في ولاية فلوريدا الأمريكية وبالتحديد في مدينة “سان أوغسطين”، يوجد نبع يُشاع حوله أنه قادر على إعادة الشباب المفقود لكبار السن مرة أخرى! ويُسمي “ينبوع الشباب الدائم” أو Fountain of Youth وتحيط به وبالمنطقة كلها الكثير من الأساطير، كما تحمل المنطقة أهمية تاريخية كبيرة. وفي السطور القادمة سنحاول اكتشاف بعض من حقيقة المكان وأسطورته.
يُعتقد على نطاقٍ واسع أن “خوان بونس دي ليون” وهو رحالة أسباني، كان أول أوروبي توجه للمنطقة في العام 1513، وأشارت السجلات أن الدافع وراء رحلته كان أمله في العثور على نبع الشباب، وبالفعل عندما حط “دي ليون” قدمه في فلوريدا وجد هناك جماعات من سكان أمريكا الأصليين ـالهنود الحمرـ ووجد أيضاً ذلك النبع الأسطوري الذي كان يبحث عنه.
وكتب مؤرخ أسباني يُدعى “جونزالو فرنانديز دي أوفيدو” أن “بونس دي ليون” كان يسعى إلى النبع إيمانا منه بأن مياهه ستعالج عجزه الجنسي، وتداول المؤرخون الأسبان لاحقاً هذه القصة، وتناقلتها أجيال مختلفة منهم بنفس التفاصيل التي ذكرها “دي اوفيدو”.
وفيما بعد تغيرت بعض التفاصيل؛ فحتى 1990 كان يُعتقد أن المستكشف “بونس دي ليون” عندما وصل الي فلوريدا وجد النبع مباشرةً، ولكن بعد ذلك حدثت بعض الاكتشافات أثبتت أنه وصل أولاً إلى شاطئ مدينة ملبورن، على بعد حوالي 241 كيلومتر جنوب النبع، وبحث حتي تمكن من الوصول إليها.
وعُرفت الينابيع باسم “ينابيع دي ليون”، ومنذ عام 1880 ذاعت شهرتها كمكان لاستعادة الشباب، والآن تُسمي the Fountain of Youth Archaeological Park أو حديقة ينبوع الشباب الأثرية، وتقع علي بعد حوالي 30 دقيقة إلى الغرب من مدينه “دايتونا”.
ويتألف ينبوع الشباب من شبكة واسعة من ينابيع المياه العذبة، التي تبلغ درجة حرارتها نحو 72 درجة بمقياس فهرنهايت أي ما يعادل 22 درجة مئوية، وهي درجة حرارة كافية لتنشيط الدورة الدموية للجسم، ومنح شعور بالاسترخاء والاستجمام. ويقصد الزائرون المكان للسباحة في مياهه والشرب منها؛ حيث تضم مزيجاً من الصودا والكبريت والتي تعتبر معادن طبيعية لها فوائد كثيرة لجسم الإنسان.
قريباً من نبع الشباب
ولمدينة سان أوغسطين أو القديس أوغسطين، حيث يوجد ينبوع الشباب، أهمية تاريخية كبيرة لكونها أول مستوطنة أوروبية دائمة تتأسس في الولايات المتحدة الأمريكية في عام 1565، ومن أهم مزاراتها معرض قرية “تيموكوا” الذي يحكي تاريخ الهنود الحُمر، السكان الأصليين للبلاد، الذين سادوا المنطقة لنحو 4000 سنة حتى بلغ الغزاة الاسبان شواطئ فلوريدا، ومن بين المعروضات المدافع الأسبانية القديمة التي استخدمها الغزاه الاسبان عند وصولهم.
كما تُعد “سان أوغسطين” مزاراً لمحبي الفلك ومراقبة النجوم لمشاهدة “القبة السماوية”؛ ففيها يُمكن رؤية النجوم التي استرشد بها المستكشفون الأوائل.
أما مدينة ملبورن القريبة، والتي يُعتقد أنها أول مكانه زاره المستكشف دي ليون، ففيها تنتشر الرياضات المائية كالتزلج على الأمواج، وركوب المراكب الشراعية، بجانب التخييم على الشاطئ والاستمتاع بجمال الطبيعة هناك. ويتم الترويج لهذه الشواطئ من زاوية أنها أول مكان وطأته قدما الرحالة الاسباني الذي أعلن بعدها اكتشاف “فلوريدا”، وهي اليوم واحدة من أشهر الولايات الأمريكية.
المصدر: 1