تشتهر كاتانيا ثاني أكبر مدن جزيرة صقلية الواقعة جنوب إيطاليا بعد “باليرمو” بمبانيها الباروكية، أسسها اليونانيون الأيونيون في عام 729 قبل الميلاد، وازدهرت عبر العصور، وهي اليوم من أجمل الوجهات السياحية في صقلية.
وقد ازدهرت كاتانيا كمركز زراعي وظلت كذلك بعد أن أصبحت مستعمرة رومانية، إذ فازت من قبل سيراكيوز وباليرمو في الفترات البيزنطية والعربية، واستعادت أهميتها كقوة تجارية وبحرية تحت حكم النورمان، وعزز الحكام الإسبان ازدهار البلدة، حيث أسسوا جامعة هناك عام 1434، ولكن الكوارث الطبيعية حلت بالمدينة منها الطاعون في 1576، وتدفقات الحمم في 1669 التي دمرت الجزء الغربي من المدينة، والزلزال الكبير الذي وقع عام 1693، والذي ترك الباقي من المدينة عبارة عن إطلال حتى حدثت إعادة البناء التي تعود إلى القرن الثامن عشر، وبذلك تركت كاتانيا تراثها الغني من مباني الباروك والتي تم تصميم الكثير منها من قبل جيوفاني باتيستا فاكاريني.
مناطق الجذب السياحي في كاتانيا
1- كاتدرائية باسيليكا سانت أغاتا
تقف كاتدرائية سانت أغاتا -وفقا للتقاليد- في المكان الذي مات فيه القديس أغاتا عام 251، وقد استخدمت بقايا الينابيع الرومانية لأخيل وغيرها من المباني القديمة لبناء الكاتدرائية المتشابهة ذات الثلاثة مقاعد في الفترة بين 1086 و 1090 بعد فترة وجيزة من غزو كاتانيا على يد النورمان، وخلال إعادة الإعمار بعد زلزال 1693، أعيد بناء الصحن تحت إشراف جيرولامو بالازوتو، وفي عام 1736 أكمل فاكاريني الواجهة، وتتميز الكنيسة بالمقصورة الداخلية الرائعة، والقبر البسيط لملحن الأوبرا الشهير فينتشنزو بيليني الذي ولد في كاتانيا، والتوابيت الرومانية والوسطى التي تحتوي على بقايا ملوك أراغون في صقلية.
2- ساحة بيازا ديل دومو
تحتوي كاتانيا على العديد من الساحات الجميلة، ولكن لا شيء أكثر روعةً واتساعاً من بيازا ديل دومو، حيث تحافظ ساحة الكاتدرائية ومركز المدينة على المظهر الباروكي الذي أتخدته على يد جيوفاني باتيستا فاكاريني في أوائل القرن الثامن عشر، ومن أبرز سمات الساحة نافورة الفيلة على الجانب الشرقي التي تم تغييرها على الطراز الباروكي من عام 1730 إلى عام 1739، وفي الشمال الغربي يوجد قصر ديل ميونيسيو من 1741، وفي الجنوب “بورتا أوزييدا”.
3- قلعة أورسينو
هو عبارة عن حصن متين من حجارة الحمم البركانية يرجع لعام 1239، ويظهر هذا التحصين الدفاعي من العصور الوسطى ويشكل ارتباطاً وثيقاً بقلعة فريدريك الثاني في سيراكيوز، تتكون الأرضية من أربعة أجنحة تلتف حول فناء داخلي بحيث تشكل الأجنحة الأربعة مربعًا يحتوي على أبراج عند الزوايا وأربعة أبراج أصغر في المنتصف، وتتوزع العناصر الزخرفية الرائعة على جانب المدخل.
4- المتحف المدني
يقع المتحف المدني في جزء من قلعة أورسينو، وتشمل معروضات ومقتنيات المتحف من المنطقة المحيطة، ومن بينها العديد من المنحوتات الهلنستية والرومانية،ئ ومن أبرز معالمها تمثال الإمبراطور الروماني وقطع خزفية وأجزاء من الفسيفساء ومجموعة من الأسلحة النادرة والمنحوتات من العصور الوسطى حتى القرن الثامن عشر، كما تشمل القطع الأثرية تماثيل برونزية مصغرةن وتتزين الحوائط لمجموعة من اللوحات من القرن الخامس عشر إلى القرن الثامن عشر، بما في ذلك أعمال بيترو نوفيلي، ماتيا بريتي وفرا انجيليكو.
5- دير البيديكتين
يعد الدير السابق خلف كنيسة سان نيكولو لارينا واحدًا من أكبر الأديرة البينديكتينية في أوروبا، وهو مدرج كموقع للتراث العالمي لليونسكو ومقرًا لقسم العلوم الإنسانية بجامعة كاتانيا، وقد بدأ العمل به في عام 1500، وقد أدمجت أعمال البناء المستمرة منذ فترة طويلة في عدة عصور، وتتميز الواجهة ذات التصميم الباروكي المتأخر بأعمدة ريفية ونوافذ ذو زخارف منحوتة، كما يوجد فناءان داخليان جميلان، وتشمل خيارات الجولة كلاً من الأديرة وأقبية من القرن الـ16 وأخرى من القرن الثامن عشر من قبل الفنان “فاكريني”.
6- كنيسة سان نيكولو لارينا
بدأ البينديكتين بناء كنيسة سان نيكولو في 1702 في موقع الأكروبوليس اليوناني، جنبا إلى جنب مع المباني الرهبانية “دير البينديكتين”، وقد استمر العمل في الكنيسة حتى نهاية القرن الثامن عشر، لكنه لم ينته. وهذا ما يمنح الواجهة غير المكتملة مظهرًا غريبًا تقريبًا، فضلاً عن الأزواج من الأعمدة الضخمة على الأسطح الخارجية المرتفعة الغير المنتهية.
7- قصر بيسكاري
لا يزال فندق قصر بيسكاري مملوكًا للقطاع الخاص ويُسكن من قبل أحفاد الأمير بيسكاري الذي كلف ببنائه بين عامي 1707 و 1763، وتعد واجهة القصر واحدة من أكثر حدائق المدينة تشويقاً مع النوافذ المزخرفة وإطارات الأبواب، وقام إيجنازيو بيسكاري حفيد صاحب القصر في الأصل، بتمديد مساحته لمجموعاته الفنية الواسعة، والتي تم التبرع بالكثير منها منذ ذلك الحين إلى متحف سيفيكو، وتضم ساحة الفناء الداخلية درجًا مزدوجًا كبيرًا، وتشمل التصميمات الداخلية الفاخرة قاعة طعام مع مرايا وزخارف ولوحات جدارية، بالإضافة إلى متحف صغير مع التحف التي لم يتم التبرع بها لمتاحف المدينة.
8- المسرح الروماني
يقع مسرح رومانو على المنحدر الجنوبي من الأكروبوليس القديم، وقد بُني في القرن الثاني قبل الميلاد على موقع مبنى يوناني، ويبلغ قطر القاعة 100 متر مع ممران محيطان، وتم إنشاء الدرجات من الحمم، في حين أن الأوركسترا وصفوف الجلوس مغطاة بالرخام، ويوجد “أوديون” المبني بالكامل من الحمم بجوار مسرح رومانو إلى الغرب، وهو مسرح صغير تقع أوركستراه على نفس مستوى أعلى ممر في المسرح.
9- بورتا غاريبالدي
أقيمت البوابة الأثرية لبورتا غاريبالدي في عام 1768 تكريماً للملك فرديناند الرابع وزوجته ماريا كارولينا، ابنة الإمبراطورة ماريا تيريزا، المهندسون المعماريون هم فرانشيسكو باتاغليا ورسمه ستيفانو إيتطار، الذي صمم بوابة مذهلة مع طبقات أفقية من الحجر الجيري الأبيض والحمم السوداء، الجانب الذي يواجه المدينة أكثر بساطة، والجانب المواجه للغرب ذو أجنحة مقعرة ويتوج بساعة موضوعة بين شخصين مجنحين يرمزان إلى المجد.