بدأ فريق عمل مصري – إسباني بالتنسيق مع منطقة آثار الأقصر وسلطات المحافظة في تنفيذ أكبر مشروع لمراقبة وحماية المعابد والمناطق الأثرية والسياحية في الأقصر المصرية تحت أشراف وزير الآثار المصري محمد إبراهيم, وباستخدام عشرات من كاميرات المراقبة, وأحدث وسائل التكنولوجيا المستخدمة في إضاءة المناطق التاريخية في العالم حيث يجرى تنفيذ المشروع بتمويل إسباني يبلغ 30 مليون يورو.
وقال سلطان عيد مدير عام آثار الأقصر خلال اجتماع تنسيقي مع اللواءين مدحت النادي مساعد مدير الإدارة العامة لشرطة السياحة والآثار, وحسني حسين مفتش مباحث السياحة والآثار بجنوب الصعيد لاعتماد خريطة تنفيذ المشروع إن المشروع يتضمن تركيب 23 كاميرا للمراقبة بمعبد الأقصر الفرعوني بجانب تنفيذ مشروعات مماثلة لإنارة وحماية ومراقبة مقابر وادي الملوك ومعبدي الدير البحري وهابو والرامسيوم.
فيما قال إبراهيم سليمان المشرف على آثار مصر العليا: “إنه سيتم خلال تنفيذ المشروع استخدام نظم إنارة حديثة لا تؤثر على ألوان الرسوم والنقوش ولا تتأثر بها الأحجار الأثرية بجانب أنها توفر الطاقة الكهربية المستخدمة في الإنارة حاليًّا بنسبة 75 في المائة.
وقال اللواء حسني حسين مفتش مباحث السياحة بجنوب الصعيد إن المشروع سيسهم في تحقيق مزيد من الحماية للمناطق الأثرية والسياحية عبر غرفة تحكم ومتابعة مركزية, ومن خلال تنسيق متكامل مع كافة الأجهزة ذات الصلة بمراقبة وتأمين وحماية آثار الأقصر.
ومن جانبه قال محافظ الأقصر اللواء طارق سعد الدين إن المشروع يأتي في إطار حرص الحكومة على رفع مستوى الخدمات الأمنية واستخدام الوسائل التكنولوجية الحديثة في تأمين المناطق والمزارات السياحية باستخدام الوسائل التكنولوجية الحديثة ويقام بالتعاون مع وزارة السياحة، وزارة الداخلية ووزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات.
ويتضمن إنشاء غرفة عمليات رئيسية وغرفة عمليات تبادلية يتم فيها متابعة كافة كاميرات المراقبة التي ستتواجد في المناطق الأثرية من معابد ومتاحف, وكذلك مناطق الأسواق والبازارات والشوارع والميادين ليتم تصوير كافة ما يحدث على مدار الـ24 ساعة مع وجود إمكانية تخزين لهذه الأفلام لمدة طويلة لاسترجاعها مرة أخرى عند الحاجة إليها مع التركيز على منطقة البر الغربي نظرًا لطبيعة المزارات بها فمعظمها مناطق مفتوحة ومكشوفة.
كما سيسهم هذا المشروع في متابعة وتيسير حركة المرور أيضًا, وخاصة للأفواج السياحية القادمة للأقصر خلال الفترة المقبلة من الغردقة ومرسى علم.
وجدير بالذكر أن الأقصر هي عاصمة مصر في العصر الفرعوني, وتقع على ضفاف نهر النيل, والذي يقسمها إلى شطرين البر الشرقي والبر الغربي, وهي عاصمة محافظة الأقصر جنوب مصر, وتبلغ مساحة الأقصر حوالي 416 كم², ويبلغ عدد سكانها ما يقارب 487,896 نسمة.
ويقال أنّ الأقصر تضمّ ما يقارب ثلث آثار العالم كما أنها تضم العديد من المعالم الأثرية الفرعونية القديمة مقسمة على البرّين الشرقي والغربي للمدينة.
ويضم البر الشرقي معبد الأقصر, معبد الكرنك, وطريق الكباش الرابط بين المعبدين, ومتحف الأقصر أما البر الغربي فيضم وادي الملوك, معبد الدير البحري, وادي الملكات, دير المدينة, ومعبد الرامسيوم, وتمثالا ممنون.