“سالونيك اليونانية”.. مدينة تطير بك إلى عالم الأحلام وكأنك أحد ملوكها العظماء

أنت الآن في جولة داخل أركان مدينة عريقة يعود تاريخها إلى سنة 316 قبل الميلاد تقريباً، تضم بين طياتها مقومات سياحية هائلة، تطير بك إلى عالم الاحلام وكأنك أحد ملوكها العظماء، تأخذك إلى أجمل الشواطىء وأرقى الفنادق وأقدم المتاحف لتمنحك في النهاية المتعة التي تبحث عنها عند سفرك إلى اليونان.. إنها “سالونيك”.

سالونيك هي عاصمة مقدونيا وثاني كبرى مدن اليونان، تقع على رأس خليج سالونيك أحد تفرعات الخليج الثيرمي، والذي يشكل بدوره الجزء الشمالي الغربي من بحر إيجة، ترتفع  من مستوى سطح البحر إلى أقدام جبل خورتياتيس بشكل يشبه مدرجات مسرح روماني. وتبعد مسافة 500 كيلومتر عن أثينا عاصمة البلاد.

وتعد المدينة واحدة من أقدم المدن في أوروبا. انها مدينة تجارية مزدهرة، وبوابة لكثير من دول البلقان، كما أنها مركز مواصلات مهم في جنوب شرق أوروبا. وليس هذا فحسب بل أنها تشتهر بالمهرجانات والمناسبات والحياة الثقافية ولعل كل هذا ما أهلها للحصول مؤخرا على المرتبة الخامسة كأفضل مدينة في العالم من قبل لونلي بلانت.

الأهم من ذلك، أنها أحد المدن العالمية القليلة التي لازالت تحافظ على ما بها من آثار رومانية وبيزنطية وعثمانية حتى أن معظمها قد أدرج على قائمة التراث العالمي لليونسكو.

ولعلك قد اشتقت الآن للتعرف على أبرز المعالم السياحية التي طالما جذبت سائحي العالم، وفي مقدمتها البرج الأبيض (ليفكوس بيرغوس) الذي يقع على الواجهة البحرية للمدينة ويعتبر رمزاً لها، وقد بني عام 1430 على يد الـفينيسيين. يبلغ ارتفاعه 32 متر، ويستخدم حالياً كمركز للعرض تابع لمتحف سالونيك البيزنطي، تحيط به حديقة يوجد ضمنها تمثال ضخم لـالإسكندر المقدوني.

ولمحبي العمارة تعد “كنيسة القديس جورجيوس” هي الخيار المثالي للزيارة باعتبارها أقدم وأكثر بناء في سالونيك بقي محافظاً على هيئته الأصلية له هيئة قبة كبيرة واسعة. بني في القرن الثالث الميلادي. وقد حول إلى مسجد أثناء الفترة العثمانية باسم سليمان افندي عندما بنيت إلى جانبه مأذنة كبيرة.

اليونان زاخر بالمتاحف القديمة وسالونيك لديها نصيبها العادل من ذلك بما في ذلك “المتحف الأثري” الذي سيؤهلك لمشاهدة الكثير من التحف العظيمة من عصور ما قبل التاريخ والعصور المقدونية والرومانية. المتحف ليس ضخم ويمكنك التجول في أركانه بسهولة.

كانت سالونيك مدينة للإمبراطورية البيزنطية في تاريخها العظيم. وفي “متحف الثقافة البيزنطية”، ستجد تشكيلة رائعة من المنحوتات والجداريات والفسيفساء، بالإضافة إلى مجموعة كبيرة من الأيقونات الدينية الأرثوذكسية من الفترة من القرن 14 إلى القرن 18. وقد فاز المتحف على جائزة المجلس الأوروبي عام 2005.

ويعد مربع سالونيك الأكثر مركزية،هو “ميدان أرستوتيلوس” الذي يعتبر مكانا رائعا لتناول القهوة والحصول على نزهة بحرية رائعة، وخاصة ليلا حيث تشتهر سالونيك بالحياة الليلية المفعمة بالحيوية والنشاط.

وتقع أسواق الأغذية المركزية من سالونيك، إلى الغرب من ميدان أرستوتيلوس. وفي سوق Kapani يمكنك رؤية وتذوق الجانب الحيوي من الحياة في سالونيك، بالإضافة إلى أنك سوف تجد الكثير من المحلات التي تبيع المنتجات الطازجة والبهارات والمستلزمات المنزلية الرخيصة. ولعلك إذا قمت بزيارة سوق Modiano لن تشعر بهذه الحيوية، فمعظم المحلات التجارية مغلقة في الوقت الحاضر، ولكنه دائما مكانا مثيرا للاهتمام.

ولمشاهدة الجداريّات الرائعة، يمكنك زيارة كنيسة “أجيو نيكولاس أورفانوس ” وكنيسة “أيا صوفيا” البيزنطية اللتين يعود تاريخهما إلى القرن السابع عشر. ومعلم أيا صوفيا لا يفوّت، وهو شهير بقبته الكبيرة والفسيفساء الرائعة.

على الرغم من أن سالونيك قد تكون مدينة أثرية مع عدد كبير من المواقع الأثرية، بل أنها أيضا ذات موقع متميز بالقرب من بعض الشواطئ الرائعة، والتي غالبا ما تضمن لك مجموعة جيدة من الرياضات المائية. ولا تقلق فمعظم الشواطئ ليست بعيدة عن المدينة ولن تكلفك سوى رحلة قصيرة بالسيارة، بما في ذلك Angelochori، Aretsou، Galaxias، وشاطئ بيريا وبلاتانيا، وغيرها.

ويعد أفضل وقت لزيارة سالونيك من مارس إلى مايو أو سبتمبر حتي نوفمبر، لتجنب أشهر الشتاء الباردة وحرارة الصيف ولضمان طقس معتدل وقلة في الحشود السياحية.

تضم سالونيك مترو أنفاق لديه القدرة على خدمة 250 الف راكب يومياً ويربط المدينة بضواحيها وبالمطار، كما تمتلك شبكة مواصلات جيدة تغطي كل أقسام المدينة، ويوجد عليها ضغط كبير خاصة في اوقات الازدحام.

كما تنطلق من المدينة رحلات مباشرة إلى أغلب العواصم الأوربية مثل بوخارست، موسكو، بلغراد، إسطنبول، فيينا وأثينا بالإضافة إلى الرحلات الداخلية نحو معظم المدن اليونانية الأخرى.