في مقاطعة نيو ساوث ويلز تقع سيدني عاصمة القارة الأسترالية، والتي تأسست على يد قائد أول أسطول بريطاني يصل إلى أستراليا عام 1788، لتصبح بمر العصور من أجمل وأكثر المدن السياحية تفضيلاً من قبل السائحين على مستوى العالم، لما تتمتع به من مزايا ومعالم لا يمكن أن تجدها إلا في هذه المدينة التي احتلت لقب أفضل مدينة سياحية في العالم لأكثر من عام على التوالي.
طقس مدينة سيدني يجعلها مكاناً مثالياً للزيارة على مدار العام، ومع ذلك، فقد تواجه المدينة بعض الاختلافات الموسمية المناخية، أو الأحداث الكبرى التي تؤثر على عدد الزوار وكذلك أسعار الإقامة ومصاريف السفر.
وفي العام يعتبر فصل الصيف هو الوقت الأكثر شعبية لزيارة هذه المدينة ذات الصيت السياحي العالمي، خاصة أن هذا الوقت من العام يشهد الكثير من الأنشطة والأحداث الضخمة مثل مهرجان سيدني الذي تنتشر أصداءه في جميع أنحاء المدينة.
ولك أن تعلم أن أسعار تذاكر الطيران وأماكن الإقامة تميل إلى أن تكون أقل خلال فصل الشتاء بالمقارنة مع الأجواء الصيفية، وعلى العكس ترتفع أسعار الفنادق إلى ذروتها خلال فصل الصيف.
تسمو مناطق الجذب السياحي بسيدني إلى منزلة الريادة بين مدن العالم، خاصة مع وجود عدد لا يحصى من الأنشطة الترفيهية والثقافية، وبكونها واحدة من أعلى مدن العالم من حيث نوعية الحياة والمعيشة، وهذا هو السبب في كونها الأكثر شهرة لقضاء العطلات والإجازات في العالم.
ولا تتعجب عندما يقال من لم يزر “جسر هاربور” الشهير.. لم يزور استراليا، فهذا الجسر هو واحدا من أشهر مناطق الجذب السياحي في سيدني على مدى العصور، علاوة على أنه أكبر جسر معدني مقوس في العالم، فالمنظر الجمالي للجسر وقربه من دار الأوبرا جعل منه رمزاً لمدينة سيدني خصوصاً وأستراليا بشكل عام، ولابد أن تعلم قبل اتخاذك قرار بزيارته أن تكلفة رحلة من أربع ساعات للصعود والنزول تتكلف نحو 300 يورو.
ولا يفوتك زيارة “دار الأوبرا” الشهيرة في هذه المدينة، ولعلك ستتعرف بمجرد النظر إليها على أكبر مثل للعمارة في العصر الحديث، وعلى الرمز الأكثر شعبية والأروع تصميماًَ في المدينة، والتي لا يملك السائح أمام تصميمها المتمثل في شراعين متشابكين إلا أن تحيطه الرهبة والتعجب.
أما “حديقة حيوان تارونغا” فهي حديقة الحيوان الرائدة في أستراليا، كما تعتبر بمثاية البيت لكثير من الحيوانات الجميلة، كالبطريق الأسترالي، والبجعة السوداء، والقرد العنكبوت.
وسيكون “ميناء دارلينغ” هو الوجهة المفضلة لمحبي التسلية والترفيه ، بما يضمه من معالم مميزة وفريدة على المسنوى العالمي، فبه حوض سمك سيدني الذي يعتبر أكبر مكان مجمع للحياة المائية الإسترالية، وفيه ستستمتع بجولة ماتيلدا البحرية وستتناول أشهى المأكولات الأسترالية في أجمل المطاعم الموجودة بهذا المكان.
ويمكنك رؤية أروع منظر لمدينة سيدني بتسلق “برج سيدني” الشهير الذي سيصعد بك نحو 350 متر عن سطح الأرض، وفي أطول مبنى بالمدينة سيأخذك احساس سحري وينطلق ليطوف بعيناك كافة معالمها.
كما تسحر مطاعم سيدني متعددة الثقافات والمأكولات كافة زوار العالم، فعشاق الطعام يمكنهم تذوق أطباق لذيذة من معظم البلدان على كوكب الأرض بمجرد اختيارهم لها، خاصة في حي المستودع الذي يعتبر أول مكان بني في سيدني عام 1788.
وسيحمل لك السير على الأقدام متعة لا تنتهي عند زيارة المناطق الأكثر تاريخية من المدينة خاصة عندما تشاهد أجمل الطرق وما بها من مباني استعمارية قديمة، فضلا عن أروع الكنائس والحانات العتيقة.
وتضم سيدني مجموعة من الشواطىء ذات المناظر الطبيعية الخلابة، وفيها بإمكانك ممارسة السباحة والتجديف، والمشي، أو مجرد الاسترخاء في الشمس وحتى تعلم التزلج على الأمواج.
وستفدم لك سيدني تشكيلة واسعة من المتاحف في حال كنت من محبيها، فهناك أنت مدعو لدخول متحف الفن المعاصر، ومتحف نيكلسون، والمتحف البحري الوطني في ميناء دارلينج والذي يضم العديد من القطع البحرية القديمة وبعض السفن التاريخية إلى جانب قطع بحرية شاركت في الحربين العالميتين.
وإذا كنت من محبي الطبيعية ، فالمدينة تزخر بالحدائق والمتنزهات الرائعة ، مثل حدائق بواتينكال الملكية ، وحديقة لونا ، والحديقة الملكية الوطنية التى تعتبر ثاني أقدم حديقة وطنية على مستوى العالم.
وتعج منطقة “سيركل كاي” بوسائل النقل المختلفة بداية من مترو الأنفاق إلى سفن النزهات وكذلك السفن المستخدمة في المواصلات بين أحياء المدينة الكبيرة.
من ضمن المباني المعمارية الجميلة في سيدني، “مبنى الملكة فيكتوريا” ذو التصميم الهندسي الرائع الذي يعتبر في الأساس نصب تذكاري للحكم الملكي الطويل في البلاد، ولعل زائريه سيدهشون عند مشاهدة ما يضمه من قباب مزخرفة بالسيراميك والأحجار الكريمة.
وفي النهاية، تعتبر زيارة المعالم السياحية في سيدني تجربة عمر لايمكن أن تنسى، فهذه المدينة الجميلة هي مزيج من الجمال الطبيعي، والهندسة المعمارية الحديثة.