هو أحد الأماكن التي تدور في خيال وحلم العديد من السياح، وكثير من الروايات والقصائد كتبت تصفها دون علمهم أن ما يصفونه موجود بالفعل في عالم الواقع، فمكان مثل كاستلو دي فيكاريلو Castello di Vicarello موجود منذ أكثر من 900 سنة، حينما كانت بدايته عبارة عن قلعة مرتفعة سنة 1112م تقع على أحد التلال المطلة على ريف ماريما جنوب إيطاليا، في مكان يقدم كل ما تريده حواسك الخمس في منطقة توسكانا الإيطالية التي تبعد عن روما ساعتين بالسيارة، وساعة ونصف عن مطار بيزا Pisa.
منذ خمسين سنة كانت هذه المنطقة ما هي إلا مجرد آثار مكان سابق مهجورة بالكامل، إلى أن اعتنت به أسرة في ذلك الوقت تدعى بيرتي Berti وحولته إلى مكان سياحي فاخر وافتتح للسياح سنة 2003، ولم تمر سنة واحدة حتى نال لقب أحد أفضل 25 فندق جديد في إيطاليا لعام 2004.
كانت بداية منتجع “كاستلو دي فيكاريلو” قلعة تاريخية مرتفعة على أحد التلال القديمة بين أشجار الزيتون والعنب، تطل على البحر من بعيد بحيث يمكن رؤيته من الطوابق العليا، ثم تحولت من قلعة ضاربة في عمق التاريخ منذ القرن الثاني عشر الميلادي لا تسترعي الانتباه إلى منتجع ريفي رائع يكتب عنه العديد من المواقع المهتمة بالسياحة، يقدم كل وسائل الراحة والخدمات الفاخرة التي تتوقعها من فندق فخم، مقام وسط مجموعة كثيفة من الورود والخزامى والياسمين، وعدد لا يحصى من الزهور والأشجار التي تبلغ عمرها قرون كأشجار الليمون والزيتون والكمثرى، فهو بذلك الإختيار الأنسب لمحبي الجمال والطبيعة والتاريخ، وقد انعكس ذلك على الحياة داخل المنتجع، فنجد أن كل ما يمكن صنعه من الطبيعة موجود داخل المنتجع، مثل الصابون الذي يصنع هناك من زيت الزيتون.
كل من يرى منتجع “كاستلو دي فيكاريلو” من بعيد يظن أنه فيلا كبيرة في مكان ريفي، حيث أن أجنحته عبارة عن أكواخ من طابقين، لها شرفات تتمتع بمنظر بانورامي مطل على الريف مباشرة، أما من الداخل فتم تزيين المنتجع بمجموعة مختارة ونارة من التحف القيمة والأعمال الفنية الجميلة التي جمعتها أسرة بيرتي خلال إقامتهم في أكثر من دولة قبل استقرارهم في إيطاليا.
يوفر المنتجع إمكانية تناول العشاء في الحديقة النباتية في شهور الصيف، في جو هاديء تحت سماء مرصعة بالنجوم، أما في موسم الشتاء فيستضيف مطعمه العديد من السياح أمام أطباق إيطالية محلية.
توسكانا كما ينطقها الإيطاليون هي منطقة إيطالية عاصمتها فلورنسا، ويسكنها أربعة ملايين نسمة، وقد اشتهرت بمناظرها الطبيعية الخلابة وتراثها الثقافي الوفير، فلديها ما يقرب من 120 محمية طبيعية، ويعتبرها الكثيرون بأنها موطن النهضة الإيطالية الحديثة، حيث بزغ منها الكثير من الأدباء والمشاهير، ويزورها سنوياً 10 ملايين سائحاً.