التجربة خير برهان: منتجع وايت بود الثلجي في سويسرا

أشكر موسوعة المسافر على تقرير منتجع وايت بود (White Pod)، والذي كان سبباً لاتخاذي القرار بتجربتة مدة ليلتين في شهر يناير، ومن هذا المنطلق رغبت بأن أهدي متابعيه هذا التقرير من خلال التجربة.

توجهنا لقرية Les Giettes من باريس Paris بواسطة القطار مروراً بمدينة جنيف Geneva وقرية ايجل Aigle، وكان بانتظارنا تاكسي أرسله الفندق ليقلنا، مررنا بمدينة مونثي Monthey ومنها صعدنا إلى القرية والتي فيها الفندق، وترتفع عن سطح البحر بحوالي 1700 متر.

طبعاً استقبال الفندق ومطعمه يغلقون الساعه التاسعة، ونحن وصلنا الفندق الساعة العاشرة، وعليه تولت سائقة التاكسي إرشادنا لمكان إقامتنا بعد أن وضعنا حقائبنا بغرفة الاستقبال لصعوبة نقلها وحملها، وأخذنا مايلزمنا لهذه الليلة. وحسب قولهم صباح الغد سنجدها عند بابنا قبل استيقاظنا وقد حدث فعلاً.

الطريق إلى البود (الغرفة) ليس بالأمر الهين، وهذا الأمر لم نعرفه إلا بعد أن جربناه من الليلة الأولى، وحسب قول صاحبة التاكسي بأنه من حسن حظنا أنها ستصحبنا لنصف الطريق وعلينا إكمال باقي الطريق سيراً على الأقدام.

يبلغ طول الطريق من الاستقبال إلى البود صعوداً مسافة 850 متر باستخدام أدوات الثلج المُسَاعِدة للمشي، فمن دونها سوف تتعرض للسقوط مراراً وتكراراً وسقطت 4 مرات سقطات مؤلمة :(، إلا إذا كنت مستعد بلبس أحذية مانعة للانزلاق ومخصصة للثلوج وهذا استبعده لأن مثل هذه النوعية من الأحذية لا تباع لدينا.

بعدها تم إعطائنا حقيبة ظهر بها مصباح رأس وخارطة تبين الطريق من وإلى مقر الإقامة وموقع المطعم، وكذلك خارطة تبين طرق التزلج والتخييم والمشي.

أوصلتنا سائقة التاكسي لمنتصف الطريق بالسيارة، ومن ثم بدأنا مشوار الصعود مع درجة برودة -7 وهواء قوي و لياقة ضعيفة وظلام دامس ماعدا مصباح السائقة ينير لنا طريقنا. وصلنا البود وفتحت لنا الباب عن طريق السحاب وكانت لنا مفاجأة بأن الباب لا قفل له ودرجة الأمان 1000% وبدأت التجربة.

عدد البودز (15) فقط، وجميعها تطل على منظر بانورامي جميل جداً، ومصنوعة من القماش المقوى أبيض اللون من الداخل والخارج ومثبتة على شبكة من الحديد، والواجهة من البلاستيك المقوى، ويستند كل (بود) على قاعدة مستقيمة من الخشب.

محتويات البود ممتازة ومريحة ونظيفة، وفي كل غرفة سرير مزدوج مريح جداً من الخشب الطبيعي ذي الشكل الأنيق، وطاولة طعام تتسع لأربعة مقاعد، وغلاية شاي، ومدفأة، وأريكتين، وخلف السرير حمام بكامل محتوياته، وخلفه يوجد صندوق الأمانات و خيمتين لمن يرغب بالتخييم وفوق دورة المياه إمكانية لوضع سريرين لشابين.

أمامنا المدفأة الذاتية والتي يتوجب تزويدها بالحطب كل ثلاث ساعات حسب التعليمات وإلا سوف تتجمد من البرد، وكذلك صندوق يوضع به الحطب والصندوق الصغير لموقدات النار، وهناك دلو فيه قفازات ومكنسة وعصا حديد لتحريك الحطب وهذه إحدى هواياتي وعشقي الجلوس أمام الموقد والاستمتاع بإشعال النار.

في هذا الكوخ مبنى مخصص للإفطار ومقهى وبار، ويقع بين البودز ليسهل على النزلاء الإفطار في الصباح خصوصاً وقت البرد الشديد؛ فلن يحتمل النزلاء النزول مسافة طويلة ومن ثم الصعود. أما المطعم فيقع بالدور السفلي، والبوفيه متواضع والخيارات قليلة جداً فقط جبن و مربى وبيضة واحدة 🙂

بشكل عام الموظفين لطفاء جداً ومرحين ومتحدثين بطلاقة كما هو الحال بمقر الإفطار، وفي الاستقبال جميعهم لطفاء ومرحين ولا أنسى الموظف المبتسم دائماً المختص بنقل حقائب السفر.

حسب ما قرأت بالمقال بأن هناك عربة تجرها الخيول لنقلك لمقر إقامتك وهذا الأمر ليس موجود، وليسوا مسئولين عن نقلك فأنت بنفسك من يتنقل وهذا الأمر يعتبر من متعة المنتجع، وعليه يجب ان تكون لياقتك عالية ويُنصح بالمشي مدة شهر قبل السفر صعوداً لتحاشي كثرة الوقفات لإلتقاط الأنفاس.

يهيئ المنتجعع الأحذية المخصصة، الزلاجات، حقيبة ظهر بها خارطة المنتجع ومصباح رأس لاستخدامها ليلاً، أحذية المشي للمناطق المتجمدة، ولمن يرغب بالتزلج أو المشي أو التخييم فبداخل الحقيبة خارطة تبين لك مبتغاك.

أما المنطقة والمشاهد حول المنتجع فهذه بعض صورها: (لحجم أكبر اضغط على الصورة)