يُمثّل الجناح اليمني في القرية العالمية عنواناً لأعرق حضارات العالم، وبدخول الجناح يشعر الزائر وكأنه يتجول في أحد أسواق اليمن التي تزخر بما لذ وطاب.
بينما تعلو أصوات الباعة، وهم يرتدون الأزياء التقليدية مذكرين بروعة التجوال بين أزقة الأسواق العتيقة في تعز والحديدة وصنعاء على خلفية رائحة التوابل بألوانها، وطعم العسل بأنواعه، والتين بأحجامه، والمكسرات بأصنافها، واقتناء كل ما عُرف به اليمن السعيد عبر الزمان.
إنه مشهد من الحاضر وقيثارة لا تزال تستمد ألحانها من عذوبة الماضي ليُمثّل الجناح اليمني بذلك أيقونة من أبهى أنواع الحلي والعقيق وأشهى أنواع البهارات والتوابل وأجود أنواع العسل الجبلي، ولا بد من تكرار الزيارة لمعرفة المزيد عن تراث اليمن السعيد.
ويتمتع الجناح اليمني دائماً بشعبية كبيرة بين زوار القرية العالمية، وهذا الموسم تحوّل الجناح إلى وجهة رئيسية لكل من يرغب في تجربة التقاليد الأصيلة وحفاوة الضيافة العربية ومعرفة حقائق تاريخية تثري المعلومات العامة لكل فرد.
فالكّم الهائل من المعلومات عن الطبيعة والزراعة وأنواع العسل وخلطات العطارة للشفاء من كل داء تقع ضمن معاجم الحياة وعلوم الطبيعة لدى الباعة اليمنيين.
واليمن بلد غني بتنوع الثقافات، وتأتي جميعها كمنبع الكثير من العادات والتقاليد الممتدة عبر عقود طويلة لتبرز الالتصاق الوثيق بالفرد اليمني بالآباء والأجداد، ويبدو ذلك جلياً في الجناح اليمني والأزياء التقليدية والجنبية اليمنية التي تعد أهم جزء في الزي التقليدي للرجل اليمني.
وتعرض الجنبية اليمنية باختلاف أحجامها وموروثها الشعبي المنحدر إما من إحدى القبائل بعينها أو حسب المنطقة، ومنها المرصع بأحجار كريمة ومنها المطلي بماء الفضة العتيقة.
وتتنوع الخيارات إلى ما لا نهاية وتعرض جنباً إلى جنب العديد من الصناعات الحرفية ومجموعة كبيرة من الأزياء اليمنية بالجناح.
وبالتوجه نحو المحلات المتخصصة في بيع البهارات يمكن الاستمتاع بمجسم لبرج خليفة صمم من طبقات التوابل التي يحرص الباعة كل يوم على تجديدها، ومن تذوق أجود أنواع العسل الجبلي وعسل الزهورات يجد المرء حواسه تتجه نحو عبق التوابل الذي يعرض في واجهة محلات البهارات بالجناح اليمني.
ولا بد من إثراء التجربة بشراء أنواع التوابل الخاصة، وملء خزانة المطبخ لتلائم أنواع الموائد عند الطهي بينما سيقع الطهاة المبتدئون في غرام البصل المجفف والجاهز للاستعمال والشمّر والكمون وحتى اللبان المستخدم للأكل أو للبخور إضافة إلى الخلطات الخاصة للبرياني بكل أصنافه.
وتتوفر في الجناح اليمني أنواع كثيرة من الزيوت الطبيعية إذ هناك أكثر من 80 نوعاً من الزيوت المفيدة للبشرة وتساقط الشعر ولعلاج الجهاز الهضمي.
ويضم الجناح اليمني مجموعة كبيرة من الإكسسوارات والحلي والمجوهرات المرصعة بالأحجار الكريمة وشبه الكريمة والفضة العتيقة واللؤلؤ.
وبوقفة لدى أصحاب الباع الطويل في المهنة يمكن معرفة أصل وفصل القطعة، ونوع الأحجار، والكثير من المعلومات الخاصة بالختم والقلائد والقطع الأثرية التي قد تعود بعمرها لقرون مضت.
ويبقى العقيق سيد الموقف والعنصر المشترك بين معظم الباعة إلا أن تنوع المناطق الجغرافية يؤثر على أصله ولونه وقيمته إلى جانب النوع الذي يعرف بالعقيق اليماني والسليماني وكيفية استخدام أصحاب الحرف اليدوية للعقيق في الختم المصنعة من الفضة الجديدة أو القديمة أو المستخدم في ترصيع النحاس.
اشتهر الجناح اليمني بالقرية العالمية مع مرور الأيام وتوالي المواسم ببيع أجود أنواع العسل، ومن خلال حوارات قصيرة مع الباعة حول الجناح يمكن العثور على النوع المناسب من العسل للشفاء من أي داء.
ووفقاً للعارضين والباعة فإن اختلاف أصناف العسل يأتي نتيجة اختلاف المكان والموسم ونوع الزهور التي يمتص النحل رحيقها قبل أن يسلك سبل ربه ذللاً، ويحمل في بطونه شراباً مختلفاً ألوانه فيه شفاء للناس.
وقد طور اليمنيون الكثير من الخلطات الخاصة الممزوجة بالعسل مثل المكسرات وزيت الحبة السوداء والشمع وغيره.