النوبة هي احدى المواقع السياحية القليلة التي نجت من التحذيرات الأمنية الحالية في مصر، بل إنها تتميز بموقعها الساحر والتي تطل على طول ضفاف نهر النيل الأسطوري والتي توفر لزائريها مزيد من السكينة وكثيرة من الاسترخاء.
عندما يتوفر لك الجلوس على ضفاف نهر النيل من خلفك الصحراء وأمامك تحلي عينيك برؤية المناظر الخلابة، حيث تمتد تعرجات نهر النيل العظيم بين المدن القديمة في مدينتي الأقصر وأسوان.
في غرب سهيل، يتوفر للسائح شراء المنتجات اليدوية والتجول فى القرية بالجمال والنقش بالحناء النوبية على الجسم، بالاضافة لاطعام التماسيح النيلية التى يتم تربيتها فى البيوت وترويضها، ويوجد بها أيضا الطعام النوبي خاصة الخبز ‘‘العيش الشمسي’’، الذى يقدم مع الجبن والعسل الأسود للأجانب، بالإضافة إلى مشغولات الخوص المميزة ومشغولات الخرز والطواقي والملابس النوبية التقليدية مثل الجرجار، وهو عبارة عن جلابية خفيفة سوداء من قماش مفرغ به كسرات كثيرة، ويتم ارتدائها فوق جلابية ملونة.
وتزخر النوبة كذلك بمتحفها الذي ترجع فكرة إنشائه إلى الخمسينيات عندما بدأ برنامج إنقاذ آثار النوبة، حيث يعرض المتحف المراحل المختلفة لتاريخ بلاد النوبة، ليكون بمثابة نموذج مصغر لأوجه الحياة بها قبل أن تغمرها مياه النهر .
ومرة أخرى تتبنى منظمة اليونسكو حملة دولية للإسهام في بناء المتحف، وفي عام1986 تم وضع حجر الأساس للمشروع، واستغرق بناؤه نحو عشر سنوات وتم افتتاحه في نوفمبر سنة 1997.
كما لا يفوتك زيارة معرض “النوبة الغارقة” والذي افتتح في عام 2001 تحت رعاية المكتب العلمي للسفارة الإيطالية بالقاهرة وهو عبارة عن معرض توثيقي يعرض الصور الفوتوغرافية للمواقع النوبية قبل الإنقاذ، وتقدر بحوالي 180 صورة تبرعت بها البعثات التي عملت في منطقة النوبة منذ 1900 واستمرت لفترات متفرقة لمدة 60 سنة من خلال أعمالهم سلطوا فيها الضوء علي الفن والتراث الحضاري للنوبة.
من أحد أهم البرامج السياحية خلال رحلتك إلى النوبة هي زيارة جزيرة النباتات وهي جزيرة بيضاوية الشكل تبلغ مساحتها 18 فداناً وقد تكونت نتيجة رسوب طمى النيل فى وسط المياه لتصبح جزيرة خضراء مليئة بالنباتات الاستوائية وقد قسمت الحديقة لـ17 حوض يضم كلا منها عدد من النباتات شبه الاستوائية والاستوائية، ويتخلل الجزيرة ممرات مغطاه بالجرانيت الأسوانى الوردى اللون، كما يوجد بها متحف للأحياء المائية والنباتية.
وتتميز بوجود عدد من النباتات النادرة والمعمرة ذات الجمال الطبيعي مثل الجميز والفيكس والماهوني والأبنوس والتمر هندي والكافور، وأشجار الكابا والباباظ والجاك فروت والتي يزيد عمر بعضها عن مائة عام.
وهناك معالم سياحية بارزة وهامة توجد في النوبة ومنها معبد أبو سميل ومعبد فيلة والسد العالي وغيرهم من المعالم التي تعد علامات في الحضارة المصرية القديمة والعصر الحديث. ونظرا لأن بلاد النوبة تعتبر الأكثر استخداما للحنة بين محافظات مصر, فإن رسم الحناء للسائحين يعد مطلباً أساسياً لما يجدونه من جاذبية في رسومات جميلة تعبر عن الثقافة الاسوانية بألوان طبيعية لا تضر البشرة، حيث يذهب السائحون لطلب رسم التاتو الاسواني الذي غالبا ما يعبر عن رسومات فرعونية ومفتاح الحياة هو الاكثر طلبا.
وتتميز النوبة كذلك بالرقص الشعبي النوبي والذي عادة ما يكون عبارة عن رقص جماعي يشترك فيه الرجال والنساء من كل الأعمار، وارتبط عدد من هذه الرقصات بمواسم الزراعة والحصاد ، ومن أشهر الرقصات النوبية (الأراجيد)
وإذا كانت لديك رغبة في التمتع بسحر الطراز النوبي، فلا تفوت زيارة فندق “أناكاتو”، الذي يعتبر أفضل ممثل للطراز النوبي الأصيل، ففي ضيافته تجد صناعات يدوية إقليمية، كما تحتفظ مطاعمه بمذاق الأطباق النوبية، أما الغرف فهي أثاث بسيط وألوان زاهية، ولها إطلالة رائعة على ضفاف النيل وموسيقى لم تسمعها في مكان آخر.