على أنغام الطبول والأناشيد الدينية، يجوب الشوارع في سعادة لتحفيز الصائمين على الاستيقاظ لتناول وجبة السحور.. إنه مسحراتي اسطنبول أو كما يسمونه في تركيا “الضافونجو“، تعرف عليه أكثر في هذا التقرير.
المسحراتي في اسطنيول ضيف جميل يصاحب شهر رمضان كل عام، ليحيى موروث تقليدي يعود إلى العهد العثماني، إذ يقوم في كل يوم من أيام الشهر الفضيل بالتجول بين الشوارع ليقرع الطبول ويلقي على السامعين من الأناشيد الدينية ما يطرب السمع .
وهناك من السمات ما يميز مسحراتي اسطنبول ولعل أهمها ارتدائه الزي العثماني التقليدي، فلا يجوب الشوارع بملابسه العادية، كما أنه أيضا مؤهل ولديه من الكفاءات ما جعلته يتولى المهمة دون غيرها، حيث تجرى المسابقات لاختيار الأفضل.
وتقول التقارير أن هناك ما يقرب من 2000 مسحراتي يتوزعون على شوارع اسطنبول لإيقاظ الناس في بهجة وسرور.
وعلى الرغم من أن تلك مهنة مسحراتي اسطنبول ليست مربحة للغاية، ولكن العاملين بها يجدون فيها فرصة لإحياء العادات والتقاليد العثمانية القديمة.
وعادة ما يتنظر السكان المسحراتي، لاسيما الأطفال، حيث يجدون فيه شخصية محببة إلى قلوبهم بطباله وألحانه خلال الشهر الكريم.
ويتواجد المسحراتي في تركيا والعديد من الدول العربية الأخرى، كمصر والمغرب أيضا، ويلاقى شعبية كبيرة بين الشعوب.
ولازال الأتراك والعرب يتمسكون بهذه المهنة رغم انتشار كافة الوسائل التكنولوجية الحديثة التي تتمكن من إيقاظهم للسحور، حيث يعود المسحراتي بهم إلى الأصالة والموروث التاريخي المحبب لدى الكثير إلى الآن.
وفي النهاية أصبح المسحراتي ضمن المعالم الرمضانية لمدينة اسطنبول، وجزءًا أصيل من عاداتها وتقاليدها، حتى أنك لو قمت بالزيارة خلال الشهر الكريم سترى مدى الاهتمام بهذه الشخصية التاريخية التي تجوب الأحياء والشوارع دون ملل في سبيل إسعاد الآخرين.