غالبا ما يترك السائحين بصماتهم على الوجهات التي يزورونها. وهذا أمر طبيعي، إلا أن المشكلة تكمن عندما تمتد هذه البصمات إلى التخريب في المعالم التاريخية، سواء بالكتابة أو بالنقش.. ولعل هذا الأمر قد ظهر جليا في حالة سور الصين العظيم الذي عانى طويلا من الكتابة على جدرانه في شكل أسماء مما تسبب في إحداث خدوش كبيرة تأثرت بها أحجار هذا النصب القديم.
وفي محاولة من السلطات الصينية لمنع هذا الأمر ومحاولة احتوائه بعد أن تفاقمت المشكلة ووصلت إلى حد التخريب، حسبما ذكرت وكالات الأنباء الصينية، قامت السلطات بإقامة منطقة محددة للكتابة على الجدران في قسم موتيانيو من جدار سور الصين العظين، حيث سيتمكن الزوار أن يكونوا أحرارا في ترك بصماتهم على أمل احتواء الخربشة، والتي، وفقا للتقارير، من المرجح أن تكون باللغات الأجنبية (معظمها الإنجليزية).
وتفكر السلطات أيضا في إقامة شاشة تعمل باللمس للكتابة على الجدران في المستقبل. فقد لقيت الجدران الإلكترونية شعبية كبيرة في الصين. ففي العام الماضي، تم تشكيل ثلاثة منها لمعالجة المشكلة ذاتها، في “ووهان” وحديقة “يلو كرين تاور”.
يذكر أن أعمال التخريب لا تعاني منها المواقع الأثرية في الصين فقط بل أن الصراع مع الكتابة على الجدران يمتد إلى العديد من دول العالم. فقد أعدت صحيفة الجارديان البريطانية تقريرًا عن ظاهرة الكتابة على جدران الأماكن الأثارية، مؤكدة أن جميع بلدان العالم تدين فعل ذلك ماعدا الصين.
وأشارت الصحيفة إلى وجود العديد من الكتابات على جدران الآثار المصرية والكثير من الشخبطة للذين يدونون اسمهم.
وأضافت الصحيفة أن جميع الأماكن السياحية في العالم أصبح أمرا مألوفا بها أن كل من يزورها يضع بصمته عليها ويشخبط على الجدران، وهي ممارسة شائعة للغاية في مصر منذ عام 1850.
ولفتت الصحيفة إلى أن الشخبطة على الجدران أدينت دوليًا ولكنها مازالت هذه الممارسة مستمرة على نطاق واسع فمصر أقرت أن من يشوه نصبا تاريخيا يدفع غرامة 20 ألف دولار وممكن أن تصل العقوبة للحبس 12 شهرا وفي الهند فرضت غرامة 970 دولارا وعقوبة بالسجن لعامين وفي بريطانيا مؤخرا قبض على رجل كتب شعارات على برج كليفورد وتمثال قسطنطين في نيويورك وحكم عليه بالسجن لمدة أربعة أشهر.
ودعت الصحيفة لمواجهة هذه الآفة الإنجليزية التي تعود تاريخها لأول الرحلات الأوربية وإلي عهد نابليون فهناك أكثر من 70 ألف مكان تاريخي يمكن أن يتعرض للتلف، فيجب وضع تدابير قانونية وأمنية من خلال زيادة الاضاءة والدوائر التليفزيونية المغلقة وأحاطت الأماكن السياحية بحواجز مثل الأشجار أو السوار ومناظر طبيبعة مثل الممرات لكي يصعب على أحد تشويه أي جدار سياحي..