أورلاندو.. مدينة التشويق والسّياحة العائليّة

منذ أن صارت “اورلاندو” مقصدا رئيسيًا للسياحة الترفيهيّة في الولايات المتحدة الأمريكية بخياراتها غير المحدودة، ومعظم أولئك الذين يُسافرون إلى أمريكا بغرض السياحة والاستجمام يضعونها على رأس قائمة الأماكن التي يزورونها لقضاء أوقاتٍ لا تمحى من الذاكرة، لاسيّما وأنّها تعرف بكونها مدينة سياحة العائلات بلا مُنافس، وأكثر المُدن إثارة ومتعة على وجه الأرض.

تقع مدينة “أورلاندو” في مقاطعة “أورينج”، وسط ولاية “فلوريدا” الأمريكيّة، وتمتاز ببيئة هادئة نظيفة، وطقس معتدل إلى بارد في الشتاء، وأمطار غزيرة طوال السنة، خصوصا في فصل الصيف ذي الأجواء الحارة نسبيًا. وتشتهر بوجود كثير من الشواطئ والمراكز العالميّة، وتضم ثاني أكبر عدد من البحيرات في أمريكا، كما تحتضن أراضيها أكبر منتجع ترفيهي شهير في العالم، وهي ملاهي “والت ديزني” التي افتتحت عام 1971م، الأمر الذي ساهم في النمو السياحي والاقتصادي السريع لهذه المدينة، والجولة في عالم ديزني كافية لإغراء السائح بتجربة أكثر من مكان، فهناك “المملكة السحريّة”، و “مملكة الحيوانات”، و “داون تاون ديزني”، وغيرها من المقاصد الترفيهيّة التي لا تُنسى.

وهذا ليس كُلّ شيء في “أورلاندو” السخيّة بالترفيه، إذ هناك “مدينة ملاهي هاري بوتر” التي استوحيت فكرتها من سلسلة الروايات الخيالية الشهيرة للروائية البريطانية “جي.كي.رولنج”، ومبنى شركات “يونيفيرسال ستوديوز” الشهير لإنتاج وصناعة أفلام الأطفال الأمريكيّة، ومجمّع “إبكوت” حيث عالم الابتكار والتكنولوجيا الحديثة المُبهرة، والمطاعم الفاخرة لبلدان أخرى كالصين واليابان والمكسيك والمغرب، و لا يجوز إغفال زيارة منتزه “سي وورلد فلوريدا” المخصص للحياة البحريّة في أنواع مختلفة ومتباعدة من العالم، والذي يُعد واحدًا من أكثر المنتزهات شعبية في الولايات المتحدة من حيث عدد الزوار، إذ يزوره قرابة 6 ملايين سائح كلّ عام.

أمّا عشاق التماسيح فيجدر بهم عدم تفويت حديقة “بوابة أورلاندو”  التي توفر فرصة مشاهدة آلاف التماسيح النادرة والزواحف العملاقة التي يصل طول يعضها إلى 12 قدمًا. بينما تحتضن “حدائق بوسكة” التي يزورها أربعة آلاف زائر سنويًا حيوانات حيّة جلبت من المستعمرات الأفريقيّة، كالغوريلا، والشمبانزي، والزراف، والنعام، والحمر الوحشيّة، عدا عن مجموعات قيّمة من الخفافيش! وفي منتجع “ديسكفري كوف” يمكن للزائر السباحة على ظهر أحد الدلافين الودودة، واللعب مع الطيور الاستوائيّة، وممارسة هواية الغوص لمُشاهدة الكائنات البحريّة الجميلة.. ولا بأس ببعض الرّعب البريء بمشاهدة نماذج من الثعابين القاتلة أو أسماك القرش المفترسة من وراء لوحٍ زجاجي يحمي الزائر من شرورها. ولمزيد من الفائدة لأجل الأطفال المرافقين للزيارات العائليّة يمكن اصطحابهم إلى “مركز أورلاندو للعلوم“، حيث تُعرض فيه أفلام علميّة شيّقة على شاشة عملاقة، ويتعلّم فيه الأطفال أساليب البحث العلمي بطريقة مسلية تناسب ميولهم وأعمارهم الصغيرة.

يمكن الوصول إلى أورلاندو من عدة أماكن في الولايات المتحدة برًا أو بالطائرة. وهناك مكان صغير لتأجير الطائرات المروحيّة في أورلاندو، وهي تسع ثلاثة أشخاص إضافة إلى الطيّار، وتستغرق الجولة بها فوق مدينة العجائب والتشويق أقل من عشرين دقيقة برفقة طيّار مُدرّب على شرح أجمل معالم المدينة بإيجاز أنيق وخبرة راقية. ومن هناك يستطيع السائح مشاهدة حدائق ديزني كاملة، والبحيرات الاصطناعية والطبيعية في قلب المدينة.

باختصار.. لا داعي للاكتفاء بالخيال وحده مادامت “أولاندو” قادرة على تجسيد كلّ ما يتخيّله السائح من بهجة على أرض الواقع.