يوم الوقوف بعرفة هو يوم ذو فضل عظيم، إذ يؤدي حجاج بيت الله الحرام شعيرة من أهم مناسك الحج، ألا وهي الوقوف بجبل عرفة، حيث يتوجه الحجاج فجر يوم التاسع من ذي الحجة من منى إلى جبل عرفة تلبيةً وإجلالاً وتكبيراً لربهم.

وتصطف الأفواج البيضاء التى تدعو وتكبر وتلبي في وقفة تعد هي الأعظم في أيام  الله عز وجل فى الأرض، ويكبر الحجاج لبيك اللهم لبيك، لبيك لاشريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك لاشريك لك.

ويستمر وقت الوقوف بعرفة منذ شروق شمس يوم عرفة حتى زوال الشمس، فإذا غربت الشمس ينفر الحجيج إلى مزدلفة لقضاء ليلتهم بها حتى فجر يوم النحر أول أيام عيد الأضحى.

وقد عرف جبل عرفة باسم عرفات، حيث قد ورد في قوله عز وجل في القرآن الكريم: “لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَن تَبْتَغُواْ فَضْلاً مِّن رَّبِّكُمْ فَإِذَا أَفَضْتُم مِّنْ عَرَفَاتٍ فَاذْكُرُواْ اللّهَ عِندَ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ وَاذْكُرُوهُ كَمَا هَدَاكُمْ وَإِن كُنتُم مِّن قَبْلِهِ لَمِنَ الضَّآلِّينَ”.

ويوم عرفة هو يوم اكتمال الدين وإتمام النعمة، وكرم الله تعالى هذا الركن الأهم من أركان الحج بقول النبي صل الله عليه وسلم: “ما من يوم أفضل عند الله من يوم عرفة، ينـزل الله تعالى إلى سماء الدنيا، فيباهي بأهل الأرض أهل السماء، فيقول: انظروا إلى عبادي، جاؤوني شعثاً غبراً ضاجِّين، جاؤوا من كل فج عميق، يرجون رحمتي، ولم يروا عقابي، فلم يُرَ يوماً أكثر عتقاً من النار، من يوم عرفة”.

كما يتزين بيت الله الحرام في هذا اليوم، إذ أنه مع دخول الساعات الأولى ليوم عرفة، تبدأ عمليات التجهيز للكسوة الجديدة للكعبة المشرفة، لترتدي الكعبة حلة مصنوعة من الحرير الخالص ومطرزة بأسماء وصفات رب الكعبة من أسلاك الذهب والفضة.

ويقع جبل عرفة خارج حدود الحرم المكي، على الطريق الذي يربط بين مكة والطائف، بالتحديد شرقي مكة بنحو 22 كم، وعلى بعد 10 كم من منى، و 6 كم من مزدلفة، وتقدر المساحة الإجمالية لجيل عرفة بحوالي 10,4 كيلومتراً مربعاً.

وتتوافد جموع غفيرة من الحجاج إلى مسجد نمرة في مشعر عرفات، لأداء صلاتي الظهر والعصر جمعاً وقصراً، اقتداءً بسنة النبي المصطفى صل الله عليه وسلم، والاستماع لخطبة عرفة، التي ألقاها اليوم الشيخ الدكتور عبدالرحمن السديس الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي.

https://www.youtube.com/watch?v=tKtllhzyasY

شارك برأيكإلغاء الرد