على بعد ثلاثين كيلو متراًً من مدينة فريتاون Freetown عاصمة سيراليون وأكبر مدنها تقع جزيرة بونس تلك الجزيرة التي تعد أحد أشهر المعالم السياحية الأفريقية، ووجهة سياحية مهمة لدى السياح الأوربيين والأمريكيين بوجه خاص.

اختار الاحتلال البريطاني جزيرة بونس Bunce لتكون مقراً لقلعتهم التي بنوها لتجارة الرقيق، والتي ظلت تمارس نشاطها في الفترة بين 1670 حتى 1808، قامت خلال تلك الفترة بإرسال عشرات الآلاف من الرقيق الأفريقيين إلى أمريكا والهند للعمل في زراعة الأرز، وكان يديرها حينئذ أربع شركات مقرها لندن، وقد هوجمت الجزيرة عدة مرات من القراصنة ومن القوات الفرنسية سنة 1779 مما أدى لتدمير أجزاء من القلعة وكان يعاد بناؤها بعد كل هجوم.

أجزاء باقية من جدار القلعة

بدأت المرحلة التالية من قصة الجزيرة بإصدار البرلمان البريطاني قانوناً يحظر تجارة الرقيق سنة 1807 وتم وقف نشاط القلعة، وشهدت ممارسة عدة أنشطة مختلفة إلى أن هُجرت نهائياً في 1840، وبعد أكثر من 100 سنة نالت بعض الاهتمام مجدداً ولكن حالت الحرب الأهلية في سيراليون دون ذلك.

وفي 2008 أعلن العالم بأن هذه الجزيرة واحدة ضمن مائة موقع في العالم من أكثر المواقع تعرضاً للخطر، مما اضطر سيراليون بمساعدة الولايات المتحدة الأمريكية في الحفاظ عليها وإعادة الأمن لها وإنشاء متاحف عليها، وقد أعلنت أمريكا بأن هذه الجزيرة من أهم المواقع التاريخية الأفريقية، نظراً لما شهدته من تاريخ طويل في مرحلة إرسال آلاف الرقيق.

غرف تحت أرض الجزيرة لأغراض التخزين وغيرها

أسهل الطرق للوصول إلى جزيرة بونس هو ركوب قارب من مدينة فريتاون يستغرق 45 دقيقة، وبمجرد الوصول يرافق الزوار أحد العاملين هناك ليشرح تاريخ الجزيرة ويشرح ما يراه الزائر، فمازالت الجزيرة حتى الآن محتفظة بمعالمها القديمة التي تشكلت عليها عبر تاريخها الطويل، مما جعلها مزاراً سياحياً هاماً.

مدافع مازالت موجودة منذ مئات السنوات

في الطرف الشمالي من الجزيرة توجد الحصون الدفاعية ضد الفرنسيين والهولنديين، ومساكن الرقيق ومن يديرون الموقع، بالإضافة لمدافع قديمة تعود للقرن الثامن عشر ويلاحظ أن عليها شعار الملك جورج الثالث ملك بريطانيا. كما توجد غرف تحت الأرض أقيمت لتخزين الغذاء والأسلحة وللكشف على الرقيق، حيث كانت أولى الخطوات التي تتخذ عليهم قبل مغادرتهم هي أخذهم لهذه الغرف الموجودة تحت الأرض بغرض إجراء الكشوف الطبية عليهم لمعرفة ما إذا كانوا صالحين للسفر والعمل أم لا، وعندما يصلوا إلى أمريكا يتم الإعلان عن ذلك في عدة مدن ليشهد الناس بيعهم في المزاد.

طريق أخضر يصل إلى القلعة

أما في الناحية الجنوبية من الجزيرة نجد مقابر مخصصة لكل من مات على الجزيرة سواء من العاملين أو الرقيق، وتتميز بوجود صف من الحجارة يفصل من قبور البيض وقبور السود، كما توجد بقايا طابقين من القلعة مع مكتب كبار الضباط، وعدة أبراج مراقبة.

مقبرة قبطان إحدى السفن التي كانت تنقل الرقيق

شارك برأيكإلغاء الرد