ما أشهى المغامرات غير المألوفة على أرضٍ تختلف طبيعة الحياة فيها عن طبيعة الأيام الرتيبة بين جدران وشوارع المدن التي نعيش فيها، وإذا كنت من عشاق تلك المغامرات، الذين يرغبون باستنشاق كميات هائلة من الهواء النقي بعد ركضٍ حُر في مراعٍ أو غابات شاسعة الخُضرة، تذكرك بمشاعر التحرر الروحي أثناء طفولتك حين كنت تشاهد الرسوم المتحركة الكلاسيكية، أو تشبع في أعماقك رغبة قديمة في مشاركة “تيمون وبومبا” الشهيرين حياتهما التي تجمع بين البساطة والتخلص من أغلال الرتابة، فلا شك أن وجهتك القادمة ستكون “تنزانيا” التي سترحب بأحلامك على شواطئها الرملية التي تزينها الشعاب المرجانية، والغابات الساحلية، وغابات السافانا المليئة بالمحميات الطبيعية، والأنهار، والبحيرات الداخلية، والهضاب الجبلية، تحت مظلة تاريخ حافل بثقافات مختلفة يتقاسمها الطابع العربي والغربي.

تنزانيا ترحب بأحلام المغامرين على شواطئها الرملية التي تزينها الشعاب المرجانية، والغابات الساحلية،

مغامرة تشبه الأفلام!

مع اعتدال الأجواء في المنطقة خلال فصل الخريف؛ تشهد “محمية سيرنجيتي Serengeti National Park” إحدى أكبر حركات الهجرة للعديد من الحيوانات البرية كالغزلان، وحمير الوحش، والنعام، والفيلة، والزراف ،والجواميس، وكثير من أنواع الطيور كالنوارس والببغاوات وطيور البفن في أسراب منظرها يحبس الأنفاس، وما يُضاعف الشعور بالإثارة ويحولها إلى ما يُشبه الأفلام الأمريكية الممتازة هو الاستمتاع برحلة سفاري خاصة داخل منطاد هوائي تقدمه المحمية لهذا الغرض. لكن لا تنس يا صديقنا المحظوظ بهذه الرحلة تصوير المشهد من مكانك داخل المنطاد وإرساله إلى موسوعة المُسافر مع تفاصيل تجربتك لننشرها هنا.

أما إذا كنت من محبي الثقافة وتنمية الذات مع كل رحلة؛ فلا تفوت زيارة “المدينة الحجرية Stone Town ” في جزيرة زنجبار التابعة لتنزانيا. اكتسبت هذه المدينة اسمها من المباني الصخرية التي شهدت الكثير من الأحداث التاريخية الاستثنائية على أرضها، فهناك يمكن للزائر إشباع بصره وبصيرته بالمتاحف والمساجد والكاتدرائيات التي تزاوج بين الفنون المعمارية الإسلامية والبرتغالية على أرض واحدة.

جانب من جوانب “المدينة الحجرية” في تنزانيا..

كما يمكن لمحبي التعرف إلى ثقافات الشعوب بالتواصل مع أفرادها مباشرة زيارة إحدى قرى شعب “الماساي” ذات الأكواخ التقليدية البسيطة والعادات القبائلية الأفريقية. لكن احذر التقاط الصور هناك دون أخذ إذن صريح لأنها تتعارض مع معتقداتهم. والطريف في الأمر أن هذه الشعوب المضيافة بطبيعتها تحب تكرار كلمتي “هاكونا ماتاتا” التي طالما سمعنا صديقنا “بومبا” بطل مسلسل الرسوم المتحركة الشهير يكررها باستمرار، والطريف أن المعنى الحرفي لها هو: “لا مشكلة”!

تعيش قباسل الـ “ماساي” في أكواخ بدائية ذات طراز محلي تقليدي.

دعوة للعودة!

يقولون في مصر أن “من يشرب من نهر النيل لا بد وأن يعود إليه”، أما الكينيون فيؤمنون أن من يزور جبل “أولدينيو لنغاي Ol Doinyo Lengal” لابد وأن تقوده قدميه للعودة إليه مجددًا مرة أخرى. فهذا الجبل الذي يُعتبر من أكبر واهم الجبال البركانية هناك يتمتع بتاريخ مقدس لأتباع قبائل “الماساي”، ويمتاز بتشكيلات جيولوجية غريبة ترسمها الحمم على تدرجاته يعتقدون أنها تلقي بتعويذة سحرية على روح من يراها، فيرغب بالعودة إلى المكان ذاته مرة أخرى!

يعتقد أبناء قبائل الـ “ماساي” أن كل من زار هذا الجبل لا بد وأن يعود إليه مرة أخرى!

شارك برأيكإلغاء الرد