يعد الحي اللاتيني النابض بالحياة والفن والرقي واحدًا من أقدم أحياء باريس، ويرجع أسم الحي إلى العصور الوسطى عندما جذبت جامعة السوربون علماء من جميع أنحاء أوروبا الذين تعلموا وتحدثوا اللغة اللاتينية، ولا يزال يحتضن هذا الحي الأكاديمي التاريخي العديد من مؤسسات التعليم العالي بما في ذلك جامعة السوربون وكلية فرنسا.

يحد الحي اللاتيني جادة سان ميشيل وجادة سان جيرمان ونهر السين، ويضم الحي متاهة من الشوارع الضيقة المتعرجة والأزقة المرصوفة بالحصى التي تعود إلى القرون الوسطى وتضم المحلات التجارية غير التقليدية والمقاهي الباريسية المفتوحة في الهواء الطلق، كما يحتضن الحي اللاتيني مجموعة فريدة من المعالم السياحية والمباني التاريخية والكنائس القديمة والأطلال الرومانية بالإضافة إلى المطاعم ومراكز التسوق ودور السينما والمسارح، مما يجعل قضاء الوقت هنا واحداً من أكثر الأشياء متعة في باريس.

أفضل المعالم السياحية في الحي اللاتيني

1- المتحف الوطني للعصور الوسطى

يقع هذا المتحف في فندق كلوني الذي يعود تاريخه إلى القرن الـ14، وكان سابقاً مقراً للدير البينديكتيني من كلوني في منطقة بورغندي، ويشتهر المتحف بمجموعته من المفروشات التي تعود إلى القرون الوسطى.

2- بانثيون

يُعد هذا المعلم الشهير في الحي اللاتيني ضريحًا يضم مدافن أبرز مواطني فرنسا، ويتميز المبنى بواجهة تضم 18 من الأعمدة الكورنثية منقوش فوقها “إلى الرجال العظماء بلادهم ممتنة”، وقد كلف الملك لويس الخامس عشر في عام 1756 المهندس المعماري جاك-جيرمان سوفلوت لبناء كنيسة فخمة بدلاً من دير سانت جينيفيف المدمر، وقد نجح سوفلوت في بناء تحفة من الطراز الكلاسيكي الحديث، وبعد الانتهاء من الكنيسة تم تحويلها إلى ضريح وأطلق عليها اسم بانثيون المستوحى من المعابد الكلاسيكية في اليونان القديمة، ويحتضن الضريح 72 من المواطنين العظماء من بينهم المؤلفان فيكتور هوغو وإميل زولا بالإضافة إلى الفلاسفة فولتير وروسو.

3- كنيسة سانت سيفرين سانت نيكولا

يحتضن الحي اللاتيني مجموعة مذهلة من الكنائس التاريخية أبرزها كنيسة سانت سيفرين سانت نيكولا التي تعد من أروع أمثلة العمارة القوطية في باريس، وتتميز الكنيسة بصحن بسيط من القرن الـ13 ونوافذ من الزجاج الملون من القرنين الـ14 والـ15، فضلاً عن الأعمدة المنحوتة بشكل متقن، وتستضيف الكنيسة بانتظام حفلات موسيقية كلاسيكية مفتوحة للجمهور.

4- جادة سانت ميشيل

يوفر الشارع الرئيسي المزدحم لجادة سان ميشيل وساحة سانت ميشيل أجواء عصرية نابضة بالحياة للحي اللاتيني، بخلاف الشوارع الضيقة التي تعود إلى العصور الوسطى، وقد تم تصميم هذا الشارع من قبل هوسمان في القرن الـ19، ويحتوي على مجموعة من المكتبات الفنية ومحلات الملابس والمقاهي المزدحمة.

وتقع ساحة سانت ميشيل في نهاية هذا الشارع على بعد خطوات قليلة من نهر السين، وتعد هذه الساحة العامة القلب الحقيقي للحي اللاتيني، وتشمل أبرز المعالم السياحية في هذه الساحة كاتدرائية نوتردام ونافورة سانت ميشيل الضخمة التي صممها هوسمان بتكليف من نابليون الثالث.

5- المسجد الكبير في باريس

تم بناء المسجد الكبير خلال الفترة من 1922 إلى 1926، وهو يعد إضافة حديثة نسبيًا إلى الحي، وبالإضافة إلى مكانته الدينية يجذب المسجد الزوار من مختلف الديانات لاستكشاف مساحاته الداخلية المذهلة على الطراز الإسباني الموريسكي، بما في ذلك قاعة الصلاة مع سجادها العربي الرائع، والفناء الواسع المستوحى من قصر الحمراء في غرناطة، والحمام التقليدي مع بلاط الفسيفساء الملون، والحدائق المورقة ذات النافورة المنعشة.

6- جامعة السوربون

تأسست هذه المؤسسة الأكاديمية القديمة المعروفة باسم “السوربون” عام 1253 كمدرسة للطلاب الفقراء حيث يمكنهم العيش والدراسة على نفقة المدرسة، وسرعان ما تطورت إلى مدرسة رائدة ثم جامعة، وخلال فترة حكم نابليون توسعت جامعة السوربون إلى حد كبير وحصلت على مكانة جامعة حكومية، وأضيفت المباني الحالية خلال الفترة بين عام 1885 و1901 مع 22 قاعة محاضرات كبيرة ومئات من الفصول الدراسية، وفي باحة السوربون توجد كنيسة باروكية بنيت بين عامي 1635 و1684.

7- حدائق النباتات والمتحف الوطني للتاريخ الطبيعي

يعود تاريخ هذه الحديقة الملكية للنباتات الطبية إلى القرن الـ17، وتوفر هذه المساحة الخضراء الهادئة ملاذاً طبيعياً في قلب باريس، وتضم حدائق النباتات مجموعة استثنائية من الزهور والنباتات التي تركز بشكل خاص على التنوع البيولوجي ودعم برامج البيئة، كما تحتضن الحدائق المتحف الوطني للتاريخ الطبيعي الذي يقدم رؤية شاملة للمجالات المختلفة للتاريخ الطبيعي بما في ذلك علم النبات مع أكثر من 10 آلاف نوع وعلم المعادن وعلم الحيوان وعلم البيئة وعلم المتحجرات.

شارك برأيكإلغاء الرد