في الذكرى السنوية الـ 200 لميلاد الكاتب الانجليزي الشهير تشارلز ديكنز التي توافق السابع من فبراير، سنقوم برحلة قصيرة في عالم ديكنز في لندن حيث عاش، ونتجول في منزله وفي الشوارع التي مشى فيها وشهدت تفاصيل حياته، وفي الحانة التي كان يجلس فيها، وفي الأماكن التي شهدت أحداث بعض من أشهر رواياته وقصصه.
هو “تشارلز جون هوفام ديكنز” وُلد يوم 7 فبراير 1812 وتوفى فى 9 يونيو 1870. وهو واحد من أعظم الكتاب الانجليز، ويضعه بعض النقاد في المرتبة الثانية بعد الشاعر ويليام شكسبير، من حيث حضوره في الأدب وتأثيره في الأجيال اللاحقة.
ومن أشهر أعماله أوليفر تويست، وقصة مدينتين، وديفيد كوبرفيلد، وأوقات عصيبة. واهتم ديكنز في أعماله الأدبية بإظهار معاناة المسحوقين والمحرومين من الطبقة العاملة في المجتمع الإنجليزي خلال النصف الأول من القرن التاسع عشر، واشتهر بانحيازه للفقراء في وقت قمة ازدهار الامبراطورية البريطانية الاستعمارية.
بدأ تشارلز ديكنز حياته في محطة “تشارنج كروس” للسكك الحديدية Charing Cross، وهي تقع في وسط لندن، وحصل على خبرات كثيرة من خلال عمله في مصنع “جوناثان وارين” حين كان عمره 12 سنة، وكان عمله هو لصق العلامات على الأواني الخزفية، بينما كان والده جون يقضى فترة عقوبته في السجن بسبب الديون غير المسددة. وكان مصنع “جوناثان وارين” يقع عند بعض المدرجات التى تم هدمها تحديدا عند “شونغيرفورد” على نهر التايمز، حيث محطة القطار اليوم.
بعد ذلك انتقل ديكنز إلى شارع بكنجهام، وكان هذا المنزل مقر إقامة “ديفيد كوبرفيلد” تلك الشخصية الخيالية التى كانت بطل روايته الثامنة، وبنفس المنطقة توجد “صخرة ووترجيت”، ويرجع تاريخها إلى أيام ديكنز. أما شارع “ستراند” فيحتوي على العديد من صالات الفنون الجميلة والمطاعم الجديدة، وأيضاً على مكتب لدفع رسوم الالتحاق بقوات البحرية الانجليزية، حيث عمل جون والد ديكنز كموظف في هذا المكتب لفترة ليست بالقصيرة.
وبالنسبة لقاعة “المعبد الأوسط” المطلة على نهر التيمز، والموجودة الآن كهيئة نقابية في انجلترا لتسجيل طلاب القانون في سجلات النقابة، وملحق بها نزل بكامل ملحقاته من حانات وأماكن للطعام، عاش فيها “بيب” بطل رواية ديكنز “الآمال الكبرى”، وجاء وصف هذه القاعة حرفياً على لسان بيب في الرواية.