تحقق شركات الطيران في الشرق الأوسط العام المقبل أعلى معدل نمو في الأرباح بين الناقلات العالمية بنسبة تتجاوز 31% مرتفعة إلى 2,1 مليار دولار مقابل 1,6 مليار دولار خلال العام الحالي، وفقاً لتوقعات الاتحاد الدولي للنقل الجوي «أياتا».

1,5 مليار دولار أرباح شركات الطيران في الشرق الأوسط خلال العام الحالي

وقال توني تايلر الرئيس التنفيذي والمدير العام لـ «آياتا» في مؤتمر صحفي عبر الهاتف من مونتريال بكندا أمس الأول إن التوسعات في شركات الطيران في الشرق الأوسط لا سيما في الإمارات ودول الخليج ستعزز من فرص النمو في الأرباح مدفوعة بنمو حركة السفر والسياحة خلال العامين الحالي والمقبل.

وأضاف تايلر في المؤتمر الصحفي الذي جاء في إطار اجتماعات الدورة الثامنة والثلاثين لجمعية المنظمة الدولية للطيران المدني «إيكاو» التي بدأت الثلاثاء الماضي وتستمر حتى 5 أكتوبر المقبل: «بقيت الناقلات الإماراتية والخليجية في مقدمة نمو قطاع الطيران خلال العامين الحالي والمقبل بالتوازي مع توسعات أساطيلها، واقتناء أكبر وأحدث الطائرات الأمر الذي يعزز من ربحية القطاع في المنطقة على مدى السنوات المقبلة».

وأشار إلى أن «اياتا» تتوقع نمواً أكبر في أرباح شركات الطيران في الشرق الأوسط خلال العام الحالي لترتفع من 1,5 مليار دولار وفقاً لتوقعات يونيو إلى 1,6 مليار دولار، وفقاً لتوقعات سبتمبر الحالي بزيادة 60% عن عام 2012 الذي سجل مليار دولار.

وأوضح أن الأسواق الرئيسية في المنطقة لا سيما بالإمارات وقطر ستواصل تعزيز دورها بشأن تحسين أداء القطاع في الشرق الأوسط في الوقت الذي أثرت فيه الأزمة السورية سلباً على القطاع متوقعاً أن تتصدر المنطقة العالم في نمو عدد المسافرين هذا العام محققة 10,5% في الوقت الذي تنمو فيه قدرات طاقة الناقلات في الشرق الأوسط بنحو 11,3%.

وتقود الناقلات الوطنية حركة نمو الأساطيل لشركات الطيران في منطقة الشرق الأوسط خلال السنوات المقبلة حتى عام 2020 لتنمو بمعدل يتجاوز 105% لترتفع من نحو 340 طائرة حالياً إلى نحو 710 طائرات عام 2020.

وتشير بيانات الاتحاد الدولي للنقل الجوي إلى أن الإمارات ستحافظ على المركز الثامن على قائمة أفضل 10 أسواق في نمو المسافرين حتى عام 2016 الذي ستسجل خلاله 87 مليون مسافر دولي متفوقة على مناطق عديدة حول العالم.

كما ستحل الإمارات في المركز الـ 6 عالمياً في الشحن الجوي عام 2016 محققة ما يقترب من 3 ملايين طن، مع توقعات بأن تتخطى هذه المراكز.

وأفادت بيانات «أياتا» بأن شركات الطيران الإماراتية تتصدر دول المنطقة في طلبيات شراء الطائرات الجديدة خلال السنوات المقبلة، وحتى عام 2020.

وأوضح تايلر أن بيانات «أياتا» تشير إلى وجود تباطؤ في صناعة الطيران عالمياً عن شهر يونيو الماضي بسبب ارتفاع أسعار النفط، وانعكاسه على تكاليف الوقود تزامناً مع الأزمة السورية وتراجع نمو عدد من الأسواق الناشئة الأمر الذي أدى إلى تباطؤ في توقعات «أياتا» حول الصناعة عالمياً.

وأوضح أن أداء عام 2013 سيكون أفضل نوعاً ما من أرباح عام 2012 الذي سجل القطاع خلاله صافي أرباح قدرها 7,4 مليار دولار، ومن شأن هذا التوجه الإيجابي الاستمرار في 2014 مع توقع تسجيل خطوط الطيران صافي أرباح يقدر بـ 16,4 مليار دولار مما يجعل 2014 ثاني أقوى عام هذا القرن بعد أرباح عام 2010 التي بلغت 19,2 مليار دولار.

وقال تايلر «لا يزال الوضع إيجابياً، وستستمر الربحية في التحسن رغم التحديات التي يمر بها قطاع الطيران حيث لم يتم تحقيق نمو في الشحن، وتباطأ نمو الأسواق الناشئة، وكان لارتفاع أسعار النفط أثر كبير، ورغم ذلك فإن آفاق التحسن أكبر، وسيسجل 2014 أرباحاً ضعف ما تحقق في 2012».

وتوقعت «أياتا» أن تسجل خطوط الطيران هامش تشغيل بواقع 3,2% كما هو في 2006  رغم ارتفاع في أسعار الوقود 54% إلا أن الصناعة استطاعت أن تستوعب هذه الزيادة الهائلة في التكاليف نتيجة لتغيرات في بنية الصناعة من خلال الاندماجات والمشروعات المشتركة، وزيادة المبيعات الإضافية، وانخفاض المخلات الجديدة بسبب الأسواق المالية المتأزمة.

وتوقع تقرير «أياتا» انخفاض أسعار وقود الطائرات بنحو دولار واحد عن توقعات سابقة إلى 126,4 دولار للبرميل لتصل فاتورة الوقود عالمياً إلى 213 مليار دولار لتمثل متوسط 31% من التكاليف الجمالية ليظل تأثيره ملموساً على ربحية الشركات مع توقعات بأن يسجل النفط على مدار العام متوسط سعر قدره 109 دولارات بزيادة دولار عن توقعات يونيو الماضي كما سيظل للأزمة السورية تأثيرات سلبية على القطاع عامة، ولفت التقرير إلى نمو الركاب عالمياً بنحو 5% مقابل 5,3% في 2012.

ومن المتوقع أن يزداد عدد الركاب إلى 3,12 مليار راكب متجاوزاً 3 مليارات للمرة الأولى، كما من المتوقع أن يظل الدخل ثابتاً للعام الحالي، وإن كان أقل 0,3% عن العام الماضي كما أن الحمولة على الطائرات ستسجل 80,2%، وأشار التقرير إلى أن أسواق الشحن تواصل حالة من الكساد، ومن المتوقع أن يسجل النمو 0,9% مقابل 1,5% في توقعات سابقة، وستظل قدرة خطوط الطيران على تلبية متطلبات الشحن محدودة.

ونتيجة لهذه الحالة فمن المتوقع أن يهبط دخل الشحن بمعدل 4,9% هذا العام كما من المتوقع أن تظهر عوائد الشحن هبوطاً بقيمة 8 مليارات دولار منخفضة إلى 59 مليار دولار عن 2011 فيما ترتفع عوائد الركاب 68 مليار دولار لتصل إلى 565 مليار دولار.

شارك برأيكإلغاء الرد