جزيرة جيكيل هي إحدى الجزر التاريخية، وتقع في المحيط الأطلنطي جنوب شرق الولايات المتحدة الأمريكية قبالة ولاية جورجيا، حاصرتها القوات المعادية لأمريكا في الحرب العالمية الثانية بغواصاتها فاضطرت الحكومة الأمريكية لإخلاء الجزيرة بالكامل، وفي عام 1947م انضمت الجزيرة إلى ولاية جورجيا، وحاول المسئولون في الولاية استعادة مجد جزيرة جيكيل القديم، وكان أول ما قاموا به هو بناء هذا الفندق الشهير والذي حمل اسمها “فندق جيكيل”.

منظر عام لفندق جيكيل وسط الغابات

يعود التاريخ الحقيقي لجزيرة جيكيل إلى القرن السادس عشر الميلادي حينما قصدها العديد من الصيادين الإسبان، وأطلقوا عليها حينذاك جزيرة الحوت، وتوالت عليها الزيارات الأوروبية خاصة البعثات الإنجليزية لأغراض اقتصادية، وظلت تعرف بجزيرة الحوت إلى عام 1734م حينما أطلق عليها مؤسس ولاية جورجيا وعضو البرلمان البريطاني الجنرال جيمس إدوارد الإسم الحالي تكريماً لصديقه جوزيف جيكيل، وفي القرن التاسع عشر لعبت الجزيرة دوراً هاماً في توريد العبيد الأفارقة إلى أمريكا، حيث كانوا يعملون في زراعة القطن الذي تشتهر به الجزيرة على الرغم من صدور قرار يمنع تجارة العبيد، وكان آخر شحنة عبيد تصل للجزيرة في 1858م وبعدها توقف هذا النشاط الغير قانوني.

أصبحت الجزيرة مع بداية القرن العشرين محط أنظار ونقطة التقاء أثرياء العالم، فأتوا على متن سفنهم في الشتاء للاستمتاع بالجزيرة وممارسة الصيد والتنس والبولينج وسط أشجار السنديان والطبيعة الساحرة التي تتمتع بها.

وبعد انضمام الجزيرة لولاية جورجيا جرى التفكير في بناء فندق لتوفير إقامة فاخرة للسياح الذين بدأوا يتوافدون عليها من أمريكا وخارجها، واستقر التفكير على ضم عدة مباني تاريخية بُنيت خلال فترات متباعدة، وبذلك تشكّل فندق جيكيل الذي يتألف من 157 غرفة وجناح، تتوزع جميعها على خمسة مباني، يعبِّر كل مبنى عن حقبة تاريخية معينة، وهي كالآتي:

  • المبنى الرئيسي Club house: انتهي بناؤه سنة 1888م بعد ثمانية عشر شهراً من العمل، صممه المهندس ألكسندر تشارلز بطريقة تعبر عن الفن السائد حينذاك، حيث الأبراج القصيرة ذات القطر الكبير، وتلعب الأخشاب دوراً بارزاً في المبنى، كما يتميز بارتفاع السقف عن الأرض بدرجة ملحوظة، مع كثرة المواقد والنوافذ.

المبنى الرئيسي وهو واحد من خمسة مباني مكونة لفندق جيكيل

  • المبنى الثاني Annex: تم بناؤه سنة 1901م بغرض توفير ثمانية منازل لأعضاء نادي جزيرة جيكيل الذين يقيمون بالجزيرة بصفة مستمرة، وكل عضو منهم كان يُعطى عدداً من البطاقات لدعوة أصدقائه لزيارة الجزيرة مجاناً والإقامة في المبنى لمدة لا تزيد عن أسبوعين.
  • المبنى الثالث Sans Souci: بُني سنة 1896م، ويتكون من ثلاثة طوابق، ولا يعرف الغرض من بنائه لكنه على ما يبدو كان مقراً لاجتماعات أعضاء النادي، ويتميز بكثرة اللوحات الفنية المرسومة على الزجاج وبسلالمه الحلزونية، ويحتوي على 24 غرفة بالإضافة إلى غرفتي اجتماعات.
  • المبنى الرابع Crane Cottage: بُني سنة 1917م خلال الحرب العالمية الأولى، ويتميز بتصميم إيطالي كلاسيكي، يتكون من 13 غرفة وجناح، وحديقة واسعة ومطاعم وساحة كبيرة لحفلات الزواج تتسع لأكثر من 350 شخصاً، كما يوجد أمامه نافورة وأماكن للجلوس.
  • المبنى الأخير Cherokee: يتميز بديكوراته الراقية، وتم بناءه عام 1904م وبه عشر غرف وصالة بلياردو.

المسبح العام والتي تطل عليه بعض الغرف

لم يتجاهل القائمون على الفندق توفير عدد من المطاعم الراقية والتي تتناسب مع مكانة زوار الجزيرة القدامى فقد كانوا من نخبة المجتمع، فهناك مطعم Grand Dining Room مكان التقاء الخبرات الذواقة، وهو مكان مبني على الطراز الفيكتوري الذي يتميز بالأعمدة الكثيرة واستخدام الخشب الأبيض في البناء، مع المواقد المحاطة بالرخام التي تعمل بالحطب، ويحتوي على نوافذ كبيرة يطل منها السياح على الزهور والأشجار مع منظر المحيط من بعيد مما يكوّن مشهداً بديعاً، ويقدم الأطباق البحرية والأطباق التي تتميز بها جنوب أمريكا، ومطعم آخر على شكل كوخ ريفي يدعى ألفريسكو Alfresco الموجود بالمبنى الرابع، ويقدم أذواقاً عديدة مثل أطباق البحر المتوسط بالإضافة إلى نكهات الجزء الغربي الأمريكي مثل ولاية كاليفورنيا، كما يقدم مطعم Solterra الوجبات الخفيفة والمعجنات والفواكهة النادرة، حيث يقصد السياح هذا المكان صباحاً أمام النافورة لتناول الإفطار.

لا تقتصر المتعة في جزيرة جيكيل على الإقامة بالفندق أو الإستمتاع بزيارته فقط؛ بل تحتوي على عشرات الأنشطة التي تجذب السائح لممارستها، غالبيتها بحرية والآخر يعتمد بالأساس على موقع الجزيرة وتاريخها، من هذه الأنشطة رحلات صيد الأسماك، حيث يتم تنظيم رحلات صيد على متن قوارب تتسع لستة أشخاص، ما على السائح سوى الذهاب مع نظارته الشمسية فقط وسيجد هناك جميع الأدوات اللازمة لذلك، وفي نهاية الرحلة يأخذ السائح ما اصطاده وغالباً ما يكون سمك السلمون المرقط وبعض الأسماك الملونة والحمراء التي يتميز بها شاطيء ولاية جورجيا.

كما توفر الجزيرة رحلات إلى جزيرة كمبرلاند لمشاهدة ما تحويه من محميات طبيعية ومواقع أثرية، وذلك يومياً من الساعة الثامنة صباحاً حتى الرابعة عصراً، بالإضافة إلى رحلات مع الدولفين والتي ينظمها مركز خاص بالقرب من الفندق، وزيارات إلى مركز السلاحف الواقع خلف الفندق، وهو مركز سياحي وتعليمي يضم العشرات من أنواع السلاحف المختلفة، كما تتوفر رحلات بواسطة الترام الذي يمر بجميع أرجاء جزيرة جيكيل وتشمل الرحلة دخول مبنيين تاريخيين يتخللها توضيحات من المرشد السياحي حول جميع ما تمر به من أماكن قديمة، وهو نشاط يومي لا يتوقف سوى في الكريسماس، ومن الأنشطة المميزة أيضاً مراقبة الطيور عن قرب حيث تعتبر الجزيرة مستعمرة للطيور النادرة التي تأتيها كل عام أثناء هجرتها.

الترام أثناء الجولة التاريخية داخل الجزيرة

تقع الجزيرة قبالة ساحل ولاية جورجيا، بين ساحل سافانا التابع لولاية جورجيا وساحل جاكسونفيل التابع لولاية فلوريدا، ولا يربطها باليابسة سوى جسر طوله عشرة كيلومترات، لذا يتم الذهاب إليها براً بكل سهولة عن طريق التوجه إلى Downing Musgrove ومن ثم التوجه إلى بوابة الدخول الواقعة في بداية الجسر، كما يمكن الذهاب بالجو عن طريق خطوط Atlantic Southeast Airlines التي تصل يومياً إلى مطار Brunswick’s Golden Isles Airport الذي يبعد نصف ساعة عن الجزيرة.

صور من فندق جيكيل في جزيرة جيكيل الأمريكية: (لحجم أكبر اضغط على الصورة)

شارك برأيكإلغاء الرد