جزيرة بنتان في إندونيسيا وجهة كأنها الحلم، مع شواطئها العذراء وجمالها الطبيعي البكر، تحوز الجزيرة على كل شيء يتمناه المرء لقضاء عطلة مثالية في الأجواء الاستوائية. ولأنها لم تكن مكتشفة كوجهة سياحية مميزة إلا قبل سنوات قليلة، فهذا ما جعلها تحصل على شعبية لهواة اكتشاف الأماكن الجديدة الذين يفضلون لحظة الفرار إلى مكان جميل وساحر وغير مأهول بالسياح.
تقع “بنتان” جنوب شبه جزيرة المالايو، غير بعيدة عن ماليزيا وسنغافورة، وتعتبر أكبر جزر أرخبيل “رياو” التي يبلغ عددها 3200 جزيرة، ويعد هذا الأرخبيل ثالث أكبر المحافظات الـ 27 في اندونيسيا، ويضم ايضا جزر باتام، رياو، لينجا، ميساناك وغيرها.
على مساحة قدرها حوالي 1140 كلم مربع، تقع الجزيرة التي تستمتع فيها على طول 105 كيلومترا من الساحل، ويبلغ عدد سكانها أقل من ربع مليون، يشكلون مزيجا مثيرا للاهتمام من ثقافات وأعراق مختلفة، بما في ذلك الملايو، البوغيس والصينيين وقبيلة فريدة من نوعها تسمى أورانغ لاوت (أو شعب البحر).
طريقة الوصول
إذا اخترت القيام برحلة إلى الجزيرة، فستكون على الأغلب باختيار طريقة الوصول جوا من جاكرتا إلى مطار بينانج تانجونج (كيجانغ)، توجد ثلاث ناقلات تخدم هذا الخط وهي Sriwijaya Airlines و Lion Air و Garuda Airlines تقوم كل منها برحلات يومية إلى الجزيرة.
كما يمكنك الوصول بحرا بواسطة العبارات المغادرة من ميناء تانا ميرا (سنغافورة) أو جوهور بارو الماليزية أو جزيرة باتام الأندونيسية إلى ميناءين اثنين هما بندر بنتان تيلاني ، أو بينانج تانجونج.
لا يمكن زيارة الجزيرة بدون دخول عاصمتها بينانج تانجونج، وفيها يمكنك معرفة المزيد عن الناس والثقافة المحلية، حيث تمتلئ بالخيارات اللذيذة من الطعام المحلي وفرص التسوق والقرى التقليدية المجاورة، مما يعطي الزائر لمحة عن نمط حياة السكان المحليين.
ثاني أهم مدينة في بنتان هي تانجونج أوبان، وهي بمثابة نقطة الانطلاق إلى جزيرة باتام القريبة، على طول الساحل ترى منازل المنصات أو pelantar وهو نظام فريد من نوعه حيث يتم بناء المنازل والمتاجر والمطاعم على ركائز فوق البحر، ويربط بينها جميعا الممرات.
هناك أيضا مجموعة متنوعة من المتاجر التي تبيع الفنون والحرف اليدوية المحلية، فضلا عن السوق المحلية التي تبيع جميع أنواع السلع والفواكه الاستوائية المحلية.
وكذلك القرى التقليدية التي تمتلئ بها الجزيرة وتقدم للزوار تجربة رائعة ولمحة عن ثقافة السكان المحليين، أكثر الأطعمة شهرة “اوتاك اوتاك “وهي لحوم الأسماك مطبوخة في حليب جوز الهند ومجموعة متنوعة من البهارات الاندونيسية ثم تلف في أوراق جوز الهند وتشوى على موقد الفحم.
إذا كنت من محبي المأكولات البحرية، فيجب عليك زيارة قرية “سبونغ” فهي المكان المناسب في جزيرة بنتان، حيث تقدم المطاعم المأكولات البحرية طازجة ولذيذة وبأسعار معقولة للغاية. كما تقدم هذه القرية إطلالة رائعة على نهر المانغروف وكذلك فرصة للإطلاع على الحياة المحلية.
كما تمتلك الجزيرة أهمية تاريخية تعود إلى القرن 16، عندما كانت الميناء التجاري الرئيسي في منطقة جنوب شرق آسيا، وكانت لها دائما أهمية الموقع الاستراتيجي عند مصب مضيق ملقا، وبالطبع فإن حكايات الصراع والقرصنة والنضال تلون ماضيها.
ويذكر هنا أن هذه الجزيرة كانت تابعة لسلطنة جوهور، وبعدها تم الاتفاق عام 1884 على أن تأخذ بريطانيا سنغافورة ويأخذ الهولنديون جزيرة بنتان والجزر المجاورة والتي عادت لأندونيسيا بعد الاستقلال.
من أهم مراكز الجذب السياحي اليوم في بنتان “مسجد السلطان رايو الكبير”، تم تأسيسه سنة 1812 ميلادية على جزيرة صغيرة Penyengat تقابل ميناء مدينة تانجونغ بينانج، وبالقرب منه أيضا مسجد آخر خو “مسجد بنيانغات” ومن قصص بناء المسجدين، أن المواد الغذائية وخاصة البيض كانت تشهد طفرة كبيرة في الانتاج، ولأنهم لم كونوا يحبون التبذير فقد استعملوه في البناء، والنتيجة كانت مسجدا بني من خليط من بياض البيض والرمل والجير، وأثبت بالفعل صموده مع الزمن.
وفي المدينة شُيد نصبٌ تذكاري لـ “راجا الحاج في سبيل الله”، حاكم “ملاكا” الذي اصبح بطلا قوميا بعد أن لقي حتفه في معركة بحرية تاريخية ضد المستعمرين الهولنديين منذ أكثر من 200 سنة انتهت بهزيمة هولندية.
ومن المعالم الدينية الأخرى في الجزيرة، تجد “كهف سانتا ماريا” الذي بني في القرن 18 من قبل كاهن هولندي، و”معبد نهر الثعابين” الذي يعود لـ 300 سنة خلت، ولا يمكن الوصول إليه إلا عن طريق النهر، و”معبد شجرة بانيان” الذي يمكن التعرف عليه بسهولة من خلال شجرة تين الهند الضخمة، والذي يستقبل العديد من الحجيج التايلانديين.
السياحة البيئية هي نبض جزيرة بنتان، لأن الشواطئ الجميلة وعجائب الطبيعة هي ما يطلبه المسافر عندما يتعلق الأمر بالوجهات الرائعة، وهي كثيرة في جزيرة بانتان مثل شاطئ تريكورا.
وفي “حظيرة الفيلة” يمكنك الاستماع مغامرة مثيرة مع ثمان فيلة رائعة من سومطرة، تم تدريبها على أداء جميع أنواع الحيل، ويمكن التعلم عن طريقة عيشها وأيضا المشاركة في تغذيها وركوبها والرقص معها والقيام برحلات بواسطتها داخل الجزيرة. و لا يجب أن تنسى زيارة أعلى جبل في الجزيرة “بنتان بيسار” وهو أيضا أعلى قمة في الأرخبيل.
لي ثلاثين سنة وانا أفكر اصيّف خارج المملكة وحتى الان لم استطع اوفر المال للسياحة الحمد لله رب العالمين