يجب أن نلتمس العذر لزوار حي جنوب كينزينجتون الراقي بلندن – الذي يجمع بين فخامة عصر الوصاية على العرش والمتاحف العريقة – إذا ما شعروا بالتعالي. وقد أصبح لديهم الآن أيضا فندق ملائم لاستضافة تلك التطلعات المتعالية، هو فندق كينزينجتون – المكون من 150 غرفة – على أربع فيلات (تاون هاوس) ذات طراز فيكتوري خضعت لعمليات تجديد تكلفت نحو 320 مليون دولار لخلق أجواء وجماليات لنوادي لندن الخاصة.ليبدو الفندق مكاناً مثالياُ يمكنك فيه رؤية دبلوماسي يجلس في الاستراحة بين اجتماعين مهمين.
الموقع
يقع الفندق في قلب لندن الراقية، كما يقع على مقربة من أكبر تجمع للمتاحف بالمدينة – متحف التاريخ الطبيعي، ومتحف العلوم، بالإضافة إلى متحف فيكتوريا وألبرت – حيث يمكنك الذهاب إليها سيرا وأنت تحمل مظلتك. وفي نهاية الطريق، يقع متنزه “هايد بارك” حيث يمكنك أن تصل إلى قصر باكنغهام دون أن يتفصد العرق عن جبينك.
كنت أجلس في غرفة مزدوجة كبيرة وفاخرة، نظراً لمنحة مجانية لم أطلبها من الفندق؛ حتى إنني كنت أقفز من ناحية إلى أخرى دون أن أصطدم بالجدران. وكان يحيط بسريري الملكي ضخم الحجم تحفتان فنيتان؛ حيث تحمل اللوحة الخشبية لمقدمة السرير مرآة باهتة محاطة بالأعمدة، ومصابيح بيلا فيغورا، التي تحاكي المصابيح التقليدية المصنوعة من النحاس والزجاج المفتول. ولكن كل شيء بخلاف ذلك كان عاديا للغاية، خاصة السجادة الرمادية الباهتة. وكان لدي ذلك الإحساس الخفي بأن هناك شخصا ما في مكان آخر بالفندق يتمتع بإطلالة أفضل من ذلك، ربما لأنه دفع قدراً أكبر من المال.
الحمام
يُعتبر الحمام صغيرنسبياً، حتى إنني اصطدمت بالجدران عندما مددت قدمي، ولكنني لا أستطيع أن أنكر أن إحدى ذراعي اصطدمت بالرخام المصقول، فيما ارتطمت الأخرى بمرآة ضخمة مرصوص على رفها عدد وفير من الشامبوهات والصابون القادم من “تيمبل سبا”.
سبل الراحة
كانت غرفتي مزودة بماكينة لتحضير القهوة من “نسبرسو” فوق الثلاجة، ولكنها كانت تصدر صريراً مروعاً كلما حاولت استخدامها. وكانت الغرفة تحتوي أيضاً على ثلاجة صغيرة مزعجة كلفتني على الفور ثمن ثلاث زجاجات مياه معدنية عندما كنت ألهو بها. بالإضافة إلى الغلاية وشاشة التلفزيون المسطحة – يبلغ حجمها 37 بوصة – الرائعتين. ومن جهة أخرى، يتم طلب كافة الخدمات من خلال مكتب خشبي عتيق في الردهة، إضافة إلى الصالة الرياضية التي لم ألق إليها بالا، والتي تقع في قلب الفندق.
الردهة
إذا ما شعرت بأن الغرف الرخيصة تم الاقتصاد في تأسيسها بعض الشيء، فإن المناطق العامة التي تم تأسيسها بترف سوف تعزز ذلك الإحساس؛ حيث تتناثر قطع الأثاث العتيقة “بالغرفة الصباحية”، كما تم تزيين قاعة الرقص بالسجاجيد الفارسية، والأواني الخزفية، وأوانٍ من شمال أفريقيا.
يقدم الفندق خدمات على مدار اليوم من “أوبري بار” و مطعم “أوبري” الذي يقع في الطابق السفلي، و يقدم الطعام الإنجليزي التقليدي. وبعيداً عن الدخان المتصاعد من مواقد الطهي، فإن حلقات البصل المقلية تعد من أفضل أطباق ذلك المطعم بلا شك.
الخلاصة
أما عن أسعار الفندق فهي مرتفعة بعض الشئ،و يبلغ المعدل المتوسط للغرفة الفاخرة حوالي 350 جنيه إسترليني، ولكن إذا حجزت قبل ذهابك بشهر فإن لسعر ينخفض إلى نحو174جنيه إسترليني .
عنوان الفندق
109-113 Queen’s Gate, South Kensington, London SW7 5LR