في “نيويورك”، المدينة التي بُنيت لتكون نموذجًا فريدًا للتجارة، والترفيه، والتسلية، والأحلام التي لا تعرف حدودًا، عند تقاطع شارع برودواي بالجادة السّابعة والشارع الثاني والأربعين على وجه التحديد، يقع ” ميدان التايمز ” المعروف بـ “تايمز سكوير” ليشهد مرور نحو 400 ألف شخص على أرضه الصاخبة يوميًا وفقا للتقارير الصّادرةعن بلديّة نيويورك، منهم من يقع هذا الممشى على طريق عمله، ومنهم من يعمل هناك أصلاً، ومنهم من يأتي إلى المكان بغرض مُشاهدته قاصدًا السّياحة ورؤية العظمة العمرانيّة والتجاريّة التي تبدو عليها “نيويورك”.
تسمية تايمز سكوير
أطلقت تسمية الـ “تايمز سكوير” على هذا الميدان الذي كان يحمل اسم “لونغ إيكر” في الثامن من إبريل (نيسان) عام 1904م؛ بأمرٍ من رئيس بلديّة نيويورك حينذاك “جورج ماكليلان”، بعد ثلاثة أسابيع من انتقال هيئة إدارة وتحرير صحيفة “نيويورك تايمز” – التي تُعتبر الصحيفة اليوميّة الأشهر على مُستوى العالم دون مُنازِع- إليه، ومازال مبنى الصحيفة الناطح للسحاب هو المبنى رقم واحد في هذا الميدان المُكتظ بالمعارض والمارّة.
تزخرهذه المنطقة النابضة بالحيويّة والإيقاع المدني الأمريكي السريع بناطحات السحاب الهائلة، و تحتضن معظم المراكز الرئيسيّة للمطاعم والمتاجر العالميّة ذات العلامات التجاريّة الشهيرة مثل مطعم الوجبات الشهيرة “ماكدونالدز” ومبنى حبوب شيكولاتة “إم آند إمز”، ومطعم “روبي فو” للأطعمة الصينيّة، وشركة “بوبا غامب” للمأكولات البحريّة، ومعرض الألعاب الشهير “تويز آر آص”، و”تايمز سكوير ستوديو” حيث يتم تسجيل البرنامج اليومي الشهير “صباح الخير أمريكا/ Good Morning America“، و “برج مصرف أمريكا”، وغيرها كثير من المؤسسات، و دور النشر، والشركات الإعلاميّة، والمباني التجاريّة والترفيهيّة الحيويّة، الأمر الذي يجعلها تُضاء بنماذج مُتباينة الأحجام والأشكال من لافتات النيون الملوّنة والإعلانات الرقميّة المُتحرّكة التي تُضفي على النفس مزيدًا من البهجة، وتملأها بالطموح والأحلام.
لهذا يُعتبر ميدان التايمز (ذي تايمز سكوير) من أهم المناطق السّياحيّة في العالم أجمع، لا سيّما وأنّه يستضيف احتفالات رأس السنة الجديدة التي يحضرها مئات الآلاف كُلّ عام، فيكتظ بضيوفه الذين يتحدّون صقيع الشتاء في ختام ديسمبر لمُشاهدة أهم عروضه الحيّة، كعرض إسقاط كُرة رأس السنة البلّوريّة من فوق سارية علم مبنى الجريدة خلال آخر دقيقة من دقائق العام، ومسرحيّات شارع برودواي الكوميديّة الشيّقة، وحفلاته الموسيقيّة المؤثّرة إلى جانب حفلات نجوم موسيقى البوب الممتعة، أو لاستغلال موسم عرض البضائع في هذا الشارع للبيع بأسعار مخفضة بمناسبة الأعياد بما فيها بطاقات الدخول إلى المسارح التي تباع بنصف الثمن.
ويُمكن للسيّاح الإقامة في أحد الفنادق التي نال أكثرها شُهرته من وجوده في هذه المنطقة مثل: “نيويورك ماريوت ماركيز“، “دبل تري سويتس“، “دبليو تايمز سكوير“، “شيراتون نيويورك“، و “كراون بلازا تايمز سكوير“، كما أن الطريق لا يخلو من حافلات النقل العام وسيّارات الأجرة التي تجعل من المواصلات أمرًا لا يستحق القلق. تجدر الإشارة إلى أنه في فبراير 2011م تحوّل الـ “تايمز سكوير” إلى منطقة يُمنع فيها التدخين في الأماكن غير المسقوفة، وصار على كلّ من يُقبض عليه بتُهمة إشعال سيجارة دفع غرامة قدرها خمسون دولارًا أمريكيًا لخرقه قانون المنطقة.