قررت أنا وأثنين من أصدقائي المهندسين كسر الروتين اليومي للعمل المكتبي والذهاب في مغامرة لاكتشاف جمال نهر النيل في صعيد مصر.
كان لدى ثلاثتنا حلم ركوب قوارب الكاياك في مصر على طول الطريق من أسوان إلى الأقصر والذي يمتد لحوالي 200 كم في محاولة لتعزيز هذا النوع الجديد من السياحة ورفع الوعي تجاه هذه الرياضة الممتعة في مصر.
يبلغ حجم القوارب الصغيرة 50 سم في العرض و270 سم في الطول، وهي مستقرة بما يكفي لتغطية هذه المسافة الطويلة في الماء.
لقد قمنا بالاستعداد جيدا للرحلة وشملت الاستعدادات العديد من الخطط والدراسة وقبل كل شيء مستوى اللياقة البدنية لكل منا.
في إطار التحضير للرحلة قمنا بتدريب في نهر النيل بالقاهرة حيث قطعنا مسافة 40 كم من منطقة المعادي إلى القناطر خلال عطلة نهاية الأسبوع.
وقد كنا محظوظين بأنه مر أسبوع واحد فقط قبل أن ننطلق في رحلتنا حيث استقبلنا رسالة إلكترونية من الشركة مشغلة الفلوكة نايل بريز Nile Breeze لرعاية رحلتنا في قلب نهر النيل.
بدأت رحلتنا ووصلنا إلى النوبة وأمضينا بعض الوقت في مهرجان روح وهو حدث روحاني حيث يتم إنشاد الأغاني الصوفية وتعزف الألحان النوبية ثم انطلقنا من فندقنا في النوبة بالقوارب الكاياك مرورا بالبيوت النوبية الملونة.
ولكن لسوء الحظ بعد ساعات قليلة ارتفع التيار وأعلنوا منع الملاحة في نهر النيل بسبب سوء الأحوال الجوية.
اليوم التالي أصبح الجو أفضل قليلا وتم السماح للقوارب بالملاحة واتجهنا شمالا بالقوارب إلى كوم أمبو والتي تبعد عن النوبة 42 كم وقطعنا هذه المسافة في 8 ساعات.
عندما وصلنا كوم أمبو عند الغروب ذهبنا مباشرة للاحتفال بنجاح اليوم مع حورس في معبد كوم أمبو ثم قضينا الليلة في القوارب حيث أقمنا خيام عليها.
خلال اليوم الثاني كان شروق الشمس رائعاً مع الإطلالات الجميلة والمناظر الطبيعية الخضراء والكثير من أشجار النخيل على الجانبين.
طوال الرحلة ونحن نتعامل مع السكان المحليون والذين كانوا ودودون للغاية وكنا نتقابل مع الصيادون من حين إلى أخر وكان أطفال النوبة مهتمون حقا بفكرة القوارب الكاياك وكانوا سعداء في مساعدتنا لإخراجها من المياه.
قبل وقت الغروب وصلنا مدينة الرمادي قبل إدفو بـ15 كم حيث كنا قد قطعنا مسافة 47 كلم من الصباح حتى الغروب، نزلنا على جزيرة صغيرة مهجورة لم يكن لديها اسم لذلك أطلقنا عليها أسم جزيرة كاياك وحفظنا الاسم على خرائط جوجل والفيسبوك.
اليوم الثالث استيقظنا وتناولنا الإفطار المعتادة على القوارب مع الإطلالة الرائعة على نهر النيل وانطلقنا في طريقنا، وقبل وقت الغروب كنا قد قطعنا مسافة 44.5 كم وتوقفنا قبل بلدة إسنا بقليل.
في اليوم الرابع كان الجميع متحمسا بشأن ما سنفعله، وذلك بفضل وسائل الإعلام الاجتماعية، وقد تلقينا العديد من الرسائل المشجعة ورسالة من هيئة الإذاعة البريطانية تطلب منا إجراء مقابلات أثناء التجديف.
كان كل ذلك دافعا لنا لاستكمال طريقنا بعد أن بدأ يظهر علينا التعب والإرهاق وانطلقنا حتى وصلنا بلدة أرمنت قبل الأقصر بـ18 كم وشاهدنا الغروب الأخير في أرض الجنة.
اليوم الخامس وصلنا إلى مدينة الأقصر وجهتنا الأخيرة وبذلك أنهينا مغامرتنا التي استمرت لخمسة أيام.
44 ساعة من التجديف انتهت باستقبال خاص حيث نظمت بلدية مدينة الأقصر وقافلة نادي التجديف حفلاً رائعاً لنا مع فرقة موسيقى شرقية ومؤتمرا صحفيا في فندق الشيراتون.
بدأنا نشاطنا حاليا في نادي كاياك النيل وهو من أوائل نوادي قوارب الكاياك في مصر، في الموقع الأكثر أناقة على شاطئ النيل نادي محمد علي الملكي في القاهرة، وتهدف خطتنا إلى زيادة الوعي بهذه الرياضة في القاهرة ودفع المزيد من السياحة إلى صعيد مصر من خلال تنظيم رحلات تجديف من أسوان إلى الأقصر.
وضم فريقنا:
نوران عشري قائدة التدريب والتعليم في شركة بروكتر وجامبل وقامت بدراسات عليا في هندسة الإلكترونيات بالجامعة الأمريكية في القاهرة، قامت نوران بتسلق جبل كليمنجارو أعلى قمة في أفريقيا وجبل أكونكاجوا أعلى قمة في الأمريكتين كما قطعت جبال الألب من إيطاليا إلى ألمانيا على دراجة هوائية كما أنها تحترف الغوص.
شريف خضر مدير الجودة الإقليمي في شركة اكسون موبيل، تسلق شريف جبل كليمنجارو في أفريقيا، وزار أكثر من 20 دولة ولديه شهادة بحار من النادي الملكي لليخوت.
أحمد ناير ويعمل مهندس إقليمي لشبكة الاستشارات في شركة سيسكو سيستمز، عبر أحمد حدود أكثر من 16 دولة على دراجة هوائية وهو أول دراج مصري يقطع المسافة من القاهرة إلى الخرطوم.
وأخيرا الكلب سعيد وهو سباح عظيم وأصبح مؤخرا راكب كاياك ولديه حب استكشاف ومغامرة.
مشاركة: فريق قوارب الكاياك في مصر ، ترجمة بتصرف: عزة رزق
كانت هذه تغطية من شباب مصريين عشقوا السفر وتجاربه، وشاركونا رحلتهم الممتعة، ما رايكم فيها؟
يمكنكم أيضا أن تشاركونا رحلاتكم وتجاربكم السياحية وسوف نكون سعداء بنشرها على صفحة موسوعة المسافر.