من منا لم يتعرض إلى موقف محرج بسبب البقشيش؛ فهو لغة عالمية صامتة يتكلم بها معظم سكان العالم، ويعرفها كل الناس، وأكثر من يعاني منها السائحون في كل أنحاء العالم.

البقشيش لغة عالمية صامتة أو بأصوات العملات المعدنية والورقية

البقشيش هو مبلغ تعطيه لمن يقدم لك خدمة مثل حامل الحقائب في المطار أو الفندق، أو النادل في المطعم. ورغم أنه استنزاف مالي ومعنوي، إلا أنه ليس حكراً على شعب معين، ويختلف الناس فيه بين من يقبل دوماً أو يرفض أو يتوسط بين الأمرين. وبعض الأماكن تحظره من الأصل وتعلن ذلك صراحةً وبالكتابة في أماكن واضحة.

ظهر البقشيش في أمريكا، وسرعان ما انتشر في أنحاء العالم، ويُسمى في اللغة الإنجليزية Tips، ويُقال أنها اختصار للجملة To Insure Proper Service ومعناها مقابل الحصول على خدمة سريعة أو متقنة، ويُسمى في الدول الغربية Service أيضاُ، إلا أن هاتين الكلمتين لا تحملان نفس القدر من الشمولية والمرونة التي تحملها كلمة بقشيش Baksheesh في الشرق.

أما كلمة بقشيش نفسها فتعود إلى اللغة التركية (İpucu)، ويُرجعها البعض إلى أصول فارسية (بخشش bakhshesh)، والأتراك هم من أدخلوا البقشيش إلى العالم العربي.

فنون البقشيش!

إناء زجاجي مُخصص لوضع البقشيش

تتعدد طرق وفنون طلب البقشيش، وبعض العاملين ينتظرونه حتى وإن كانت مهمتهم هي مجرد فتح باب وغلقه. كما تختلف طريقته بحسب سياسة المكان سواء مطعم أو فندق أو غيرهما وهذه بعض صوره:

  • بعض الأماكن يُلمّح بطلبه، ويضع وعاءً ليترك فيه الزائر ما يراه مناسباً.
  • تمنع بعض الأماكن منحه للعاملين فيها، وتقول ذلك بوضوح.
  • تفضل بعض الجهات تجميعه في مظروف لمشرف الرحلة ،بقدر ما يقدمه الطاقم المسؤول من خدمة مميزة، ثم يُوزع على طاقم الخدمة، وهو ما يسميه البعض بالبقشيش المركزي.
  • البعض يوضح توصيات بخصوص أين وكم وكيف تدفع البقشيش؛ فبعض الفنادق توضح لضيوفها تعليمات بحسب نوع ودرجة الفندق مثل:
  1. امنح فراش الفندق دولاراً واحداً عن كل حقيبة يوصلها لك، ويزيد بحسب حجمها ووزنها، وكذلك على وقت تقديم الخدمة فقد تكون الخدمة بعد منتصف الليل وهذا يختلف عن الخدمة أثناء النهار.

    أماكن تعلن بوضوح عن عدم قبولها للبقشيش مثل هذه اللافتة:" من واجبنا ودوعي سعادتنا أن نخدمكم بابتسامة، لا توجد ضرورة لإعطاءنا بقشيش"

  2. اعط مقابل خدمة الغرف من دولار واحد حتى 10 دولارات لكل ليلة، يتوقف ذلك على حجم الغرفة وعدد الأفراد، وتميز الخدمة المقدمة.
  3. اعط البقشيش حسب تقديرك للخدمة المقدمة وكأنها تكلفة عادية.
  4. توضع معدلات مقترحة مقترحة لكل العاملين بالفنادق، وكذلك في المطار وأماكن الانتظار.
  • يوجد نوع من البقشيش، أو قد يحمل اسماً مختلفاً، قد تسعى إليه باختيارك وتلح عليه، وذلك عندما تطلب خدمة ممنوعة كرؤية تمثال أو أثر غير مصرح بعرضه.
  • نوع أخير يرفضه الجميع وهو ما يُمكن أن نسميه “البقشيش الإجباري”، ويتفنن في ذلك القائمون على تحصيل أجر الدخول إلى الأماكن السياحية، فعندما تكون قيمة التذكرة 6 دولارات أو عملة أخرى ودفعت ورقة من فئة العشرة مثلاً، يقول الموظف لا يوجد “باقي”، ومعنى ذلك إما أن تترك الباقي، أو أن تخرج إلى الشارع لتحصل على الفكة التي قد لا تجدها!

البقشيش بين بلاد العالم

البقشيش عادة متبعة في كثير من المطاعم

تزداد حمى البقشيش في بعض الدول مثل الهند ومصر والمغرب العربي، وتقل في دول أخرى مثل و الصين واليابان، ولكل دولة ومجتمع تقاليده وعاداته فيما يتعلق بالبقشيش ، وفي الحقيقة فإن قواعد البقشي تختلف من بلد إلى بلد ومن قارة إلى أخرى، وكذلك يختلف سيناريو الدفع:

  • البرازيل: في المطاعم يُضاف البقشيش إلى قيمة الفاتورة، وفي الفنادق يتراوح بين 2 دولار لحامل الحقائب مقابل كل واحدة، ونفس المبلغ لعامل النظافة.
  • كندا: يتراوح بين 15 و 20 % من قيمة الفاتورة بحسب جودة الخدمة. وفي الفنادق يتراوح البقشيش المعتاد بين دولار إلى اثنين لحامل الحقائب مقابل كل واحدة، وقد يصل إلى خمسة دولارات في الفنادق الفاخرة.نصيحة أن تترك مبلغا كل يوم لعمال النظافة .
  • اليابان:البقشيش غير شائع في المجتمع الياباني، وفي حالة الخدمات الخاصة يشكرونك إذا دفعت مبلغاً بسيطاً، ولكن بالين الياباني وليس بالدولار (100 ين = 1 دولار)، وفي الفنادق يمكن دفع 5000 ين بعد اٌقامة لليلة أو ليلتين في مظروف.

    البعض يحتسب قيمة البقشيش بحسب جودة الخدمات المُقدمة

  • كوريا الجنوبية: تغيب عنها ثقافة البقشيش إلى حدٍ كبير، ولا ينتظره العاملون حتى من السائحين، ويترك الأمر للزبون إن حصل على خدمة ممتازة وأراد التعبير عن امتنانه. ولكن يحصل المرشدون السياحيون على حوالي عشرة دولارات من الشخص، والسائقون على نصف هذا المبلغ.
  • الصين: القاعدة العامة وقواعد الفنادق لا يجيز البقشيش ، كي لا يترتب عليه تقديم خدمة غير متساوية لجميع النزلاء.
  • تركيا: يُقبل الدولار واليورو بجانب الليرة التركية، وفي المطاعم تبدأ من 10% من قيمة الفاتورة أو أكثر قليلاً. وبالنسبة لسائقي التاكسي أو سيارات الأجرة ففي العادة لا يحصلون على بقشيش لكن قد يبادر أحدهم بحفظ الباقي.
  • السعودية: البقشيش لا يُضاف على الفاتورة، ويتراوح بين 10 إلى 15% من قيمتها.

ويُنصح دوماً بالاحتفاظ بعملات صغيرة أو بأنصاف وأرباع للصرف منها، ويمكن الحصول عليها من البنوك، أو بشراء أشياء بقيمة قليلة والحصول على الباقي والاحتفاظ به، وأيضا لا ترد على طالبه بالسلب، ولكن من الممكن منح نقود مهما كانت قليلة.

هل حدثت لك مواقف بسبب البقشيش؟ وما السائد في بلدك؟ شاركنا برأيك

المصادر: 1، 2

 [ad#Ghada200x200]

شارك برأيكإلغاء الرد

التعليق

  • السلام عليكم
    موضوع جميل جدا
    حبيت أشارك بموقف حدث لي
    أنا هنا في كندا وكنت في مطعم عربي وبدفع بالفيزا في ماكينة الدفع وكان المطلوب وضع رقم البقشيش الذي ارغب بدفعه أو عدم الدفع . أنا لم أنتبه واعتقدت أنه يريد الباسورد وكتبتها . وطبعا كانت حوالي الفين دولار . ثم انتبهت وغيرت الرقم … وبالمناسبة هذا الأسلوب متبع في أغلب المطاعم التي تعاملت معها هنا
    🙂
    سلام عليكم