“إيفورا” مدينة تاريخية قديمة، تشعر عند زيارتها بأنك في حقبة من الحقب الزمنية السالفة، أو بكونك في متحف مفتوح على الطبيعة الخلابة، تحتار في البداية في أي مدينة بالعالم أنت، ولكن بمجرد أن تتعرف عليها يتضح لك أنها لؤلؤة البرتغال..
تقع إيفورا أو كما يطلقون عليها “بايرة” في جنوب البرتغال على خط عرض مواز للعاصمة لشبونة وتبعد عنها نحو 140 كيلومترا، وهي عاصمة إقليم الينتيخو وأكبر مدينة فيه. وتعتبر ايفورا وجهة سياحية رائعة مع العديد من المعالم المثيرة للاهتمام، والتراث التقليدي وما يمكن اكتشافه داخل أسوار تلك المدينة.
وإذا حالفك الحظ وقمت بزيارة هذه المدينة الجميلة سيلفت انتباهك في البداية وجود سور حولها، حتى تشعر في البداية وكأنك محارب في ساحة، وما إن تدخل إلى قلب تلك الجوهرة البرتغالية ستلحظ أيضا وجود العديد من الأثار والمعالم الرومانية القديمة وكذا وجود العديد من المعالم الشاهدة على دخول الاسلام للمدينة، ولا عجب في ذلك عزيزي المسافر، فأنت في واحدة من أقدم المدن الأوروبية تاريخا، إذ يعود تاريخها إلى أكثر من ألفي سنة.
دخل المسلمون هذه المدينة عام 715 للميلاد حيث أطلق عليها اسم يابرة، واستمر حكمهم إلى عام 1165 تركوا وراءهم قلعة حصينة ومباني ومساجد، وكان الرومان قد سبقوهم إليها حيث دخلوا عام 57 قبل الميلاد، وتركوا ورائهم أثارت تخلد وجودهم إلى الآن ، ولعل أشهرها معبد ديانا والذي يعود إلى القرن الأول الميلادي.
وتعبر المدينة عن الحضارات التي مرت عليها عبر شوارعها الضيقة المرصوفة بالحصى والمباني التي تصطف لترسم ملامح وأساليب الحياة التي لم تتغير منذ أجيال إلى درجة أن منظمة اليونيسكو أعتبرت إيفورا بمثابة المتحف المفتوح.
و لعل وقوع ايفورا ووسط البرتغال جعل منها وجهة مثالية للعطلات، أو بمثابة استراحة قصيرة بعد زيارة لشبونة، خاصة مع إرتباط المدينتين بواسطة وسائل النقل العام الغير مكلفة، ولابد وأن تعلم أن وتيرة الحياة في إيفورا أبطأ وأهدأ كثيرا من لشبونة، ولذا فقد اعتبرت في كثير من الأحيان ملاذ لمحبي الاستجمام في البرتغال.
طالع بورتو البرتغالية.. مدينة الطبيعة الساحرة والمفاجآت الرائعة)
إذا كنت من محبي الاستمتاع بالحياة في الهواء الطلق، ما عليك في إيفورا إلا زيارة ميدان جيرالدو، وهو الساحة المركزية الرئيسية وهو قلب المدينة، حيث تصطف فيه العديد من الأمثلة الرائعة للهندسة المعمارية القوطية التي تعود إلى القرن 16، وفيه يجتمع السائحون لتناول الأطعمة والمشروبات التقليدية البرتغالية وسط التمازج الواضح ما بين المباني القديمة والأجواء العصرية في آن واحد.
واستكمالا للتعرف على تاريخ إيفورا لا تفوت زيارة متحف دي ايفورا، والذي يحتوي على مجموعة من المعروضات التي تحكي تاريخ المدينة، ستكون أمام مجموعة واسعة من القطع الأثرية وخصوصا الرومانية، فضلا عن مجموعة من اللوحات الفنية والعناصر التاريخية الهامة.
عامل الجذب الرئيسي في “بايرة” أو “إيفورا” هو سحر المدينة نفسها، اذًا فليس هناك طريقة أفضل لتجربة المدينة من السير في الحي القديم، لترى المشاهد الطبيعية لمنازل وأماكن تعود لعصور قد ولت، ولكن معالمها باقية وخالدة إلى الآن، وهو ما يمثل تجربة رائعة كثيرا ما يشتاق إليها الكثيرون خاصة من هواة التاريخ.
من أشهر الشخصيات التي سكنت في إيفورا المغامر فاسكو دا غاما الذي امتلك قصرًا رائعًا في المدينة ما زال مفتوحًا لزيارة السياح المدينة. وعاش داغاما في المدينة بين عامي 1519 و1524. ويضم القصر بعض لوحات عصر النهضة الأصلية.
وإذا ما تجولت في المدينة بحرية وسط معالمها الثرية، سيمكنك خارج إطار أسوار المدينة زيارة المزارع المنتشرة حولها والتي توفر فرص تناول الطعام في أجواء طبيعية والتجول في حقول الزيتون والكروم ضمن بحيرات وغابات ومزارع خضراء، وهذه أيضا فرصة جديدة تقدمها إيفورا لمحبي الاسترخاء بين الطبيعة الخلابة.
باعتبارها واحدة من المدن البرتغالية القديمة وأحد مواقع التراث العالمي لليونسكو، فالتسوق عادة ما لايكون في مخطط زائري إيفورا.
ومع ذلك، هناك بعض مناطق التسوق الجميلة والكثير من الأسواق المحلية التقليدية والتي تقدم للسائحين جميع أنواع الحرف اليدوية، والسلع المنزلية، والأزياء التقليدية، والملابس، والاكسسوارات، ولذا احرص على الحصول على بعضا من الهدايا التذكارية التي تذكرك بهذه المدينة الرائعة.
كما توفر المدينة لزوارها مستوى ممتاز من الإقامة، وأرخص كثيرا مما عليه الأمر في المراكز السياحية البرتغالية الأخرى، حتى في ذروة الموسم السياحي تبقى الأسعار في إيفورا مناسبة لجميع الميزانيات.
وننصحك بالبقاء في فندق Albergaria Do Calvario والذي يقع في موقع متميز بالمدينة، مما يوفر لك فرصة سهولة الانتقال بحرية بين أرجاء المدينة خاصة مع وقوعه في داخل جدران المدينة التاريخية.