بحيرة لاغو ماجيوري .. أجمل جنات إيطاليا ووجهاتها الرومانسية

حظيت إيطاليا بكثير من المناظر البديعة والمعالم السياحية الخلابة في الشمال، على سبيل المثال يمكنك الاستمتاع بقضاء الصيف على شواطئ البحيرات الدافئة عند سفح جبال الألب، بينما ترسوا القوارب والزوارق على حدائق الجزيرة فضلا عن هواية التجول والتنزه على طول الشاطئ، ونظرا لروعة هذه البحيرات كانت تقام قديما مسابقات ملكة الجمال على هذه البحيرات كومو وجاردا وماجيوري، حيث تتميز جميعها بمناخ البحر الأبيض المتوسط ويعود تراثها الغني إلى الرومان القدماء ويستمر حتى وقتنا الراهن.

وفي القرن السابع عشر، وتحديدا في عام 1632 قامت إحدى العائلات الإيطالية الشهيرة وهي عائلة بوروميو الأرستقراطية بتحويل جزيرة صخرية صغيرة للغاية على بحيرة ماجيوري إلى تحفة نباتية شديدة الزخرفة وقد سميت هذه الجزيرة “ايزولا بيلا”، واكتسبت حدائقها المهيبة الشهرة العالمية وباتت وجهة ملوكية للرحلات السياحية، وقد كان من ضيوفها البارزين قائد الأوركسترا الشهير أرتورو توسكانيني، والمؤلف الأيرلندي جورج برنارد شو والروائي الأمريكي الكبير إرنست همنغواي وغيرهم كثير.

ولكي تحظى بعطلة نهاية أسبوع مميزة، يمكنك ركوب قطار من ميلان إلى ستريسا لتصل إلى لاغو ماجيوري، والأفضل للسياح حتى يتفادو الحشود المزدحمة والرطوبة أن يتوجهوا إلى البحيرة في الربيع أو في أوائل الخريف.

وهناك في الصباح الباكر يمكن أن تطل من إحدى شرفات فندق جراند ديزيل بوروميس مواجها جبال الألب التي تبدو في سلسة انسجام أزرق أرجواني جذاب، كما تشاهد القوارب التي تنتشر في خليج بوروميان، وتمتع ناظريك بالمحميات النباتية التي تسلب اللب والقلب في منطقة الخليج: ايزولا بيلا، وايزولا مادري وفيلا تارانتو.

أما البستاني جيانفرانكولى المشرف على حدائق ايزولا بيلا وايزولا مادري فقد حصل في عام 2014 على الوسام الملكي البريطاني للبستانية التذكارية، والتي تقدم للأشخاص “الذين أسهموا بشكل بارز في النهوض الفني أو العلمي أو القيام بأعمال البساتين وذلك نظرا لما قام به في تحويل الحدائق إلى مكان أفضل ووجهة سياحية بارزة للوافدين من أنحاد العالم.

تعرف جزيرة إيزولا بيلا أو (لؤلؤة بحيرة ماجيوري) والتي تقع على بحيرة ماجيوري، وقد سميت كذلك على زوجة أحد ملاك الجزيرة والتي كانت تدعى إيزابيلا ثم تغير قليلا ليصبح إيزولا بيلا والذي يعني الجزيرة الجميلة، وتضم الجزيرة قصر ومجمع حدائق أشرف على إنشاءهم المهندسين المعماريين فضلا عن منحوتات مذهلة في الشرفات التي تطل على الحديقة المميزة بأشجار السرو والحمضيات، وأينما تجولت تجد الطواويس البيضاء تقوم بجولة سير هي الأخرى.

تذكر لدى تجوالك داخل أزقة إيزولا بيلا وشوراعها أن عدد من المشاهير ساروا على أقدامهم في هذه الجزيرة كأمثال الفيلسوف الفرنسي مونتسكيو، والمؤرخ الإنجليزي إدوارد جيبون والروائي الفرنسي ستندال ونابليون وحبيبته جوزفين وواغنر وديكنز  وأمير ويلز والليدي ديانا، كما حظوا بانطباع مختلف ومميز لدى ركوبهم القارب الذي يطفو على المياه الزرقاء”.

يجاور إيزولا بيلا جزيرة إيزولا مادري التي تعود للقرن التاسع عشر وتضم أفخر وأبرز أنوع النباتات في حدائقها وكأنك تزور حديقة واحدة تقع أطرافها في ايطاليا وفرنسا وتايلاند وماليزيا في ذات الوقت، كما تشتهر بحيرة ماجيوري التي تقع في شمال إيطاليا بسلاسل الجبال الشاهقة التي تطل على المنتجعات والمدن الواقعة على ضفاف البحيرة، فضلا أن المناخ حول البحيرة يعتبر مثاليا لممارسة الإبحار وركوب الأمواج، كما تنتشر على شواطئها أشجار النخيل الرائعة.

وعلى ضفاف البحيرة تقع مدينة ستريزا والتي تشعر وكأنها منحوتة ومرسومة بأيدي فنان موهوب حيث تتراص فنادقها مقابل الكورنيش المطل على البحيرة والتي تلامسها الجبال المخضرة التي تزخر بالكثير من الورود.

ليس هذا فحسب، فعندما تنزل إلى أزقتها الجميلة تجد أرضيتها من البلاط وتشاهد السوق الذي يدلف داخل الأزقة وهناك ترى ألوان متعددة من المعكرونة داخل المحلات الإيطالية والمطاعم التقليدية فضلا عن قوالب الجبنة الايطالية الشهية، كما تنتشر المقاهي وحيثما يأخذك الطريق تطرب آذانك بعزف آلات الكمان الرائعة، وعلى نقيض الجزيرتين السابقتين، تعرف جزيرة دي بسكاتوري بأنها موطن صيد الأسماك وتتميز ببساطتها كما يغلب عليها الطابع الشعبي على جميع أرجائها، وأزقتها ضيقة يقع بجوارها جزيرة صغيرة للغاية تسمى جزيرة “لا مارغيرا” أو “جزيرة الحب” الصغيرة.

ومن نافلة القول أن البحيرة وجزرها ظلت وجهة سياحية رائعة للعشاق والمحبين، حيث أنها ظلت ولا زالت إرثا من زيارات التي بدأها الكثير من الرومانسيين، حتى وصفها الشاعر الانجليزي المخضرم قائلا “لاغو ماجيوري هي “عدن إيطاليا…الهواء الأنقى والأرض الأكثر ثراءا والمناخ الأجمل”.