تفتخر مدينة “منراو” بأنها واحدة من المدن القليلة التي نجحت في جذب أعداد كبيرة من السيّاح العرب فنسبة السياحة العربية في المدينة ارتفعت %12.9 عن العام الماضي أي نحو 6585 فرداً ما يزيد عن نصف عدد سكانها بقليل.
وفي لقاء مع عمدة المدينة الدكتور ميشائيل راب قال: “أنا سعيد بالسياحة في منراو، وسعيد بالسياحة العربية بصفة خاصة، وأرى أن السياح العرب أحدثوا تغييرات كبيرة في ثقافة سكان المدينة فأصحاب الفنادق الصغيرة قاموا بتحويلها من غرف صغيرة إلى أجنحة كبيرة تتوافق مع رغبات الأسر العربية التي تفضل الإقامة مجتمعة”.
أضاف: “الكثير من السياح الخليجيين يبحثون عن مسجد في يوم الجمعة لإقامة الصلاة لهذا السبب نبحث تشييد مسجد كبير في المدينة يلبي رغبات المصليين العرب كما سنقدم في مطاعم المدينة قائمة الطعام مترجمة بالعربية لنشجع على السياحة في مدينتنا”.
في جولة بفنادق المدينة نلاحظ أنها ممتلئة عن آخرها بالسياح العرب ففي فندق “انجربراو” الذي يبعد كيلومترين عن “منراو” يقول مدير الأغذية فيه إنه رفع مشترياته من الأغذية التي يقبل عليها العرب في مثل هذا الوقت من السنة مثل بعض أنواع الأجبان كجبنة الماعز، وأنهم ادخلوا “الفلافل” إلى قائمة أصناف الأغذية في الفندق.
يقول أحد السياح العرب المقيمين في الفندق إنها مدينة رائعة، والطعام الجيد الذي يقدم لنا في فنادقها يجعلنا مرتاحين في الإقامة فهم يتفهمون ثقافتنا، ويبحثون عن راحتنا.
يبحث السياح العرب الوافدين إلى ميونيخ عن أماكن أكثر هدوءًا في محيط المدينة الكبيرة بعد أن ازدحمت بهم وبالسياح الآخرين القادمين من مختلف دول العالم فاتجهوا إلى منتجعات أقصى الجنوب حيث البيئة الألبية الجميلة، وأماكن الاستجمام المريحة بعيدا عن الضوضاء واعين المتطفلين.
يستغرق الوصول إلى المدينة حوالي ساعة من ميونخ، ويقول عمدة “منراو” ذات الـ 12 ألف نسمة إنها صارت مكانًا مفضلًا للسياح العرب لاسيما القادمين من دولة الإمارات العربية المتحدة.
أثناء التجوال في ساحة المدينة الرئيسية في فترة الظهيرة يمكن المرء مشاهدة أعداد كبيرة من السياح العرب يتجولون في ساحة المدينة الرئيسية بزيهم العربي المعروف، وفي المقهى الكبير بالساحة كان العرب يحتلون نصف المقاعد تقريبًا.
وتظهر مظاهر الثراء العربي في المدينة بشكل قوي فعلي سبيل المثال يفضل العرب استخدام السيارات الفارهة كسيارات “مرسيدس” و “بي.أم. دبليو” اللغة العربية هي الأخرى بدأت تعرف طريقها إلى واجهة المحلات وداخل الكتالوجات فسلسلة مطاعم الوجبات السريعة “ماكونالدز” كتبت على واجهتها في أماكن تجمع العرب الكثيرة الاسم باللغة العربية كنوع من الترحيب بالسياح العرب بل تطور الأمر أكثر من ذلك، وأدخلت سلسلة “ماكدونالدز” وجبة فلافل ضمن قائمة أطعمتها.
ويعد منتجع “مورناو” وجهه قاصدي السياحة العلاجية فأغلب المرضي الذين يأتون للعلاج يفضلون أن تأتي أسرهم معهم، ويقول ايرفن كيناتدر المدير الإداري في مستشفي مورناو للحوادث إن متوسط عدد الأفراد المرافقين لكل مريض حوالي ثلاثة أفراد لكن بعض المرضى يجلبون كامل الأسرة معهم، وعن فترة الإقامة يقول: “تتراوح دائمًا بين إقامة قصيرة وأخرى طويلة ففي الوقت الحالي لدينا 35 سرير مشغولين بمرضي من الإمارات”.
وتمتلك قنصلية دولة الإمارات مقرًا لها في المدينة يستخدمه الموظفون والمرضى أثناء وجودهم، وهناك تنسيق بين هذا المقر وإدارة المستشفي، وعن طريق قنصلية الإمارات في ميونيخ يتم الترتيب مع إدارة المستشفي لكل المرضى الخليجيين.