Booking.com

مدن تاريخية ومناظر طبيعية ملحمية ومنعطفات ونتوءات خلابة، كل هذا وأكثر يدعوك أن تتمتع به في شمال إسبانيا، فضلا عن الطرق المفتوحة التي تحتاجها في جولات سيرك وتأملك في الطبيعة والتحديق في السماء المزخرفة والبارعة، لذا فهي من أنسب الأماكن التي يرتادها الأزواج في مستهل حياتهم ليمضوا فيه شهر العسل.

شمال إسبانيا .. جولة سير تحلق بك في سماء الزخرفة والبراعة!

تعتبر مدينة سانتيانا ديل مار من أقدم المدن في شمال إسبانيا

عندما تصل إلى بوابة شمال إسبانيا وهي مدينة سانتيانا ديل مار، ستجد البحر على بعد بضعة كيلومترات قليلة, حتى لا يكاد الزائرين يشعرون بالملل إذا ما سألوا عن الطريق إلى الشاطئ، وهي مدينة قديمة تعود إلى العصور الوسطى فإنها بالضرورة تروي قصة ساحتين وفيها ممرين تغمرها الفنادق ومحلات الهدايا التذكارية والمطاعم والحانات.

بيد أن تاريخ المدينة الحقيقي يعود إلى عام 1879, عندما اكتشف كهف التاميرا الذي يحتوي على العشرات من الجداريات المرسوم عليها الثيران والخيول والغزلان، والتي يقول عنها البعض إنها أروع الأمثلة الموجودة عن الفن من العصر الحجري القديم، للدرجة التي يقال أن بعض الصور الزيتية تعود إلى أكثر من 25 ألف عام مضت.

شمال إسبانيا .. جولة سير تحلق بك في سماء الزخرفة والبراعة!

تعتبر مدينة سان سباستيان قبلة عشاق الطبيعة الخلابة

كما تشتهر مدن شمال إسبانيا بالكثير من المناظر الطبيعية الخلابة، والوديان الخضراء، ومن هذه المدن التي يصل إليها الآلاف من الزائرين سنويا هي مدينة سانتياجو دي كومبوستيلا (Santiago de Compostela) وهي أحد أجمل المدن الإسبانية، وكنيستها الكبرى هي أكثر ما يجتذب السياح حيث تنبع أهميتها لدى النصارى أنها دفن فيها جثمان أحد حواري المسيح لكنه لا يعرف مكانه تحديدا حتى اكتشفه أحد القساوسة فصارت الأرض مقدسة بالنسبة لهم، كما أنها مدينة صناعية وتجارية وزراعية، إلى جانب أنها تضم مدينة لا كورونيا التي لا تزال تحافظ على ثروة هائلة من المباني الرومانية.

أما مدينة سان سباستيان (San Sebastian) قبلة عشاق الطبيعة الخلابة، حيث تعتبر سواحلها وشواطئها من أفضل شواطئ أوروبا، حيث يمكنك فيه أن تتمتع بشعور غير عادي عندما تحصل على حمام شمس وممارسة السباحة بجوار المباني التاريخية والكنائس، برغم أنها مدينة صغيرة للغاية لكنها مريحة وتضم العديد من مطاعم الأسماك ومحلات الملابس المصممة.

كما لا يفوتك أن تزور مدينة بلباو التي تعتبر مركزا صناعيا وتجاريا في منطقة غنية بمناجم الحديد, وميناء بحري هام رغم وقوعها على بعد نحو 13 كم من خليج بسكاي، ويشق نهر نيروفن المدينة ليصب في الخليج، والذي بني على ضفافه متحف غوغنهايم (Museo Guggenheim) وهو متحف للفن المعاصر, ويعد أحد المتاحف الهامة والذي يستضيف معارض دائمة وعابرة للأعمال الفنية لفنانين أسبان ودوليين.

شمال إسبانيا .. جولة سير تحلق بك في سماء الزخرفة والبراعة!

يعد شاطئ هويلغا من أغرب شواطىء العالم

كما يضم شمال إسبانيا أغرب شواطئ العالم، وهو شاطئ هويلغا (Huelga )والذي يقع في بلدة يانيس وقد تم اكتشافه حديثاً والذي يعده الكثيرون جوهرة مخفية عن الأنظار والتي تمتاز بمميزات مذهلة منها المياه المالحة، والأمواج والرمال الذهبية الساحرة، كما أن الشاطئ مختبئ في وسط من التلال الرائعة الخضراء والذي يزيد المنظر روعةً وجمال.

شمال إسبانيا .. جولة سير تحلق بك في سماء الزخرفة والبراعة!

يشتهر إقليم الأراجون بجمال الطبيعة

على مدى الملايين من سنين, ساعدت أمواج البحر على حفر سلسلة من الأنفاق تحت الأرض والتي وصلت من خلالها المياه الباردة القادمة من خليج بسكاي أو بحر الكرانتيك، والتي كونت بالنهاية هذا المنظر الساحر والفريد. أما إقليم الأراجون ( Aragón) فهو أحد المناطق التي تتمتح بالحكم الذاتي في إسبانيا، يتميز بالكثير من عوامل الطبيعة مثل الأنهار الجليدية وفيه أكبر أنهار إسبانيا نهر “أبرة” إلى جانب المناطق المليئة بالخضرة الدائمة والمراعي الكثيرة والحدائق والبساتين، كما يمتاز بالمرتفعات العالية و الوعرة لكنها رائعة، وتستمتع خلال الوصول إليها بالسير على الأقدام بالتأمل في جمال الطبيعة، ويكثر كذلك فيه البحيرات، حتى يتمكن السياح من النزول في هذه البحيرات وممارسة رياضة التجديف واصطياط البط.

ويجاور الأراجون إقليم نافار والذي يعتبر أن جزء منه زراعي، و جزء منه شبيه بالأراجون، و جزء منه مشابه لإقليم الباسك الأخضر ( الذي يعتبر ثالث أجمل منطقة في إسبانيا من الناحية الطبيعية)، وهو إقليم صغير، و لكنه من أبرد المناطق في إسبانيا في الصيف والشتاء.

في نهاية المطاف تشعر أنك محلق في السماء، لأنك شاهدت عالم جديد من عجائب الطبيعة، حتى وكأنك تتلمس السحاب والاستمتاع بالوديان والمساحات الخضراء الشاسعة.

إقرأ أيضا: السياحة في إسبانيا

شارك برأيك