كثير من الناس يحلمون بامتلاك منزل على ضفاف نهر، وبعضهم يتمنى جولة في أعماق البحر ليرى الحياة البحرية، وهناك فئة قليلة ترسم في خيالها كيف تكون الحياة في أعماق المحيط، كل هذه الأحلام والخواطر مجتمعة أصبحت حقيقة على يد (أحمد سليم) أحد مالكي منتجع كونراد المالديف المقام في أعماق المحيط الهادي.

بدأ منتجع كونراد المالديف “Conrad Maldives Rangali Island” بالتفكير في حلم غريب والعمل على تحقيقه فعلياً على أرض جزيرة رنجالي المالديفية في أبريل 2005، يتمثل في مشروع رائع وهو بناء مطعم زجاجي تحت أعماق المحيط الهندي لمرة الأولى في العالم، يتمتع فيه السياح بوجبات فاخرة وهم يشاهدون الحياة في الأعماق؛ حيث تحيط بهم الأسماك الملونة والشعاب المرجانية ومخلوقات البحرية كثعابين الماء وأسماك القرش الصغيرة التي تكُثر ليلاً، واستقروا على تسميته بمطعم إيتها (Ithaa).

مطعم فريد في فكرته وتصميمه

تعني كلمة إيتها باللغة المالديفية اللؤلؤة، حيث يرقد مطعم إيتها كاللؤلؤة تحت أمواج المحيط الهندي. والمطعم جزء من مشروع كبير تكلفته 25 مليون دولار لإعادة بناء جزيرة Rangalifinolhu وتعميرها، وهي الجزيرة التوأم للجزيرة المقام عليها منتجع كونراد، ويشمل المشروع أيضاً بناء 79 فيلا على شاطيء الجزيرة ومنتجع صحي و21 شاليه، وقد تكلف المطعم وحده خمسة ملايين دولار.

بانوراما 270 درجة ذات مشاهد خلابة

يبدأ السياح تجربتهم الفريدة باختيار مشروب ليشربوه على ظهر سفية في المحيط قريباً من موقع المطعم الموجود تحت عمق خمسة أمتار، ثم ينزلون إليه بواسطة سلم حلزوني ليجدوا أنفسم داخل المطعم الذي يسع لأربعة عشر شخصاً ويوفر لزواره مشهداً بانورامياً خلاباً من خلال جدرانه الزجاجية الشفافة وسقفه الزجاجي المقوس، مما يمنحهم 270 درجة للمشاهدة.

يعطي المطعم بتصميمه ومساحته السياح شعوراً بأنهم يعيشون داخل الحياة البحرية بكل تفاصيلها دون أن تبتل أقدامهم، وقد زرعت بعض الهيئات هناك بالتعاون مع المنتجع بعض الشعب المرجانية الملونة، وزوّدت المكان بالأسماك الغريبة حتى تعطي لزائري المطعم فرصة لرؤية عينات عديدة من المخلوقات الزاهية الألوان وهي تسبح حوله أثناء تناول الطعام، وتتراوح أسعار المطعم بين 120 إلى 280 دولار بحسب ما ستطلبه، ويفتح المطعم أبوابه من الساعة الحادية عشرة صباحاً حتى منتصف الليل.

يحرص مطعم “إيتها” على أن يُعادل مستواه أرقى مطاعم أوروبا، فلا يريد الاعتماد على فكرته الجديدة فقط، لذا فأثاثه مصنوع من أجود أنواع الأخشاب، كما أن أدوات الطعام نفسها تبهرك برقتها وجمال تصميمها، وتم توزيع أسلوب الإضاءة بطريقة رائعة تجعل منه بالفعل لؤلؤة مضيئة وسط المحيط. وتحمل أطباق المطعم النكهة المالديفية بأسلوب غربي، كما يستضيف المطعم اجتماعات العمل أو حفلات الزواج أو المناسبات الأخرى، على أن يتم تأجير المطعم كاملاً وتحديد طريقة الإحتفال.

أشرف على تصميم وبناء مطعم إيتها شركة استشارية نيوزيلندية هي مورفي Murphy، وتختص ببناء الهياكل تحت الماء، ووضعت الشركة كل خبرتها في المشروع، و حرصوا على عدم تسرب الماء داخل المطعم وذلك باستعمال نوع معين من السليكون والزنك، أما الأخشاب الداخلية المستخدمة فهي نوع عالي الجودة من الصنوبر تتم زراعته في نيوزيلندا، بالإضافة لخشب الأرز الأحمر من كندا. أما الزجاج القوي الذي يمثل نسبة كبيرة من المطعم فهو زجاج أمريكي من كلورادو، وتمت صناعة المطعم بالكامل في سنغافورة واستغرق ذلك أربعة شهور، وتم شحنه قطعة واحدة في سفينة مع رافعة مخصصة لتثبيته في مكانه تحت الماء، واستغرق ذلك 16 يوماً، وكان وزنه النهائي قبل تثبيته 175 طناً، وتم تدعيم المطعم بنظام تكييف معقد حيث يلزم إدخال الهواء لهذا العمق وتغييره 3 مرات كل ساعة، مع الحفاظ على مستوى رطوبة لا يزيد عن 60%.

جو رائع داخل المطعم

تتكون المالديف من أكثر من 1200 جزيرة في المحيط الهندي، وتُمارَس الحياة على 200 جزيرة فقط. وكانت مستعمرة برتغالية ثم هولندية ثم بريطانية، ونالت استقلالها عن بريطانيا سنة 1965، ويسكنها 330 ألف نسمة فقط يشكل المسلمون منهم 99%، وهي بذلك أصغر دولة إسلامية وأصغر دولة في آسيا من حيث عدد السكان، ويعمل غالبية سكانها في السياحة والصيد، وأصبحت في السنوات الأخيرة وجهة سياحية بارزة خصوصاً لقضاء شهر العسل.

ونظراً لأنها مجموعة من الجزر الكثيرة، فالوصول لفندقك أو جزيرتك يتطلب أن تكون الجزر كلها مرتبطة بجسور، وهو شيء صعب التنفيذ، لذا فالوسيلة المنتشرة هناك هي الطائرة المائية (Seaplane) أو ما يعرف بالـ Air Taxi، وهي طائرة صغيرة تحمل السياح من المطار إلى مكان إقامتهم، ويستغرق الوصول لمطعم إيتها الموجود في جزيرة رينجالي نصف ساعة بالطائرة المائية.

الـ air taxi ينقل السياح من المطار إلى المنتجع الخاص بهم

المصادر: 1، 2

[ad#Ghada Links]

 

شارك برأيكإلغاء الرد