Booking.com

كيف تتعامل دولة كألمانيا مع تاريخها خصوصاً العسكري في الفترة النازية وفترة الانقسام قبل إعادة التوحيد عام 1990؟ كيف تقدمه لشعبها وللعالم ولزوارها؟ وهو التاريخ الذي يمكن أن يوصف بالمثير للجدل والإحراج أحياناً.

المتحف العسكري في دريسدن ، ألمانيا
المتحف العسكري في دريسدن بعد تجديده

من الممكن أن يقدم المتحف العسكري في مدينة دريسدن عاصمة مقاطعة سكسونيا بعض الإجابات، فبعد ستة أعوام من الإغلاق وعمليات التجديد الشاملة فتح المتحف التاريخي العسكري “بوندسفير” أبوابه في 15 أكتوبر الجاري. وكان في السابق متحف لجيش ألمانيا الشرقية قبل الوحدة. ويبدو أن لوجود المتحف في دريسدن أهمية خاصة؛ فهي تمثل لدى الشعب الألماني أحد رموز المعاناة من الحرب العالمية الثانية فقُتل من أهلها الآلاف، وتهدمت مساحات واسعة منها.

ويقع المتحف في مبنى عسكري يعود إلى القرن التاسع عشر أضيفت إليه تصاميم من الأسمنت والفولاذ والزجاج، والتصميم الجديد للمعماري اليهودي دانييل ليبسكيند، وهو أحد أشهر المهندسين المعاصرين، ومن بين مشاريعه الحالية الموقع الجديد لمركز التجارة العالمية في نيويورك.

يستعرض متحف دريسدن على امتداد 13 ألف متر مربع تاريخ ألمانيا العسكري من خلال قسمين: أولهما يعتمد تسلسلاً زمنياً للحروب في ألمانيا منذ العام 1300 حتى الآن، وثانيهما يعتمد تقسيماً وفق مواضيع مختلفة مثل “الحرب والذاكرة” و”السياسة والعنف” و”الحيوانات في العالم العسكري” و”الحرب والألعاب” أو كيفية وصول الأسلحة البلاستيكية إلى غرف الأطفال.

المتحف العسكري في دريسدن ، ألمانيا
مدفع يعود تاريخه للعصور الوسطى

ولا يغفل المتحف عن الجرائم التي ارتكبها النظام النازي، فيعرض على سبيل المثال بلاطات من مدينة فيلون البولندية دمره سلاح الجو الألماني (لوفتفافي) في عام 1939، بالإضافة إلى أنقاض من مرفأ روتردام الهولندي، وخُصص جزء خاص من المتحف لما يُقال عن إبادة اليهود في عهد النظام النازي.

ويختتم الزوار جولتهم في المتحف برمزين من ألمانيا المعاصرة منها عربة عسكرية معروضة خلف واجهة تضررت على إثر هجوم تعرض له الجيش في أفغانستان في العام 2004. وفي الطابق الأخير توجد منصة تتيح تأمل مدينة دريسدن التي كانت أكثر مدن ألمانيا معاناة خلال الحرب العالمية الثانية، فقتل من أهلها حوالي 35 ألف، وتهدم وسط المدينة ومبانيه التاريخية وتتواصل إلى الآن عمليات البناء والترميم.

[ad#Ghada200x200]

ويقول مدير المتحف العقيد ماتياس روغ أن هذا المتحف يختلف عن المتاحف العسكرية التقليدية فهو لا يتمحور “حول جوانب فنية و إنما يتمحور حول الإنسان.. الإنسان الذي عاش الحرب كفاعل أو كضحية أو كمتفرج”.

وعن محتويات متحف دريسدن العسكري قال مدير المؤسسة غورش بيكن: “فكرنا في البداية في أهمية هذه المحتويات و المعروضات، وهل سنقتصر على عناصر تقليدية في المتحف أم سنضيف إليها مقاطع فيديو مثلا للقتلى من المدنيين أو حتى للحيوانات التي نفقت جراء القصف؟. و بالنهاية قررنا أن نعرض كل شيئ؛ إذ ليس من المعقول أن لا نعرض فضائع هذه الحرب فبذلك نظهرها و كأنها لم تتسبب في أي أذى”.

شاهد بعض من الصور الأولى لمتحف دريسدن العسكري في ألمانيا: (لرؤية أوضح اضغط على الصورة)

[ad#Ghada Links]

**المصادر: 1 ، 2 ، 3

 

شارك برأيك

تعليقات

  • موضوع رائع … كم نحن في أمس الحاجة نحن العرب لنتعلم كيف نتعامل مع تاريخنا ونوثقه ونقدمه للأجيال القادمة بأمانة وموضوعية دونما تفصيل له على مقاس زعيم أو جماعة أو أين من كان فالتاريخ هو عرض الوطن الذي ليس من الحكمة تركه مباحا لأي أحد .

    • أتفق معك يا سامح؛ فنحن نعاني من التزوير المتعمد لتاريخنا في المتاحف والكتب والمدارس بحسب هوى الزعماء وتقلبات السياسة، وبحاجة لإعادة البحث والتسجيل لصالحنا وصالح من بعدنا، وكما قلت: “التاريخ عرض الوطن، وليس من الحكمة تركه مستباحاً لأي أحد”.
      شكراً لك 🙂