Booking.com

الشرق الأوسط قضينا ساعة في سان جيوفاني.. رأينا الحسن في أحلى التمنِّي ، طعام سائغ ونسيم بحر.. يهب بموجه حلو التغنِّي ، وقوم حولنا فيهم جمال.. يفوق من اللطافة كل حسنِ ، وشبان تطوف على جلوس.. تذيقُهُمُ حلاوة كل فنِّ ، رعى الله الذي أعطى فأغنى.. عن الأكل الشهي بكل ركنِ ….. أبيات من الشعر نظَمها شاعر الشباب أحمد رامي عام 1977 بعد أن تناول غداءه في فندق «سان جيوفاني» المطل على بقعة ساحرة من البحر المتوسط بمنطقة ستانلي بوسط مدينة الإسكندرية، عروس البحر المتوسط، تعكس جمال ومكانة هذا الفندق، الذي يعد شاهدا على حقبة هامة من تاريخ مدينة الإسكندرية منذ أكثر من 71 عاما.

——————————————————————————–

إحدى غرف النوم بالفندقما بين العراقة و المعاصرة

لا شك أنك إذا أردت الإقامة بمدينة الإسكندرية في مكان يجمع بين الأصالة والمعاصرة، بين التاريخ العريق والخدمات المتطورة، بين الموقع الساحر وجودة الخدمة، فسيكون اختيارك الأول هو فندق «سان جيوفاني»، الذي يقع على رأس شاطئ ستانلي الذي يأخذ شكل خليج وأصبح يطل الآن على كوبري ستانلي، أول كوبري يقطع البحر المتوسط، والذي يبلغ طوله نحو 276 مترا وعرضه 30 مترا، والفندق بناه شخص يوناني كان يُدعى «بنايوتي» كان يقيم في الإسكندرية عام 1939، وهو مكون من 3 طوابق تضم 32 غرفة و10 أجنحة، أحدها ملكي، وتطل كلها على مياه البحر الزرقاء، واشتراه مالكه المصري الحالي عام 1971.

إطلالة غرفة النوموعند الشروع بناء الكوبري الذي افتتح عام 2001، قررت محافظة الإسكندرية هدم الفندق لضم مساحته إلى الكوبري، الذي يأخذ طابعا معماريا إسلاميا، إلا أن حملة كبرى قادها عدد كبير من المهتمين بالتاريخ السكندري، تَصدّت للقرار ونجحت في إلغائه لتقتصر الإزالة على أحد المطبخين الخاصين بالفندق، والذي كان يقطع طريق الكوبري، ليبقى الفندق شامخا في مكانه.

والفندق رغم صغر مساحته نسبيا مقارنة بالفنادق الأخرى في عروس البحر المتوسط، إذ يتكون من أربعة طوابق، فإنه يمتاز بتاريخ عريق تستنشق عبقه بمجرد أن تدلف إلى الفندق، إذ يستقبلك مشهد غير معتاد للبحر. ويساعد صغر المساحة زائر الفندق على أن يشعر بالحميمية أو الروح الأسرية داخل الفندق، إذ إن جميع الخدمات التي يقدمها الفندق من مطاعم وكافيتريات تقع في تلك المساحة الصغيرة.

—————————————————————————————

مشاهير في الفندق

إدارة الفندق المصرية التي اشترته عام 1971 من مالكه اليوناني حرصت دوما على تطوير الفندق، وهو ما انعكس بالإيجاب على قائمة مشاهير العالم الذين زاروا سان جيوفاني منذ ذلك الوقت، فهي قائمة لا آخر لها تضم العالم المصري الحائز على جائزة نوبل أحمد زويل و جراح القلب الشهير الدكتور مجدي يعقوب،ومن الساسة و الحكام الملك الحسين عاهل الأردن الراحل وزوجته الملكة نور، والرئيس المصري الراحل أنور السادات وأسرته، والأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى، و من الأدباء الأديب الراحل نجيب محفوظ والشاعر الراحل أحمد رامي الذي كتب قصيدة خاصة للفندق عام 1977 ،وأنيس منصور، و من الفنانين الممثل عمر الشريف و فاتن حمامة  وصلاح ذو الفقار.

وحافظت إدارة الفندق على طابعه التاريخي، وحرصت على طبع القصيدة التي كتبها شاعر الشباب أحمد رامي، مؤلف الكثير من أغاني سيدة الغناء العربي أم كلثوم، عقب زيارته للفندق عام 1977 على قوائم الطعام في الفندق، كما وضعت صورا لمشاهير العالم الذين زاروا الفندق على مدار تاريخه، على جدران مطعم الفندق، وإلى جوارها تجد صورا لبعض اللقطات من الأفلام السينمائية القديمة.

——————————————————————————————

مطعم الفندق

ويعد مطعم فندق «سان جيوفاني» من أشهر المطاعم في الإسكندرية التي تقدم المأكولات البحرية والأسماك، كما يشتهر الفندق بالمأكولات الإيطالية التي يقدمها، كما يقدم الفندق لنزلائه، وبخلاف جودة الطعام الذي يقدمه مطعم الفندق، المنظر الساحر للبحر المتوسط من خلال الواجهة الزجاجية للمطعم الذي يقع في الطابق الأرضي، ويطل مباشرة على المياه دون فواصل، ولا يختلف المنظر الساحر لمياه البحر من مطعم الفندق سواء في النهار أو الليل، إذ إن إضاءة أعمدة كوبري ستانلي تمنح المشاهد منظرا قلما يراه في مكان آخر.

——————————————————————————————-

موقع مثالي

ولعل موقع الفندق قد منحه ميزة مهمة أخرى، وهي أنه يقع في قلب الإسكندرية، أي أنه يتيح لنزلائه سهولة الوصول إلى معالم الإسكندرية، شرقا وغربا، فهو يقع على بعد دقائق قليلة من قلعة قايتباي ومكتبة الإسكندرية ومسجد «أبو العباس المرسي» والمنطقة التجارية الشهيرة في محطة الرمل والمنشية، وغيرها من المعالم السكندرية الشهيرة، كما تعد منطقة ستانلي التي يقع بها الفندق من أرقى مناطق الإسكندرية، وبها الكثير من المحلات التجارية والمقاهي والكافيتريات، كما يقع بالقرب منها المقر الصيفي للحكومة المصرية في حي بولكلي الذي شهد الكثير من الأحداث المهمة في التاريخ المصري الحديث.

ويسهّل موقع الفندق لنزلائه سبل التنقل، إذ يمر به جميع أنواع وسائل المواصلات، من سيارات الليموزين وسيارات الأجرة والحافلات العامة، كما يقع على بعد دقائق محدودة من «ترام» الإسكندرية الشهير بلونه الأزرق. وتزين الفندقَ من الخارج جداريةٌ تمثل عالم تحت البحار، وتشكل مع إضاءتها الليلة منظرا يجذب انتباه كل من يمر عليه، بل ويحرص الكثيرون من زوار الإسكندرية على التقاط الصور بجوار تلك الجدارية.

شارك برأيك