Booking.com

مرحبا بكم في أرض التكوينات الجغرافية الفريدة، حيث المنحدرات الشاهقة، والجداول والشلالات التي تخترق السهول الخضراء، وأهلا بكم في أسطورة من أساطير الجمال الذي لا نسمع عنها سوي في الروايات.. إنها جزر فارو الدنماركية.

عندما تنظر اليها من أعلى، تراها تشبه الجوهرة بين أحضان البحر الأزرق، وقد تعتقد للوهلة الأولى وأنت حالم بنظرك بين الطبيعة الخلابة أن هذه الأراضي السريالية لا يسكنها أحد سوى الطيور والأغنام فقط، ولكن بمجرد أن تطأ قدماك أراضيها، سوف تشاهد أيضا منازلها ذات الطراز الموحد، حيث تغطى الأسقف بجذوع الأشجار والأعشاب للحماية من الأمطار، لتعرف أن البشر يقطنوها.

فونينجور، وهي مدينة تقع على الساحل الشمالي الغربي لجزيرة فارو

تقع جزر فارو ما بين النرويج وأيسلندا، هي بلد ذات حكم ذاتي تتبع مملكة الدنمارك، اعتمد سكانها في معيشتهم على البحر، ولا عجب في ذلك فهم يحيون على مكون من 18 جزيرة، تربط بينها شبكة طرق تسهل أمر الانتقالات من جزيرة لأخرى.

وتتسم تلك الجزر بالطقس المتقلب وهو ما يزيد من جمالها في بعض الأحيان، فما بين الجمال الذي لا تراه إلا في الخيال لن تكون قادرًا على التنبؤ بالأجواء، ففي خمس دقائق فقط يمكن أن يتغير الحال من ضباب غريب يلف الجبال العميقة إلى هطول الأمطار الغزيرة ثم يتحول الأمر فجأة إلى الألوان الزاهية، ولهذا بالتأكيد سحر واضح لجذب أي مسافر مقدام.

جزر فارو جميلة بمناظرها  الطبيعية الخلابة بشكل لا يصدق، والتي في الواقع تبدو وكأنها منحوتة في لوحة مشكلة بألوان الطبيعة، ولهذا تتمكن تلك الجزر من نقل زائريها من الأرض إلى عالم ساحر، وذلك بين منازل مغطاه بالعشب والتلال الخضراء، ومراعي من الأغنام، ومشاهد فريدة من الطبيعة خاصة في جزيرة “ستريموي”، كبرى جزر الأرخبيل.

وما بين عجائب الطبيعة هناك، يمكنك أيضا المشاركة في العديد من الأنشطة كالرحلات بالخيول، وتسلق الجبال ورحلات القوارب والتي تعد من الأنشطة الأكثر شعبية بين السائحين، نظرا لكونها تسمح لهم الاستمتاع بالمناظر الطبيعية الخضراء الزاهية.

ولآن البنية التحتية في جزر فارو جيدة جدا، فإن السفر من قرية ومن جزيرة إلى أخرى إما عن طريق البر أو عن طريق البحر أمر ممتع، وحتى وإن فضلت استئجار دراجة نارية، يمكنك السفر في غضون ساعات وسط أجمل الأجواء في الهواء الطلق.

وتعد فارو أيضا جزيرة رائعة لمن هم أكثر ميلا إلى المغامرة؛ بداية من السباحة، والتجديف حول الجزر، إلى الغوص في المياه الواضحة واستكشاف العالم تحت الماء مع دليل محلي، وكذا ركوب الأمواج في الشتاء، ووركوب الخيل فوق الجبال، على مقربة من الطيور والأغنام والحيوانات البرية، في انسجام مع الطبيعة في فصل الصيف.

كما توفر جزر فارو بيئة مثالية غنية لمحبي الطيور، وذلك بفضل تيارات القطب الشمالي الباردة التي تندمج مع تيار الخليج الدافئ قبالة سواحلها. ولذا فهي موطنا لنحو 300 نوعا من الطيور، منها 40 نوعا نادرا، فإذا كنت من محبي الطيور ومتعطشا لرؤيتها، يمكنك ترتيب رحلات القوارب لمشاهدة مستعمرات الطيور البحرية المختلفة على طول المنحدرات الشاهقة.

ويمكنك في جزيرة فارو الاستمتاع بالفعاليات الثقافية في المقاهي المريحة المنتشرة بميناء العاصمة تورشافن، علاوة على السير بين الشوارع المرصوفة بالحصى والأجواء التاريخية التي تعود للعصور القديمة.

جزر فارو

وإلى جانب ما تقدمه تلك الجزر لزائريها من طبيعة وسحر لا يقارن، فإنها أيضا وجهة مثالية للذواقة من محبي الطعام، إذ سيمكن لهم تذوق الطعام التقليدي المستوحى من الطبيعة والتقاليد، حيث يقال أن هذه الجزر هي موطن لبعض من أفضل المأكولات البحرية في العالم ناهيك عن لحم الضأن الذي يعد في مجموعات فريدة من نوعها في سيمفونية رائعة من الأذواق والروائح والألوان.

رحلة إلى جزر فارو هي تجربة لا تنسى  لا يمكن أن تجدها في أي مكان آخر في العالم، وبفضل العزلة النسبية للجزر، والهدوء الذي تتسم به فإن الاستجمام عامل أساسي مصاحب لزائريها، ولهذا فإن صيد الأسماك من الأنشطة المحببة للكثير من المسافرين إلى هناك، خاصة عندما تعلم أن مياه جزر فارو وفيرة بالأسماك لاسيما سمك السلمون.

شارك برأيك