أياماً معدودة.. وتكتسي الكعبة المشرفة ثوبها الجديد، احتفالاً بعيدها السنوي، فيتوافد إليها ضيوف الرحمن من كل حدب وصوب، تلبيةً لنداء ربهم، وتتزين الكعبة يوم عرفات من كل عام بالكسوة الجديدة التي تكلف نحو 20 مليون ريال سعودي.
ويستغرق تجهيز “ثوب الكعبة” عدة شهور، ويحتاج إلى كميات كبيرة من المعادن الثمينة والحرير الخالص، ويتولى عملية تصنيعها نحو مائة وسبعين حرفيا، وتمر بمراحل مختلفة إلى أن تصبح الكسوة جاهزة لتغطى بها الكعبة المشرفة يوم عرفات.
ويبلغ ارتفاع الكسوة 14 مترا وحزامها 95 سنتمترا وبطول 47 مترا والمكون من ستة عشر قطعة، كما توجد تحت الحزام آيات قرآنية مكتوب عليه “يا حي يا قيوم يا رحمن يا رحيم الحمد الله رب العالمين” ومطرز الحزام بتطريز بارز مغطى بسلك فضي مطلي بالذهب ويحيط بالكعبة المشرفة بكاملها.
وتتكون الكسوة من خمس قطع تغطي كل قطعة وجها من أوجه الكعبة المشرفة والقطعة الخامسة هي الستارة التي توضع على باب الكعبة، والتي تسمى البرقع وهى معمولة من الحرير بارتفاع ستة أمتار ونصف وبعرض ثلاثة أمتار ونصف مكتوب، مطرزة تطريزا بارزا مغطى بأسلاك الفضة المطلية بالذهب.
ويتكون مصنع كسوة الكعبة، الذي يضم 170 عاملا، من سبعة أقسام هي المصبغة والمختبر والنسيج والطباعة والتطريز والخياطة، والتي تصب مجهوداتها في صناعة ثوب الكعبة، الذي يستخدم فيه حوالي 670 كيلوغرام من القماش الحرير، من بينها عشرات الكيلوغرامات من أسلاك الذهب الرفيعة المطلية بالفضة التي تشبه الخيوط، ومثلها من أسلاك الفضة الخالصة، التي تشكل بدورها الآيات المخطوطة على حزام الكسوة.
وتستورد الحرير والصباغ من إيطاليا، بينما الذهب والفضة من ألمانيا، ويستغرق إنجاز الكسوة من 8 إلى 10 أشهر من العمل الدؤوب، ويبلغ عرض الحزام المذهب الذي يظهر أعلى الكعبة 95 سم، وهو عبارة عن آيات قرآنية، وتتدلى أسفله قناديل تحمل أذكارا وتسابيح تزين الستار، بينما يتكون الستار من 47 قطعة قبل أن يتم تجميعه في خمس قطع تمهيدا لكسوة الكعبة في يوم عرفة من كل عام هجري.
اللهم اجعله شامخا الي يوم الدين