Booking.com

السودان البلد الثاني من حيث المساحة في أفريقيا بعد الجزائر، والثالث عربياً بعد الجزائر والسعودية، ويحتل المرتبة السادسة عشر علي مستوي العالم بمساحة قدرها مليون و882 ألف كيلومتر مربع، وكان قبل انفصال الجنوب عنه في العام 2011 يحتل المرتبة الأولي مساحة وبامتياز في محيطه الأفريقي والعربي. ومن جملة هذه المساحة الكبيرة يمتد ساحله البحري علي طول حوالي 780 كيلو متر من الحدود مع مصر وإلى رأس كسار جنوباً على الحدود مع دولة اريتريا. واكتسبت مناطق الساحل السوداني الشرقي، ممثلة في المناطق التي تطل علي البحر الأحمر، أهمية استراتيجية واقتصادية هامة. ومن أهم مناطق ومدن  الساحل السوداني مدينة بورتسودان درة البحر الأحمر.

تعتبر بورتسودان، والتي تعني باللغة الانجليزية ميناء السودان، الميناء البحري الرئيسي والأول لجمهورية السودان، بالإضافة إلى أنها تعتبر من كبريات المدن في هذا البلد الأفرو-عربي، وكانت قديماً تعرف باسم (برؤوت) ومرجعه اسم لأحد الشيوخ الذي أتى مهاجراً من الحجاز وعاش في بورتسودان، وعرفه أهلها باسم برغوث، وسموا مدينتهم تيمناً باسمه قبل أن يقوم الانجليز بتغييراسمها إلى بورت سودان، وكان مسعاهم من وراء ذلك البحث عن بديل لميناء سواكن التاريخي.

بورتسودان
ميناء مدينة بورتسودان ليلاً

منح الميناء سطوة لمدينة بورتسودان علي غيرها من مدن الساحل السوداني، وجعلها من كبريات مدن السودان من الناحية الاقتصادية؛ ففي حالة التصدير إلى خارج البلاد تكون بورتسودان هي المعبر إلى الخارج، وفي حالة الاستيراد تكون هي الممر إلى الداخل.

أما عن أشهر الشعوب السودانية التي تقطن المدينة فهم “البجة” أو “البجا” سكانها الأصليين الذين قطنوا مناطق شرق السودان منذ عصور قديمة، ويُقال أنهم ينتسبون إلى كوش بن حام، واشتهروا منذ القدم بأنهم محاربون أشداء. وصدروا الذهب من بلادهم إلى مصر خلال العصور الفرعونية. والبجة قوم رعاة رحل يرعون الابل و غيرها من البهائم.

وبالإضافة إلى “البجة” تتواجد كل القبائل السودانية الذين جذبتهم روح المدينة وحركتها الاقتصادية المزدهرة، وعنها قيل من يذهب إليها لن يعود منها. وجذبت بورتسودان كذلك الهنود والإغريق والبرابرة والأقباط فأصبحوا من سكانها ومواطنيها.

أما من ناحية الطقس فمناخ بورتسودان أقرب لمناخ البحر المتوسط، والذي يوصف بأنه حار جاف صيفً دافئ ممطر شتاءً. وهو أمر يخالف غالب المناخ في السودان ما عدا منطقة جبال مرة في غرب السودان فطقسها يقارب هذه الأجواء، و تمتد فترة الأمطار ما بين شهر أكتوبر إلى شهر ينايرمن كل عام. وهذه الميزة تجعل من المدينة ملاذاً لكثير من الأسر السودانية الميسرة خاصة في فصل الشتاء.

من أشهر أحياء بورتسودان ديم سلك وديم كوريا والسلالاب وديم سواكن والميرغنية وحي المطار وترانزيت وحي الخليج وحي فيليب وديم النور والأسكلة وأبو حشيش وهدل ودار النعيم ودار السلام.

جلسة بالقرب من ميناء بورتسودان العامر بالحركة
جلسة بالقرب من ميناء بورتسودان العامر بالحركة (2)

لا شك أن الزائر لمدينة بورتسودان سيلاحظ من الوهلة الأولى كثرة المقاهي وبائعي القهوة علي الطرقات، ومما لا شك فيه أن مذاق قهوة البجة تعتبر من أفضل ما يمكن أن يتذوقه زائر المدينة. وتتميز برائحتها المعبقة المُضاف إليها بعض التوابل، ومما يزيد سحرها الطقوس التي تصاحب إعدادها وشربها خاصة رائحة البخور التي تنتشر في أرجاء المكان. وتزداد الأجواء شاعرية مع صوت المغني البجاوي وهو ينطلق مدندنً من آلات التسجيل أو المذياع. وبعض من أشهر أغانيهم تتغزل بالقهوة نفسها، ويسمونها (بالجبنة)، ولا عجب في ذلك فالبجاوي يبدأ يومه بشرب القهوة ويختمه بها كذلك.

وإذا كانت الملاحظة الأولى لأي زائر هي انتشار مقاهي القهوة لارتباط سكان المدينة اجتماعياً وثقافياً بالقهوة، فالملاحظة الثانية هي أن اغلب سكان المدينة وبحكم أهمية الميناء الاقتصادية يعملون في هيئة الموانئ البحرية أو في شركات تخليص البضائع والشحن والملاحة والنقل؛ فعماد الحياة في تلك المدينة هو البحر و ما يرتبط به من أنشطة.

ورغم الهدوء الظاهر على بورتسودان، فهي عامرة بالحركة والأنشطة الترفيهية خاصةً علي سواحلها. وتكثر على الشواطئ الأندية والأماكن الترفيهية التي تجذب الأسر والأفراد، وتُقام فيها الحفلات والملتقيات الاجتماعية ويزداد جمال تلك الملتقيات في الأمسيات خاصةً مع أضواء السفن المارة تتلألأ من علي البعد.

السياحة في بورتسودان

تتميز بورتسودان وما حولها بفنادق ومواقع سياحية عديدة، خاصةً وأن الطبيعة حبتها ببيئة مثالية للسياحة لاسيما شواطئ المدينة التي تتميز مياهها بالنقاء والدفء الذي يجعل منها مكاناً مناسباً لممارسة رياضة الغوص ومشاهدة الشعاب المرجانية، وأصناف مختلفة من الأسماك يقدرها البعض بأكثر من 1500 نوع تشكل لوحات زاخرة بالألوان الزاهية.

ومن أهم المناطق التي يمكن زيارتها في بورتسودان: سنقنيب ودنقاب، وفيهما محميتان للشعب المرجانية، وشعاب الرومي وشعاب السعودي. كما يقصد سكان المدينة في عطلاتهم الأسبوعية عدة أماكن مثل قرية عروس ومنطقة جبيت واركويت، والتي بها مناطق تصلح لتسلق الجبال ورؤية المدن والقري القريبة علي مسافات قد تصل إلى 160 كيلو متر.

وتنظم بورتسودان مهرجاناً سنوياً للترويج للمدينة اقتصادياً وسياحياً بمشاركة شركات من دول الجوار للسودان وخاصة من مصر. ويشهد فعاليات وعروض للفرق التراثية للشعوب القاطنة في المنطقة، ومعارض للشركات التجارية السودانية و الأجنبية.

صور من مدينة بورتسودان، درة البحر الأحمر:

الصور: 1، 2

شارك برأيك

تعليقات