Booking.com

هي ثالث أكبر المدن الأسبانية، وخليط متكامل بين الماضي و الحاضر. هي مدينة “فالنسيا”! تقع المدينة الساحرة في مركز الخط الساحلي الأسباني المطل علي البحر المتوسط. أسسها الرومان عام 140 قبل الميلاد، ثم مرت بالعديد من مراحل الحكم؛ فمن حكم القوط الغربيين عام 410 ميلادية، إلي الفتح الإسلامي عام 714 ميلادية، و الذي أثر كثيراً في المدينة حتى في تسميتها.

فقد كان الأسبان يسمون المدينة بإسم “الإشبان”، إلا أن العرب قاموا بتعديل اسم المدينة ليصبح “بالنسيه”، و ليبقي هذا هو اسم المدينة الي يومنا هذا، حيث تنطق ال “v” كحرف الباء في اللغة الأسبانية. و استمر الحكم الإسلامي في المدينة حتي عام 1238 ميلادية، حين استردها الأسبان.

أما الآن، فإن مدينة فالنسيا هي عاصمة مقاطعة فالنسيا الأسبانية، إحدي المقاطعات الثلاثة عشر المكونة لمملكة أسبانيا، و يتميز سكان هذه المدينة بأنهم من المحافظين، حيث أن ثقافتهم عائلية و أسرية – علي عكس معظم المدن الأوروبية – كما أن لديهم ميلاً شديداً للحفاظ على عاداتهم و تقاليدهم الأصيلة.

تختلف فالنسيا عن العاصمة مدريد في تركيبتها السكانية؛ فمعظم سكان مدريد هم من المهاجرين من مدن أسبانية أخري، أما في فالنسيا نجد أن معظم السكان هم من المولودون فيها أو في القرى المحيطة بها في الأساس، بالإضافة إلى عدد من المهاجرين من دول أمريكا اللاتينية مثل كوبا وبوليفيا وكولومبيا، وذلك لما تتمتع به المدينة من اقتصاد منتعش بالمقارنة بالمدن الأسبانية الأخري. فقد كانت فالنسيا تاريخياً مدينة زراعية وتجارية. أما الآن فهي إحدى أهم المدن الأسبانية في مجال السياحة واستضافة المؤتمرات العالمية.

"لوتخا دي لا سيدا" La Lonja de la Seda de Valencia

“لوتخا دي لا سيدا” أو بورصة الحرير في فالنسيا

بالحديث عن السياحة، توجد العديد من المزارات السياحية الشهيرة في فالنسيا؛ فهناك الـ “لوتخا دي لا سيدا” La Lonja de la Seda de Valencia، بورصة الحرير، وهو مبنى يعود تاريخ بنائه إلى عام 1482 ميلادية، وقد أنشئ في البداية كسوق لتجارة الحرير، أما الآن فهو سوق تجاري ضخم، يركز علي تجارة المنتجات الزراعية. و قد اختارت منظمة اليونسكو الـ”لوتخا دي لا سيدا” كواحد من معالم التراث العالمي في عام 1996، و ذلك لما له من قيمة كبيرة، حيث يوضح المبني الفن القوطي بالشكل العلماني، ويعبر عن السلطة والثروة بفنه المعماري المميز.

حديقة Bioparc Valencia "بيو بارك"

حديقة “بيو بارك” تتيح للزوار رؤية الحيوانات وسط محيطها الطبيعي

كما تحتضن المدينة الأسبانية حديقة Bioparc Valencia “بيو بارك”، و هي حديقة حيوان مختلفة عن أي حديقة حيوان قد تزورونها؛ فهي تسمح لزوارها برؤية الحيوانات وسط حياتهم البرية الطبيعية، بلا أقفاص و بلا قيود، فتعيش الحيوانات في بيئاتها الطبيعية، و من حولها يوجد الزوار والسياح الذين يمرون بتجربة برية لا مثيل لها!

مدينة العلوم والفنون في فالنسيا

مدينة العلوم والفنون في فالنسيا

أيضاً هناك مدينة العلوم و الفنون، و هو مبني علي طراز معماري مختلف تماماً عن الطراز القوطي وعن طراز عصر النهضة، فقد بُني على طراز حديث فريد ومختلف عن الطراز المعماري السائد في فالنسيا. قام الفنان المعماري سانتياجو كالاترافا ببناء هذا المبني، و هو عبارة عن مركز ترفيهي و ثقافي متكامل، يقصده الكثير من السياح سنوياً. وتنقسم مدينة العلوم و الفنون الي خمسة أقسام رئيسية هي:

  1. قاعة الحفلات “Palau de les artes Riena Sofia”، وهي قاعة كبيرة لإقامة الحفلات الموسيقية وعروض الأوبرا. (اقرأ عن: قصر صوفيا للفنون)
  2. حديقة الأسماك “L’ Oceanografic”، وهي حديقة جميلة تحتوي علي اكثر من 500 نوع من مختلف الكائنات البحرية، وتوجد تحت الأرض.
  3. السينما “L’Hemisferic”، و هي علي شكل “عين”، وتحتوي علي العديد من قاعات السينما.
  4. الحديقة “L’Umbracle”، وهي حديقة وممشي كبير.
  5. المتحف العلمي “El Museu de les Ciencies Principe Felipe”، يحتوي علي مختلف المواد العلمية المناسبة للأطفال والكبار، وقد صمم المبني علي شكل هيكل عظمي لحوت بحري.
عيد الفاياس Falles

من تقاليد احتفال الفاياس في فالنسيا حرق تمثال كتعبير عن طرد الشرور

كغيرها من المدن الأسبانية، فإن لفالنسيا عيد تقليدي خاص بها يُسمى عيد الفاياس “Falles”، وقد نشأ هذا العيد في مدينة فالنسيا في العصور الوسطي، تكريماً للقديس جوزيف، و يُقام حالياً في شهر مارس لمدة خمسة أيام. وفي خلال تلك الأيام تتحول مدينة فالنسيا بأكلمها إلى مكان للاحتفال، حيث يبدأ كل يوم بنداء في تمام الثامنة صباحاً عن طريق فرقة موسيقية تجوب شوارع المدينة، ثم يتبع الفرقة مجموعة من الأشخاص يسمون “الفايارس” يرتدون زياً تقليدياً خاصاً، وبعد ذلك يقوم السكان بإشعال الألعاب النارية في شتى أنحاء المدينة، ثم يقومون بحرق تمثال تذكاري كتعبير عن طرد الشرور، ويُمكن للسياح الانضمام لهذا المناخ الاحتفالي كغيرهم من المواطنين الأسبان.

إذن، إذا كنتم عازمين علي زيارة فالنسيا، فلتجهزوا الألعاب النارية، و لتبدءوا الاحتفال!

إقرأ أيضا: السياحة في أسبانيا

صور لفالنسيا ومدينة العلوم والفنون: (لحجم أكبر اضغط على الصورة)

شارك برأيك