاملين الورود، إلى جبل كومانج أحد أكثر الأماكن الخلابة في شبه الجزيرة الكورية، ومركز للصراع بين الجنوب والشمال.

وعلى متن السفينة، استمع الصينيون للأغاني في قاعة مليئة بالأعلام الكورية الشمالية، وأكل آخرون السمك على طاولات بلاستيكية. وتتمتع أفخم مقصورات سفينة “مان جيونج بونج” بطاولة وكراسي وحمامات، في حين لا توجد إلا فرشة على الارض في المقصورات العادية.

محاولة للانفتاح لابد منها

وجاء المشروع السياحي كثمرة للتعاون بين شركة كورية شمالية وسلطات منطقة راسون الواقعة شمال غرب البلاد على حدود الصين وروسيا، وتضم مدينتيّ راجين وسونبنغ. وقد تأسست منطقة اقتصادية بهدف جذب الاستثمارات، لكنها لم تحقق نجاحاً كبيراً؛ بسبب ضعف البنى التحتية، لكن ما تعانيه كوريا الشمالية من نقص هائل في الغذاء ومجاعة واقتصاد منهك بفعل العقوبات الدولية، دفعها لمحاولة إنعاش هذه المنطقة من خلال التركيز على السياحة والشحن البحري.

ولم تنفتح كوريا الشمالية على السياح القادمين من الغرب إلا في عام 1987، ولا تسمح سوى برحلات جماعية، تُنظم تحت رقابة شديدة ويجري التواصل مع الشعب بوساطة الأدلاء السياحيين أو موظفي الفندق أو البائعين في المحلات السياحية. ويأتي أغلب السياح من الصين بمعدل 150 سائحا كل يوم خلال الصيف.

ما يراه زائر كوريا

الحياة في كوريا الشمالية

تمثال للحاكم الأب “كيم إيل سونج” في مدخل المكتبة الرئيسية في العاصمة

ويكتشف السياح حياة الكوريين الشماليين اليومية خلف زجاج الحافلات فيرون بين حين وآخر سكان بملابس أحادية اللون على الدراجات أو في السيارات. وتنتشر المباني السكنية المؤلفة من بضعة طوابق والبالية في أغلب الأحيان.

وحكم كوريا الشمالية كيم إيل سونج، والآن كيم جونغ إيل، ويُرجح أن يخلفه كيم جونغ أون. وبالرغم ما تبدو عليه الأسماء من تعقيد، إلا أن الصلة بينهم وثيقة فهم بالترتيب جد وابن وحفيد. وبالتالي ففي نظام حكم كنظام “الجمهورية الديموقراطية” تملأ الشوارع والمباني والغرف تماثيل وصور ونصب تذكارية تمجد أسرة كيم الحاكمة؛ ففي مدينة راجين، يستقبل الزوار في بهو الفندق الرئيسي صورة كبيرة للحاكم الحالي وأبيه الراحل، مع مقولة مفادها “الكتب هم معلمون صامتون ومرافقون أزليون”. هل تذكرك هذه الأحوال بشئ قريب؟! 🙂

فنادق من نوع خاص جداً

أما عن الفنادق ذاتها فتتجلى معالم التقشف في الغرف الخالية من شبكات الانترنت، ونقص الهواتف في ظل ارتفاع أسعار المكالمات وصعوبتها، مع مصادرة هواتف السياح الجوالة فور وصولهم إلى كوريا الشمالية. وفوق ذلك تبقى الرقابة مشددة في بلد تحكم فيه السلطة قبضتها على وسائل الإعلام.

وبذكر الفنادق تضم العاصمة بيونج يانج أحد أغرب فنادق العالم باعتباره مهجور تماماً، وتلخص حالته الكثير عن طبيعة الدولة ونظام الحكم، وهو فندق Ryugyong (ريو جيونغ) ويعرف أيضاً بالفندق ذو ذو الـ 105 طابق، في ارتفاع يصل إلى 330 متر. بدأ البناء في الفندق عام 1987 وكان من المخطط أن ينتهي في عام 1989 ولكن بنائه لم يكتمل حتى الآن؛ فقد تسبب انهيار الاتحاد السوفيتي في ضعف اقتصاد كوريا الشمالية مما أدى لتوقف البناء كلياً في عام 1992، لكنه عاد من جديد في 2008 بإشراف مجموعة أوراسكوم المصرية، وقد كان من المتوقع إنهاء البناء الخارجي في عام 2010 أما البناء الداخلي فلن ينتهي قبل عام 2012 أو بعد ذلك.

في الصور التالية مشاهد من الرحلة البحرية السياحية في كوريا الشمالية، ومشاهد من الحياة في الدولة “السرية” (لحجم أكبر اضغط على الصورة)

 

[ad#Ghada648x60]

**المصادر: 1 ، 2 ، 3 ، 4

شارك برأيك

تعليقات

  • موضوع مميز يلقي الضوء على هذا البلد ، ويطرح الكثير من الأسئلة التى تدور
    حول مدى قدرة مثل هذه النظم على الاستمرار على ما هي عليه وخاصة فى هذه الأيام .

  • كوريا الشمالية بلد منعزل خارجيا ولا يوجد لشعبه أي علاقات خارجية.. ومن يريد الخروج من كوريا الشمالية لا توجد لديه طريقه سوى الهروب الى دول مجاورة