تزايدت مخاطر التلوث البيئي في الخمسين سنة الأخيرة وأصبح التلوث خطراً حقيقاً يهدد كوكب الأرض وسكانها، وباتت الشركات الكبرى تفكر في ابتكار صناعات غير ضارة، والتي يطلق عليها صديقة البيئة حيث تعتمد على مصادر طاقة نظيفة لا تنتج عودام وأدخنة كالمعتاد، وبالفعل بدأ هذا المفهوم يخرج خارج العقول إلى حيز التنفيذ.
حاول الإيطاليان سيمون ماديلا ولورينزو بيرسيلي Simone Madella & Lorenzo Berselli تطبيق هذا المفهوم على صناعة هي مجال دراستهما، وهي صناعة اليخوت، وانتهيا معاً إلى تصور مبدئي لأول يخت في العالم يعمل بطاقة الرياح والطاقة الشمسية، وكلاهما مصدران آمنان ونظيفان ولا ضرر منهما على البيئة، ولأول مرة سيبحر اليخت دون أن يصب مواد سامة في البحار والمحيطات، بل تعدى تفكيرهما لما هو أبعد من ذلك؛ حيث سيدخل في صناعة اليخت المخلفات الناتجة من الصناعات الأخرى.
أطلق على اليخت اسم Cronos أو كرونوس، وبه العديد من الابتكارات والأفكار الجديدة ليس فقط في استخدام الطاقة وإنما في الجسم الخارجي نفسه، حيث سيتم صناعته من ألواح البامبو التي ثبت أنها أكثر حفاظاً على الماء من الألياف الزجاجية التي تستخدم عادةً في تصنيع هياكل اليخوت، وشجعهم على ذلك أيضاً أن ألواح البامبو تتميز بقدرتها على امتصاص الحرارة، لذا سيتم صناعة غرفة المحرك منها وستقوم بامتصاص 15% من حرارته، ثم تُعاد هذه الحرارة التي تم امتصاصها لتحويلها إلى صورة أخرى من الطاقة يستخدمها المحرك، وهناك سبب آخر لاستعمال أخشاب البامبو وهو أن هذه الشجرة أسرع الأشجار نمواً في العالم.
يبدو يخت كرونوس من بعيد وكأنه حيوان مائي؛ فالجسم الخارجي مزود بمنحنيات كثيرة تعمل على تقليل مقاومة الهواء لأقصى درجة ممكنة.
سيمون ولورينزو مصمما اليخت كرونوس يدرسان في المعهد الأوروبي للتصميم، ومتخصصان فيما يعرف بالـ BYT وهي الحروف الأولى من كلمات ثلاث هي: Bike & Yacht & Train (دراجة ـ يخت ـ قطار) حيث تتعمق دراستهما بهذا المجال، وبتحدٍ كبير يقول القائمون على تصميم المشروع الذي سيرى النور قريباً بأن الأفكار التي في عقولهم لو تم تطبيقها فعلياً على أرض الواقع كما أرادوا سيحتل اليخت المكانة الأولى في السفر وسيكون هو الوسيلة المفضلة لشريحة كبيرة من السياح حول العالم.