Booking.com

قرية ناغارو .. ليست ببلدة أشباح أو مكان مهجور يبعث الخوف في النفوس، ولكنها وجهة سياحية في بلدة صغيرة بجنوب اليابان يتفوق فيها عدد الدمى على عدد السكان المحليين الذي لا يتجاوز عددهم  35 شخصا فقط، حتى أنك ستفاجأ عند زيارتك لتلك القرية المعزولة برؤية تلك الدمى المصنوعة بالحجم الطبيعي للبشر في كل مكان تقريبا في مشهد نادر قلما تجده في مكان آخر حول العالم، فما السبب وراء ذلك؟

%d9%82%d8%b1%d9%8a%d8%a9-%d9%86%d8%a7%d8%ba%d8%b1%d9%88

تعود قصة قرية ناغارو اليابانية إلى عام 2002 مع عودة أحد سكانها إليها مرة أخرى بعد غياب دام لسنوات طويلة، وهي الفنانة “ايانو تسوكيمي” البالغة من العمر 66 عاما، والتي وجدت القرية خاوية وبها عدد قليل من السكان بعد أن كانت تضج بالحركة والنشاط.

%d8%a7%d9%8a%d8%a7%d9%86%d9%88-%d8%aa%d8%b3%d9%88%d9%83%d9%8a%d9%85%d9%8a

وجدت ايانو سكان القرية قد انتقلوا إلى مدن أخرى للعمل وبحثا عن خدمات أفضل باستثناء ما يقرب من 35 شخص فقط، فلم تيأس وتترك المكان، وظلت تبحث عن وسيلة لمواجهة الموت البطيء للقرية وإعادة الروح إلى البلدة المعزولة مرة أخرى.

%d9%82%d8%b1%d9%8a%d8%a9-%d9%86%d8%a7%d8%ba%d8%b1%d9%88

وما كان من الفنانة إلا أن استعانت بدمى بالحجم الطبيعي للبشر قامت هي بصنعها لأشخاص كانوا يعيشون فعليا بالقرية، ووزعتهم بمختلف الأماكن كسكان يعيشون بشكل طبيعي بين الحقول والشوارع والمنازل وحتى المدارس.

ايانو تسوكيمي

ولعلك إذا قمت بزيارة قرية ناغارو التي أصبحت وجهة جذب سياحي لاسيما للعائلات ستجد ما يقرب من 350 دمية بالحجم الطبيعي، بعضها في حراثة الحقول، والبعض الآخر في انتظار للحافلة،  والبعض لأطفال داخل مبنى المدرسة، ومعظمهم لأشخاص تعرفهم ايانوا من قبل أثناء إقامتها في القرية.

%d9%82%d8%b1%d9%8a%d8%a9-%d9%86%d8%a7%d8%ba%d8%b1%d9%88

ومن خلال النظرة الأولى لهذه الدمى ستعلم جيدا أن الفنانة اليابانية قد بذلت جهدا كبيرا لصنع كل دمية بمظهر فريد من نوعه، وذلك باستخدام الملابس القديمة التي كان يرتديها السكان القدامى ومزيج من القش مع الاستعانة بالشعر المستعار والنظارات الحقيقية.

%d9%82%d8%b1%d9%8a%d8%a9-%d9%86%d8%a7%d8%ba%d8%b1%d9%88

وتؤكد الفنانة أنها كل يوم، تأخذ نزهة حول المدينة لتحية إبداعاتها وتتأكد من خلوها من أي عيوب قد تقع لها، خاصة أن تلك الدمى تساعد في الحفاظ على الإحساس بالحياة الطبيعية، مشيرة أن الدمى الأولى كانت قد صنعتها كفزاعة للطيور في حديقتها وكانت تشبه والدها بشكل كبير.

%d9%82%d8%b1%d9%8a%d8%a9-%d9%86%d8%a7%d8%ba%d8%b1%d9%88

فيما يقول أوسامو سوزوكي، وهو عجوز مقيم بالقرية يبلغ من العمر 69 عاما، أن الناس في كثير من الأحيان يقومون بتكليف ايانوا لصنع دمية تشبههم أو أحد أفراد أسرتهم، وأن الفنانة قد ساهمت في إحياء البلدة من جديد.

%d9%82%d8%b1%d9%8a%d8%a9-%d9%86%d8%a7%d8%ba%d8%b1%d9%88

هناك طريق واحد يؤدي إلى داخل وخارج القرية، وهو ضيق لا يسمح بمرور أكثر من سيارة، وعند الوصول ستشاهد نهرا صغيرا يتدفق بهدوء كوتيرة الحياة في هذا المكان، في حين تلوح في الأفق جبال شديدة الانحدار على كلا الجانبين.

قرية ناغارو

للوهلة الأولى، ستبدو لك البلدة وكأنها تعج بالحياة، فالمزارعون في الحقول، والعائلات تنتظر في محطة للحافلات، السيدات تتجمع أمام المنازل، ولكن إذا قمت بإيقاف سيارتك للنظر بدقة، ستعلم أنها تلك الدمى التي حتما ستلتقط بجانبها الكثير من الصور الفوتوغرافية.

يمكنك زيارة القرية بصحبة العائلة ليوم واحد والاستمتاع بمشاهد الحياة التقليدية اليابانية بين 35 من السكان المحليين و 350 من الدمى في أجواء من الهدوء بعيدا عن ضجيج المدن.

%d9%82%d8%b1%d9%8a%d8%a9-%d9%86%d8%a7%d8%ba%d8%b1%d9%88

شارك برأيك