مثلما تحقق الأفلام الرومانسية إيرادات عالية ول العالم كله؛ تحقق الأماكن الرومانسية أعلى معدلات الزيارة في العالم. ومهما تسارع إيقاع الحياة وتراجعت مساحات العواطف البشرية؛ يبقى الخلود التاريخي للأماكن التي تأسست على أرض من المشاعر الإنسانية الحقيقية.. دعونا نتجوّل معكم في خمسة من أجمل الأماكن التي بنتها حكايات حب كبيرة، فنالت حظ الخلود رغم مرور الزمن.

قلعة سوالو نست – أوكرانيا:

بين السماء الزرقاء والبحر الأسود؛ اختار أن يعيش أحد محاربي أوكرانيا بعيدًا عن ضجيج البشر ليستعيد شعوره بالراحة وسلامه الداخلي بعد إصابة بليغة في إحدى المعارك الحربية، وبسبب إصابته وظروفه الصحية الناجمة عن تلك الحرب التي خاضها ببسالة؛ أهداه الإمبراطور أرضًا مشرفة على البحر عند قمة جرف صخري في منطقة “كريميا” الساحلية، فما كان منه إلا أن بنى بيتًا صغيرًا من الخشب مطلقًا عليه اسم “سوالو نست” أي “عش السنونو” وأراد أن يعيش فيه مع أسيرة حرب كان قد وقع في غرامها، لكن لم يُكتب لحياتهما معًا أن تكتمل..

 

عاش هذا القصر منذ وقت بنائه حتى اليوم أكثر من 130 عامًا محاطًا بهالة من السحر والغموض، لا سيما بعد أن غدا اسمه ضيفًا على بعض الكتب الممتعة التي تجمع بين الجريمة والإثارة والغموض، وتحوّل بمرور العقود أشهر المعالم الرومانسية الحالمة القريبة من “يالطا”، يأتيه السياح لتناول أشهى وجبات الطعام في مطعمه العريق، ويستمتعون بمشهد طبيعة آسرة قل نظيره على وجه الأرض.

قلعة سوالو نست.. حكاية أسطورية خلّدها التاريخ على الأرض

قلعة بولدت- نيويورك :

من منا لا تجذب اهتمامه حكايات الأزواج الذين يُخلد التاريخ حبهم عابرًا القرون؟ قلعة “بولدت” التي تقف شامخة بهيئتها الفكتورية الأنيقة وطوابقها الستة وسط جزيرة “هارت آيلاند” السابحة في نهر “سانت لورنس” النيويوركي من أجمل تلك الحكايات الملموسة التي لازال يزورها السياح من مختلف بقاع الكرة الأرضية، وما كان ليحظى بقيمته السياحية والتاريخية العالية لولا أن شيده السيد “جورج سي بولدت” تعبيرًا عن عشقه الهائل لزوجته الغالية “لويز” عام 1900م ، وعمل على إنجازه 300 عامل بين مهندس وفنّان وبنّاء ونجّار محترف اجتهدوا لتصميم وبناء 120 غرفة يضمها القصر، عدا عن الأنفاق، والحدائق الإيطالية، والجسر المتحرك، وبرج الحمام، ما جعل منه مقصدًا للراغبين في إقامة حفلات زفافهم بين جدرانه النابضة بالمحبة، والفخامة، والجمال.

“بولدت” شامخة بهيئتها الفكتورية الأنيقة وطوابقها الستة..

قلعة كازالوما- تورنتو :

وعد الجنرال السير “هنري ميل ببلات” زوجته ماري ببناء قصر ضخم كالقلعة عام 1911م على النمط القوطي الملائم لذاك العصر، ولم يخلف الجنرال وعده، بل نفذه بكلفة خمسة ملايين دولار لبنائه وتجميله وتأثيثه، أي ما يعادل 65 مليون دولار في وقتنا الراهن، وأقام الزوجان فيه براحة وسعادة لقرابة العشرة أعوام قبل أن يضطر الجنرال إلى بيعه بالمزاد العلني بعد الأزمة الاقتصادية الحادة التي واكبت الحرب العالمية الثانية بـ 250 ألف دولار فقط!

تحولت قلعة “كازالوما” إلى فندق فخم يضم 98 غرفة عام 1920م، ثم تحوّلت في عصرنا الحاضر إلى متحف ومعلم سياحي يرتاده محبو الأماكن الرومانسية الأنيقة.

تحولت “كازا لوما” اليوم متحف يرتاده محبو الأماكن الرومانسية الأنيقة.

قصر تاج البحيرة – أودايبور :

في مدينة “أودايبور” الهندية، كان هناك أميرٌ عاشق للهو والمرح وإقامة حفلات الشواء الليلية الصاخبة تحت ضوء القمر في قصره على إحدى جزر “جاغ ماندير”، وما أن اكتشف والده الأمر حتى منعه من إقامة مثل تلك الحفلات التي غدت مثارًا للأقاويل، فقرر الأمير بناء قصر خاص به على إحدى جزر بحيرة “بيشولا” وتسميته “جاغ نوانس” تيمنًا بالشاعر المعروف في تاريخ الأدب العربي “أبو نواس”.

فيما بعد غدا اسم القصر “تاج البحيرة”، وتحوّل إلى فندق فخم من 83 غرفة يقصده المشاهير حول العالم الذين كان منهم السيدة “جاكلين كينيدي” والملكة “إليزابث”، كما صوّر فيه أحد أفلام بطل المغامرات الشهير “جيمس بوند” عام 1984م.

تاج محل- الهند :

من منّا لم يسمع بأعجوبة الدنيا “تاج محل”؟ لكن هل كل من سمع باسمه يعرف حكايته ومواطن الجمال فيها؟

هذا المعلم الراسخ على مر السنين بني هو الآخر إثر قصة حب، إذ شيّده الإمبراطور “شاه جهان” لزوجته التي أغرم بها إلى حد كبير السيدة “ممتاز محل” بعد وفاتها تخليدًا لذكراها، ثم تحوّل إلى ضريح يضم رفاتهما معًا يزوره سنويًا أكثر من ثلاثة ملايين زائر لرؤية تفاصيله المعمارية الخالدة والتجوّل في حديقته الشهيرة بأنهارها الأربعة.

“تاج محل”.. أعجوبة الدنيا التي كان الحب سببها.

لا تضيّعوا أيها السادة فرصة زيارة هذه الأماكن الجميلة وقضاء أوقات لا تنسى فيها مع زوجاتكن المحبوبات، ولا تنسوا إرسال مشاعركم إزاء ما شاهدتموه مرفقة بالصور التي ستلتقطونها لأجمل لحظات حياتكم فيها.

أمّا أنتن أيّتها السيّدات فلا تتأخرن عن محاولة إقناع أزواجكم ببناء مثلها لكم.. من يدري؟ لعل التاريخ يخلّدها فتغدو معلمًا شهيرًا يحمل أسماءكن، ونكتب عنها مستقبلاً على صفحات “موسوعة المسافر”.

شارك برأيكإلغاء الرد