لايتخيل تجمع مثل ذلك الحشد البشرى فى مكان واحد فى العالم للإستحمام فى مياه النهر تخلصاً من الذنوب, معتقد دينى للهنود السيخ ربما لا يمثل تلك الأهمية القصوى إلا لدى معتنقيه, إلاأنه يظل علامة استفهام كبيرة فى تاريخ جنس بشرى لطالما كان محيرا.
مهرجان الكمبا ميلا, أعظم احتفال دينى فى العالم , وتجرى أحداثه كل إثنى عشر عاما
مهرجان الكمبا ميلا, أعظم احتفال دينى فى العالم , وتجرى أحداثه كل إثنى عشر عاما فى المدينة الهندية الله أباد, والذى تستمر أحداثه وفعالياته لمدة شهرين وينتهى فى مارس .
وهو ليس فقط أعظم مهرجان دينى فى العالم ولكنه أعظم تجمع بشرى على وجه الأرض , حبث سجل عدد الحجيج فى مهرجان 2010 ما يساوى 120 مليون حاج , قد أتوا إلى الله أباد فقط لهدف واحد هو الاغتسال فى مياه نهر سانجام من الذنوب وبحثا عن بداية جديدة .
وليس عجباً وجود ذلك الحشد الهائل فى مكان الواحد, ولا يخلو وصف أحد السائحين للأمر بأنه يبدو وكأن النهر ينبت بشراً, من دلالة على أهمية وضخامة الحدث.
فى نهاية المهرجان يقوم الحجيج باستقبال الماء الملون من كاهن يقف على ضفاف النهر آملين بأن تصيبهم طهارة الماء وتطهر أبدانهم من الذنوب والخطايا .
في نهاية المهرجان يقوم الحجيج باستقبال الماء الملون من كاهن يقف على ضفاف النهر
ويرمز المهرجان إلى انتصار الآلهة, التى توصف محلياً دوما بأنها طيبة, على الشياطين التى تفسد حياة الانسان , فى معركة لنيل الخلودالذى تمثله خلاصة رحيق مسحور , وتحكى الأسطورة أن أحد الآلهة قد تمكن بعد الإنتصار على الشياطين من أن يستاثر لنفسه بالرحيق , وقد جرى أن سقطت منه قطرة , فى المكان المقدس الحالى بالقرب من مدينة الله أباد , شمال الهند , ما كان سبباً فى إعتقاد المتعبدين فى أن غمسة فى مياه النهر لهى كفيلة فى أن تطهر أجسادهم من الذنوب , ولا يخفى منظمو الحدث مقدار ما يتطلبه الأمر لتنظيم مثل هذا الحدث الجلل فيكفى أن يٌعلم أنه لإيواء تلك الملايين, يتم إنشاء مدينة خيام على مساحة لا تقل عن 200 الف هكتار فضلاً عن الاستعدادات الضخمة فى البنية التحتية ولا يخلو الأمر للأسف من وقوع أحداث مأساوية بسبب التدافع والزحام.
