قد يغفل الكثير من السياح قيمة مدينة لايبزغ الألمانية والتي تكتنز داخلها الغموض المثير والطبيعة الساحرة وجعلها أرضا خصبا للموسيقى لذلك نشأ فيها الموسيقي الألماني الكبير يوهان باخ ونزل فيها الإلهام على الكاتب والأديب الألماني المؤثر يوهان غوته. وتعتبر المدينة وجهة سياحية مثالية بها تتميز به من المعالم الثقافية.
تقع مدينة لايبزيغ فى شرق المانيا وتشتهر بكثرة معارضها والمراكز التجارية الموجودة فيها بالاضافة إلى الطبيعة الساحرة للمدينة والاماكن التاريخية العريقة التى تتمثل فى الكنائس والمتاحف الموجودة فيها.
كما تضم المدينة مجموعة كبيرة من الفنادق التى تقدم أفضل الخدمات السياحية للسياح لذلك حصلت مدينة لايبزيغ الألمانية على تصنيف اكثر الدول الصالحة للعيش خلال عام 2010 فهى مدينة آمنة ومتكاملة وتقدم للسائح الرفاهية والراحة خلال زيارة ألمانيا.
كتبت صحيفة “ديلي ميل” البريطانية تصف المدينة الألمانية فتقول إلى لايبزغ فاتنة ومثيرة للاهتمام وجذابة حتى أنها تحير القلوب والعيون التي تراها ولم تكن تعرفها من قبل.
بالإضافة إلى الحيوية التي تنبض بها المدينة كما هي العاصمة برلين فإن لايبزغ ثرية بتاريخ ثقافي وتراثي رائع ولديها عدد من المطاعم التي تقدم أجود الوجبات والمشروبات، وإنه “خطأ كبير” أن تكون لايبزغ مفقودة في قائمة السياح الأوربيين لدى زيارتهم ألمانيا.
أكثر من 55 ألف نسمة يقدرون بأنهم عدد سكان لايبزغ التي يحيطها السحر من كل جاب، وتضم بداخلها زمرة كبيرة من المتاحف والصروح الأثرية، وتقدم للسياح القادمين إليها العديد من النشاطات الممتعة كما أنها تعدّ أحد أكبر المراكز الصناعية والتجارية الأساسية في البلاد وكذلك في مجال النقل، وتعتبر مركزا هاما للتبادل التجاري.
صحيح أن المدينة لحقت بها أضرار بالغة خلال الحرب العالمية الثانية، إلا أن غالبية مبانيها التاريخية أُعيد بناؤها أو تم ترميمها، وقد كان بالمدينة في السابق “مصنع الغزل” والذي كان يعتبر أكبر مصنع للغزل في أوروبا، لكنه اليوم بات ملتقى للفنّانين في ظلّ وجود ما يزيد عن 100 فنّان و14 معرضا للفن وصالات للعرض.
فمحيط المصنع القديم يمثل مصدر إلهام لعدد من المبدعين (مهندسو المعمار ورسامو الإعلانات ومصمّمو الأزياء)، فضلا عن المؤسسات الحرفية التي تجد هذا الوسط ملائما لها.
أما منطقة والدستراسبنفيرتل فتعتبر قبلة ورمزا لحفاظ لايبزغ على مبانيها الهندسية المميزة منذ مطلع القرن العشرين والتي تم تصنيفها كصروح تاريخية وفيها يمكن للسائح أو زائر المدينة استمتاع ناظريه بــ “فندق المدينة القديم” والذي شيّد ما بين عامي 1556 و1557 وفقاً لطراز عصر النهضة، ويعتبر أحد أجمل فنادق المدينة.
إلى جانب “متحف الفنون الجميلة” والذي تأسّس في عام 1837، ونقلت محتوياته في العام 2004 إلى داخل “متحف الفنون البصرية” ولا تنسى كذلك زيارة “متحف باخ” الذي يحتضن أرشيف المؤلف الموسيقي الشهير يوهان باخ.
البرامج السياحية والأنشطة التي يمكن القيام بها في لايبزغ:
يمكن للزائر لهذه المدينة أن يقوم بزيارة “حديقة الحيوان” في لايبزغ والتي تعتبر من الحدائق الأكثر قدما حيث تعود أصولها إلى أنحاء مختلفة من العالم، فهي من اجمل المعالم في هذه المدينة ببناء رائع وبيئة مميزه للحيوانات تحاكي الطبيعة، وعرض رائع ومتطور لا يجعل الزائر يشعر بالملل ابدأ وهي مناسبه جدا للعائلات.
لا بد من زيارة قاعة “جواندهوس” للاحتفالات والتي تقدم أروع الموسيقى للأوركسترا وقد حدثت هذه القاعة اكثر من مره نتيجة للحروب والدمار الذي لحق بها، وهي الان موطن للأوركسترا الرائع في لايزيغ، فاذا كنت تعشق الموسيقى، فهذا هو المكان الفضل لك لتزوره في المدينة.
ولا تنسى حضور عرض أوبرالي مميز في “دار الأوبرا” في المدينة ثم التوجه إلى منطقى الغابات والتي يمكن من خلالها الاستمتاع بما تقدّمه من مناظر طبيعية فريدة، من متنزّهات ومساحات خضراء وأيضا لا يفوتك قضاء وقت ممتع على شاطئ “كولكويتزر” وهو من أجمل السواحل في المانيا التي تتميز بالمناظر الخلابة، ويمكنك فيه ممارسة الرياضات المائية وركوب القوارب الشراعية الرائعة وبالطبع زيارة حديقة بوتينكال الرائعة.
كما تعرف لايبزغ بأنها مدينة الأدب وفيها المكتبة الألمانية الوطنية بيبليوتيكا ألبرتينا وفي الربيع ينظم معرض الكتاب في لايبزغ، الذي يعتبر ملتقى لعالم الكتاب حيث يوجد 150000 مشارك بين دار نشر ومؤلف وصحفي وقارئ يلتقون هنا سنويا. المدينة بأسرها تحتفل بالتنوع الأدبي من خلال الحدث الكبير “لايبزيغ تقرأ”، أكبر مهرجان للقراءة في أوروبا. مع خارطة المدينة، ينطلق المرء في رحلة من شكل مختلف.