أرخبيل لنكاوي في ماليزيا: عنوان متميز لسحر الطبيعة

للمتعة عنوان واحد مميز على الدوام يمكن اختصاره، حين يتعلق الأمر بالاسترخاء والاستجمام وغسل الهموم بعد عناء جهد شاق من العمل، في سحر الطبيعة. وهي الميزة الكبرى التي يلهث ورائها كثير من الأشخاص، لاسيما النجوم والمشاهير، الذين يبحثون عن مكان يتسم بروعته وهدوئه بعيداً عن ضجيج الإعلام ومطارداته. ومن أبرز الأماكن التي تحظى بهذا النوع من السحر الطبيعي المتفرد هي ماليزيا، تلك الدولة التي تقع في جنوب شرق آسيا وتتكون من 13 ولاية وثلاثة أقاليم اتحادية، بمساحة كلية تبلغ 329845 كيلومتر مربع، وعاصمتها هي كوالالمبور.

تعتبر ماليزيا مقصداً متميزاً لكبار النجوم والأثرياء الذين يتوافدون عليها طوال العام مِن كلِ صوبٍ وحدب، للاستمتاع بالعجائب الطبيعية والشواطئ الرائعة. ومن أشهر وأهم الأماكن التي يمكن زيارتها عند التوجه إلى ماليزيا هو ذلك الأرخبيل الذي يعرف بأرخبيل لانكاوي، المكون من عدة جزر تقع على بعد 20 ميلاً غرب شبه جزيرة الملايو في مضيق ملقا، حيث تقترب ماليزيا بشكل كبير من تايلاند.

ويتسم الأرخبيل بأجوائه الريفية العذبة، ويشتهر أيضاً بميل سكانه إلى صيد الأسماك بمختلف أنواعها. وترتفع أعمدة الحجر الجيري بشكل عمودي من مياه البحر. كما أنه مقر لأول حديقة جيولوجية تنشئها منظمة اليونسكو في منطقة جنوب شرق آسيا، وهي منطقة توجد بها تكوينات صخرية تعود لحقبة ما قبل التاريخ، وسبق أن تم هناك تصوير بعض المشاهد السينمائية لفيلم Anna And The King.

وعن الأرخبيل الساحر، أوردت صحيفة الدايلي ميل البريطانية، عن أحد السكان المحليين هناك، قوله :” يشبه أرخبيل لنكاوي الصورة التي كانت عليها جزيرتي بوكيت وبالي قبل 40 عاماً قبل أن تأتي الخلاطات الخرسانية إلى هناك”. وبينما يخضع الأرخبيل للحماية شرقاً بواسطة شبه جزيرة الملايو وغرباً بواسطة سومطرة، فإنه يحظى بمناخ استوائي يناسب أجواء السياحة على مدار العام، وتبلغ درجة الحرارة هناك 30 درجة سيليزية أثناء النهار و 28 درجة أثناء الليل.

وعن طبيعة حركة المرور هناك، قال أحد السكان :” يمكن القول إن تجمع خمس سيارات يعتبر اكتظاظاً مرورياً”. ويعتبر فندق الفور سيزونز واحداً من أشهر الأماكن التي يرتادها النجوم والمشاهير من أجل الاسترخاء، خاصة وأنه يطل شمالاً على بحر أندامان صوب جزيرة كو تيروتاو التايلاندية. فضلاً عن امتداده على مساحة قدرها 48 فداناً، تمتلئ كلها بحمامات سباحة وحدائق وأحواض ورد وأشجار نخيل وزهور فرانجيباني وتمر هندي والمانجو البري، وفوق هذا كله حالة تامة من الهدوء.

ومضت الصحيفة تقول إن زوار المكان قد يستغرقوا بعض الوقت لكي يتأقلموا على جمال الطبيعة هناك، لكنهم لن يشعروا باحتياج لأي شيء في نهاية المطاف، في ظل توافر ما يقرب من 400 موظف وعامل، يمكنهم تقديم مختلف الخدمات المطلوبة.

ويمكن الاستمتاع أكثر بالحياة البرية المثيرة في لنكاوي عبر القيام برحلات عن طريق الزوارق البحرية، وتستغرق تلك الرحلات البحرية حول الجزر قرابة الأربع ساعات، يمكن خلالها زيارة أهم جزر الأرخبيل، ويستطيع القارب حمل ما بين 8 إلى 12 شخصاً. ويمكن للزوار أيضاً الاستمتاع بنشاط التسوق والشراء، ولا داعي للقلق من طرق الدفع، حيث تتوافر أجهزة الصراف الآلي وأكشاك الصرافة في مطار لانكاوي وفي مجمع لانكاوي للتسوق إلى جوار ممر مائي شهير في مدينة بانتاي سينانج – Pantai Cenang. وبمقدور السياح أيضاً تناول ما يشاءون من أطعمة في كافة المنتجعات، التي يوجد بها مطاعمها الخاصة، كلٌ حسب الميزانية الخاصة به.

كما تنتشر نوعية القرود ذات الحجم الصغير، التي تعرف بقرود المكاك، وفي السماء، تنتشر الطائرات الورقية والنسور، بينما تتعرض الأشجار للهواء والمد والجزر.

وتعتبر جزيرة بولو لنكاوي هي الجزيرة الرئيسية في أرخبيل لانكاوي، المليء بالآثار المثيرة للاهتمام كالأساطير الخرافية والمرعبة وكذلك الطيور العملاقة والمحاربين وأميرات الجن والمعارك والعاطفة. كما يتميز الأرخبيل بما يحتويه من أنواع فريدة من الصخور التي تثير الدهشة، بالإضافة للكهوف العظيمة المذهلة، فضلاً عن الشواطئ الساحرة والمياه الصافية التي تشجع على ممارسة كافة الأنشطة والرياضات البحرية. ومن أشهر المواقع التي يمكن زيارتها في الأرخبيل مدينة كواه – KUAH، وهي المدينة الرئيسية، وتعتبر محطة الإقلاع إلى جميع جزر الأرخبيل.

ومن أبرز المعالم هناك شلالات الآبار السبعة Seven wells و جبل جونوج رايا Gunung Raya وأرض مغامرات التماسيح و حديقة لامان بادي التي تشتهر بزراعة الأرز، وحديقة الأساطير الجميلة الممتدة على مساحة قدرها 50 فداناً، ومركز Underwater World المائي، وميدان النسر، والقرية الشرقية ومتحف جاليريا بيردانا Galeria Perdana وقصر الصيف ومتحف مؤسسة إبراهيم حسين.

وهناك كذلك مدينة قديمة تحظى بتاريخ عريق وحضارة كبيرة تعرف باسم مدينة مقام مهسوري – Makam Mashuri، ومدينة أير هنجات  فيلج – Air Hangat Village، التي تقع شمال غرب كواه. ومدينة تان جونج – Tanjung، التي تقع في الرأس الشمالي من الأرخبيل، وهي غنية بآثارها وسواحلها الجذابة. وهناك أيضاً سواحل ريفية من أشهرها بنتاي كوك – Pantai Kok وسينانج – Cenang وتنجاه – Tengah وداتاي – Datai وبوراوباي – Burau Bay، وبحيرة تعرف باسم بحيرة البكر الحامل أو “Pregnant Maiden Lake”، وهي أكبر بحيرة في الأرخبيل، وتُروى عنها قصة خرافية عن أميرة من الجن وزواجها من أمير من الأرض وإنجاب طفل.

ويشتهر أرخبيل لنكاوي كذلك بالحياة البحرية الغنية بأسماكها وشعابها المرجانية وسواحلها الرملية التي تجتذب كثير من الزوار لاكتشافها خصوصاً هواة الغوص تحت الماء.

وبالنسبة لوسائل المواصلات، يمكن الوصول إلى هناك باستخدام الطائرة في ظل وجود مطار لانكاوي الدولي الذي يقع في الجزء الشمالي الغربي من الجزيرة، وسبق له أن تعامل مع 1,2 مليون مسافر في العام 2008. وهناك رحلات مباشرة متاحة إلى لانكاوي من بينانج وسنغافورة وكوالالمبور وهات ياي وفوكيت. وهناك أيضاً مركب لانكاوي النهري، وميناء تيلاجا الذي يُسيِّر مراكب نهرية من كو ليب وتايلاند مرتين يومياً خلال ذروة الموسم السياحي. أما بداخل الأرخبيل، فيمكن الاستعانة بسيارات الأجرة وبالسيارات وبالدراجات النارية وبالسكوتر وبالدراجات العادية.

ومن أهم الفنادق في لنكاوي فندق رخيص يعرف بـ AB، وآخر يعرف بـ Cenang Beach وكذلك فنادق Chandek Kura و Daddy’s Guesthouse و Gecko Guesthouse و The Cabin Langkawiو GeoParkو Melati Tanjung و The Palms Guest House وغيرها.