أمستردام هي واحدة من أكثر المدن العالمية التي تتمتع بالفنون النابضة بالحياة، ومشاهد الطهي والثقافة، ولا عجب في ذلك فهناك المتاحف العالمية الشهيرة مثل متحف ريجكس، بيت آن فرانك ومتحف فان جوخ، والحياة الليلية الشهيرة التي تدخل البهجة والمتعة على الزائرين. ولعل واحدة من أفضل الأشياء بهذه المدينة الجميلة هي قنواتها المدرجة على قائمة اليونسكو للتراث العالمي وكذا المنازل والمباني الجميلة التي تصطف على جانبيها، فإذا كان هناك شيء واحد لن تمل من زيارته في هذه المدينة، ستكون نزهة على طول القنوات في أي وقت من السنة أو في رحلة بحرية على مهل في أمسيات الصيف الرائعة.
تشكل منطقة القنوات الوسط التاريخي لمدينة أمستردام، ويطلق عليها “حزام القنوات”، حيث تضم القنوات الرئيسية الأربع (سينغل، وهيرن خراخت، وكايزرس خراخت وبرنسن خراخت)، والتي ترتبط مع بعضها بعدد كبير من القنوات الأصغر.
وتعتبر أمستردام من أكثر المدن التي تمتلك مساحات مائية، حيث تشكل القنوات والموانئ والمسطحات المائية ربع مساحتها. وكان للقنوات دور مهم في تاريخ المدينة سواء كممرات للنقل، أو وسائل دفاعية، أو للتحكم بالمياه والحماية من الفيضانات. وحالياً فإن للقنوات أهمية سياحية بالدرجة الأولى.
وليس من الغريب أن تسمى أمستردام فينسيا الشمال فهي تستحوذ على مائة كيلومتر من القنوات، ويعد العيب الوحيد مع هذا العدد الكبير من القنوات والجسور هو أنه من الأسهل أن تفقد الطريق كما فقده الكثير ممن سبقوك، ولذا فعليك أن تسأل عن خريطة جيدة من مكتب الاستقبال في الفندق الخاص بك بحيث يمكنك التنقل في الشوارع بنجاح.
رؤية القنوات من الشوارع مذهلة ولكن يمكنك أن تغطي مسافة أكبر منها على متن سفينة قارب سياحية، وهناك العديد من الشركات المختلفة التي تقدم الرحلات البحرية على طول القنوات المائية في مدينة أمستردام.
وما يميز قنوات أمستردام هي تلك المراكب التي حولها أصحابها إلى بيوت للسكن، وهي مرخصة من البلدية وترتبط بشبكتها الصحية والكهربائية. وعندما ترفع ناظريك عن هذه البيوت العائمة بأشكالها وحدائقها الجميلة، لتتأمل ما خلفها ستتعرف إلى تلك الأبنية الأثرية بألوانها وهندستها الرائعة، خصوصا أنها تنحني إلى الأمام بفعل تأثير المياه المتسللة الى الطبقات الجوفية تحت المدينة منذ القدم.
وقد أعطت هذه القنوات التي حفرت في القرن السابع عشر شكلا جميلا للمدينة جذب الكثير من السياح رغم أنها لم تحفر من أجل السياحة، ولكنها الآن أصبحت وبحق عامل من عوامل الجذب المتعددة التي تزخر بها أمستردام.
فإذا حالفك الحظ وقمت بزيارة هذه المدينة فلا تترد عن استقلال ايا من هذه القوارب التي تتعدد وجهاتها وفقا لرغبتك، فهناك ما يتوجه منها إلى المتاحف وإلى المعالم السياحية الشهيرة، وإذا أردت أنت وعائلتك تأجير أحداها فهذا متاح لك.