Booking.com

ربما جاء الإلهام وبداية الحلم من حدائق بابل المعلقة، واحدة من عجائب العالم القديم، لينتقل إلى شركة معمارية تخطط لتحويل مباني بيروت إلى غابة معلقة “Beirut Wonder Forest”، لتكون من عجائب العصر الحالي لكن لأغراض مختلفة.

مشروع حدائق معلة في بيروت Beirut Wonder Forest

أشجار على كل مبنى تُحول بيروت إلى غابة خضراء

يوضح المعماري اللبناني وسيم ملكي، أحد أعضاء فريق StudioInvisible صاحب المشروع، أنه بسبب ازدحام بيروت بالمباني تحولت إلى ما يشبه غابة من الأسمنت، وتقلصت للغاية المساحات المتاحة لإنشاء متنزهات خضراء، وصار من المستحيل الزراعة على جوانب الطرق والأرصفة، لذلك ففكرة زراعات الأسطح تلائم العاصمة اللبنانية؛ فحالياً يوجد حوالي 18500 مبنى ذات أسطح شاغرة، وبفرض زراعة شجرة واحدة فقط على كل مبنى، سيكون الناتج 18500 شجرة وهو يعادل عدد الأشجار في حديقة سنترال بارك في نيويورك، ويضيف أن الهدف يتعدى زراعة شجرة واحدة بالتأكيد، ويأمل أن تصل الزراعات إلى ضواحي بيروت البعيدة.

ويُضيف ملكي، أن فكرة إنشاء الحدائق على أسطح البنايات نفسها ليست جديدة، واستخدمها معماريون من قبل، لكن الجديد هو التنفيذ على نطاق واسع يشمل جميع أنحاء بيروت وضواحيها البعيدة، ومعها نشر مفهوم حب الزراعة وتشجيع الناس على زراعة أسطح منازلهم.

وبالرغم من أن إقامة حدائق الأسطح عملية معقدة إلى حدٍ كبير، وتستلزم  أنظمة خاصة لصرف المياه، وقبلها إجراء دراسات لنوع الأسطح والسقوف والوزن الذي تتحمله، بجانب أن العديد من مباني بيروت الحالية تعدى عمرها خمسين عاماً، لذلك اقترح الفريق وضع الأشجار في آنية كبيرة وتثبيتها بأسلاك من الصلب لكي لا تقع في حالات الرياح العاتية.

(اضغط على الصور لتصفح المعرض)

ويمضي مشروع حدائق أو غابة بيروت في مسارين؛ أولهما معرفة جدوى تنفيذ الاقتراح ويتضمن وضع أشجار على بعض الأسطح كنماذج تجريبية، بجانب تقديم المشروع لبلدية بيروت، ووزارات البيئة والزراعة، وجمع البيانات وإجراء البحوث. ويعمل المسار الثاني على الضغط من أجل إصدار قانون جديد على مستوى البلدية يؤيد المشروع.

لكن يأتي السؤال الأهم في مثل هذه المشروعات عن مصادر التمويل، ويقول ملكي أنه يمكن أن تقدم بلدة بيروت إعفاءات وتخفيضات ضريبية للمباني المشاركة، وستتحمل جزء من التكاليف جهات راعية ووكالات التنمية والمعونة.

في مدينة تزدحم بالبشر وحركتهم، ويزدحم فضاءها بالمباني مثل بيروت، تزيد الحاجة إلى مشروع طموح كهذا، فبجانب تقليله من انبعاثات الكربون وتوليد المزيد من الأوكسجين، سيوفر مساحات خضراء للسكان، ويوفر طبقة من الظل تُخفض من استهلاك الطاقة، وباختيار أنواع من الأشجار والنباتات يمكن أن يساهم أيضاً في دعم المنتجات الزراعية. وفوق كل ذلك سيصبح علامة مميزة لبيروت، لا تقل عن معالمها الأخرى.

و StudioInvisibile مؤسسة استشارية متعددة التخصصات، تعمل في مجال تخطيط المدن، والهندسة المعمارية والداخلية وتصميم المنتجات، وتتألف من المهندس المعماري وسيم ملكي والسير مارك سايكس وفرانسوا جورج بيكو، وتعرض مشروعها لغابة بيروت على موقعها وعلى صفحة خاصة على فيسبوك لتعريف أهالي بيروت واستطلاع آرائهم حول الفكرة.

[ad#Ghada200x200]

شارك برأيك