Booking.com

وصل عدد الزوار الخليجيين الى سويسر في 2012 الى 165 ألف اغلبهم سعوديون, وفق آخر إحصائية رسمية سويسرية.

سويسرا

8.5 ملايين زائر لسويسرا خلال 2012 جلبوا معهم ما يزيد على 38 مليار دولار

ورغم قلة العدد نسبياً لدولة مشهورة سياحياً إلا أنهم ينفقون حوالي 2.8 ضعف ما ينفقه غيرهم من سواح العالم فهم ينفقون ما ينفقه 462 ألف سائح من الجنسيات الأخرى, وسبب هذا الفارق هو نوعية الأنشطة التي يركّز عليها معظم السياح الخليجيين حيث تقتصر في غالبها على التسوق أو ارتياد المطاعم والحدائق العامة في المدن الشهيرة مثل زيورخ وجنيف ولوزان مع إهمال الخيارات السياحية الأخرى مثل سياحة “جبال الألب” بريفها وبحيراتها ومدنها الصغيرة رغم أنها كما يرى السويسريون تمثل “جوهر سويسرا”.

وتعد السياحة في سويسرا من دعائم الاقتصاد حيث أن السياح الذين بلغ عددهم عام 2012 حوالي 8.5 ملايين زائر جلبوا معهم ما يزيد على 38 مليار دولار تشمل ما أنفقوه على السكن والمواصلات والتسوق.

ولكن منذ حلول الأزمة الاقتصادية في 2008 حصل انخفاض مستمر في عدد الزوار الأوروبيين لسويسرا, وهم يمثلون النسبة الأعظم بين زوارها, وبالمقابل ازدياد مطّرد في عدد السياح القادمين من الصين وتايوان ومن دول مجلس التعاون الخليجي.

وإحدى المحطات التي لا يغفل عنها كثير من السياح الخليجيين هي بلدة (إنترلاكن) في قلب جبال الألب, وتقع تلك البلدة على بعد 45 دقيقة من العاصمة السويسرية (بيرن), وما يميزها هو موقعها بين بحيرتي (برينز) و(ثون) ما جعلها مركزاً ممتازاً للتنقل بين أعالي قمم جبال الألب فمن هناك يستطيع المسافر شراء تذكرة مفتوحة للتنقل بالقطارات عبر ستة من قمم الجبال لمدة ثلاثة أيام بتكلفة لا تتجاوز ال250 فرنكاً سويسرياً بما في ذلك فرصة لزيارة قمة (ينغفراو), وهي الأعلى في أوروبا بأسرها.

ورحلة القطار في تلك المنطقة هي تجربة فريدة في حد ذاتها حيث يصل ارتفاع أعلى محطة قطار عن سطح البحر إلى 3434 متر, ويمر في أنفاق محفورة في الجبال, والتي كانت من أفكار رجل الأعمال (ادولف جويرزيلر), والذي استغرق المشروع 18 عاماً بين عامي 1896 وحتى تشغيله في 1912 يمتد أطولها حوالي 8.5 كيلومترات, ويصعد القطار عند بعض المرتفعات بزاوية 45 درجة تكلفة تجربة مثل هذه تمتد على ثلاثة أيام, قد ينفقها السائح الخليجي على الإقامة ليلة واحدة في جنيف أو زيورخ, ومن تلك القمة يمكن مشاهدة فرنسا وألمانيا عندما يكون الجو صحوا.

والمرور على بلدة مثل (إنترلاكن) يتيح للسائح أيضاً استكشاف المطبخ السويسري التقليدي على أصوله في العديد من المطاعم بدءاً بالجبنة المذابة والأصناف العديدة من الحساء مروراً بلحم الضأن أو البقر المشوي بالطريقة التقليدية بالإضافة إلى الشكولاتة السويسرية المذابة (فوندو), وعلى بعد ساعة من (إنترلاكن) تقع مدينة (لوسيرن) في كبرى مديريات وسط سويسرا, وهي تحفة في التناغم بين الطبيعة الخلابة والفن المعماري الأوروبي تحيطها الجبال وتشقها البحيرات, ويمكن للسائح فيها أن يستفيد من الأسعار المنخفضة نسبياً بسبب الضرائب المنخفضة في المديرية, والتجول في المدينة سواء عبر القطارات التقليدية أو القوارب التي تتجول في المنطقة عبر شبكة البحيرات والأنهر.

وفي (لوسيرن) جسرها الخشبي المشهور ذي الستمئة عام, ويقام فيها كرنفال سنوي عند نهاية الشتاء تمتلئ فيه الشوارع والممرات والحدائق العامة بالفعاليات الترفيهية وفرق الموسيقى وأسواق الطعام التقليدي بأنواعها.

وربما يكون الحل الأمثل للخليجيين الراغبين في زيارة سويسرا بدون أن ينفقوا 2.8 ضعف ما ينفقه السائح العادي ألا يجعلوا إقامتهم تقتصر على المدن الكبرى فقط بل أن يحرصوا أيضاً على استكشاف الريف السويسري بكل ما فيه من طبيعة وثقافة حتى يطلعوا حقاً على “جوهر سويسرا”.

شارك برأيك