في عناقٍ هندسي غير مسبوق بين خبرة قرنٍ من الزّمن في مجال التّخطيط العُمراني وفنّ العمارة العربيّة الأصيلة، مع أحدث المُبتكرات التّقنيّة المرصودة لتحقيق حياة عالية الجودة ومُريحة للسّكّان، يتألّق تصميم مدينة “مصدر” الإماراتيّة واعدًا بتحقيق هدف حكومة إمارة أبو ظبي من إنشائها بداخلها لأن تكون أوّل مدينة عربيّة تُنتج الطّاقة النّظيفة، وتؤمّن حياةً تخلو من التلوّث البيئي، وتُحقق بهذا مُعجزة صحيّة تولد للمرّة الأولى على وجه خارطة العالم العربي من خليجه إلى مُحيطه.

تجمع مصدر بين التخطيط العُمراني المُمتاز والمبتكرات التقنية المرصودة لتحقيق حياة عالية الجودة

بداية حكاية مصدر

مصدر.. أوّل مدينة خالية من النّفايات والسّيارات

تجمع مصدر بين جمال التصميم والأفكار المبتكرة

عام 2006م شرعت إمارة أبو ظبي بالبحث عن حلولٍ مُلائمة لعددٍ من المشاكل والقضايا المحليّة والعالميّة التي يُتوّقع تضاعُف آثارها السلبيّة على البشريّة خلال السنوات المُقبِلة، ومن هُنا تأسست مُبادرة “مصدر” في شهر إبريل من العام ذاته بإشراف شركة أبو ظبي لطاقة المُستقبل (مصدر) التابعة لشركة (مُبادلة). وكان – ومازال- من أهم أهداف تأسيس تلك المدينة تطوير تقنيات الطاقة المتجددة، واستكشاف وتطوير مصادر طاقة المستقبل كالطاقة الشمسيّة والطاقة الهيدروجينية من أجل الاستخدام التّجاري، إضافةً إلى تحقيق التوازُن الفاعل لموقعها في سوق الطاقة العالميّة، ومن ثمّ تسويق وتطبيق هذه التّقنيات في مجالات الطاقة الدّائمة، والحفاظ على المياه الطبيعية، وإدارة الكربون. وأخيرًا الارتقاء بإمارة أبو ظبي من مرحلة استهلاك التكنولوجيا إلى إنتاجها، الأمر الذي يُعزز سجلّها في مجال الحفاظ على البيئة، والمُساهمة في تطوّر المُجتمع العالمي. وفي شهر مارس من  عام 2008م تمّ وضع أوّل حجر أساس لتشييد أوّل مدينة خالية من الانبعاثات الكربونيّة والسيّارات والنّفايات على مُستوى العالم بأسرِه، على أمل اكتمال المشروع تمامًا بحلول عام 2016م

جولة في أرجاء المدينة

أحد نماذج المواصلات صديقة البيئة في مدينة مصدر

تقع المدينة قرب مطار أبو ظبي الدّولي، وتمتد على مساحة 6.5 كيلو متر مربّع، خصص 30% منها للمنطقة السّكنيّة، و 24% للأعمال والأبحاث، و 19% للخدمات والمواصلات، و 13% للمشاريع التّجاريّة، و 8% للنشاطات الترفيهيّة والثقافيّة، و 6% لـ “معهد مصدر للعلوم والتّكنولوجيا”، وقد أخذت بعين الاعتبار ضرورة أن تكون المدينة مُجهّزة بجميع مزايا وخدمات الحياة الحديثة، ضمن بيئة خالية من انبعاثات الغازات السّامة، وأن تستخدم أدنى حدٍ ممكنٍ من الطاقة في الوقت الذي تصدر فيه أدنى حد من الملوّثات، رغم استيعابها لحوالى 1500 شركة، و 40 ألف مقيم، و 50 ألف زائر تقريبًا.

تعكس المباني التي يجري العمل على إنشائها صورًا واضحة من صور الابتكار، كما أنّ المدينة التي ستتوفر فيها المياه من خلال محطة تحلية تعمل بالطاقة الشمسيّة، ستحرص على اتباع استراتيجيّات إعادة استخدام وتدوير المخلّفات بدلاً من تحويلها إلى قمامة تقليديّة ضارّة، وأن تكون أوّل مدينة عربية خالية من السيّارات والشاحنات التي تعمل بالوقود المُستخرج من النفط أو الغاز أو الفحم الحجري، لأنّ تصميمها الفريد من نوعه يُتيح للأفراد العيش والعمل من دون الحاجة إلى سيّارة شخصيّة للأفراد، وذلك بتطبيق أوّل نظام مواصلات شامل حيادي الكربون وخالٍ من الانبعاثات الضّارة بصحة الكائن البشري. ويتكوّن هذا النظام السّريع من 2500 مركبة تقوم بـ 150 ألف رحلة يوميًا. وثمّة مواقف خاصّة على أطراف المدينة لزوّارها القادمين من الخارج لأجل السياحة أو قضاء بعض المشاغل.

شارك برأيكإلغاء الرد