Booking.com

تعد جزيرة جامايكا الأكثر حيوية وجمالاً من بين كافة الجزر الناطقة بالانجليزية في منطقة البحر الكاريبي، بل وأيضاً من بين أجمل هذه الجزر، وربما يعزى ذلك إلى أنه لا تمتلك العديد من الشواطئ الخلابة والفنادق الفاخرة فحسب، ولكن لديها أيضاً ما هو أكثر من ذلك؛ فهي غنية بتاريخها وبمختلف أنواع الفنون والثقافة، وبموسيقاها المتميزة.

ومن ثم يمكن القول بأن تجربة الكاريبي في عالم صناعة السياحة والسفر يمكن أن نلمسها في جامايكا؛ فهذه الجزيرة الساحرة تجمع مختلف العادات والتقاليد والثقافات من شتى أرجاء منطقة الكاريبي في بوتقة واحدة. ولعل أفضل وقت لزيارة جامايكا عندما يكون الطقس في أسوأ حالاته وأشدها برودة في أوروبا وبلدان منطقة الشرق الأوسط، وبالتحديد خلال الفترة ما بين منتصف شهر ديسمبر ومنتصف أبريل؛ ففي جامايكا  تعتبر تلك الفترة الأكثر جفافاً على مدار السنة. لكن خلالها يبلغ ارتفاع الأسعار ذروته، لذا قد يرغب البعض ممن يخططون للسفر في إعادة النظر  والتوجه إلى هناك إبان فترة الثلاثة أشهر التي تنتهي في يوليو عندما تبدأ أسعار الفنادق في التراجع بمقدار الثلث، وحين لا يكون الطقس مختلفاً كثيراً. فرغم أن أشهر الصيف هذه  تكون حارة  إلا أنها رطبة أيضا في بعض الأحيان، وربما يتجنب بعض السائحين الذهاب إلى الجزيرة في سبتمبر وأكتوبر بسبب مخاطر الأعاصير.

كينجستون عاصمة جامايكا

كينجستون عاصمة جامايكا

الخلفية التاريخية والجغرافية للجزيرة

جامايكا دولة جزرية، وهي جزء من جزر الأنتيل الكبرى، وتبلغ مساحتها 11 ألف كيلومتر مربع تقريباً، وتقع في البحر الكاريبي إلى الجنوب من كوبا، وغرب هايتي، وجزيرة هيسبانيولا، التي تطل عليها جمهورية الدومينيكان.

وأطلق أهل الجزيرة الأصليين الناطقين بلغة أراواكان والتاينو اسم Xaymaca  على الجزيرة، والتي تعني “أرض الخشب والماء”، أو “أرض الينابيع”. وقد كانت الجزيرة سابقا مستعمرة أسبانية ثم تحولت بعد ذلك إلى مستعمرة بريطانية تحت اسم “چامايكا”، ويسكن الجزيرة حوالي 2.8 مليون نسمة، حيث تعد البلد الثالث من حيث عدد السكان الناطقين بالانجليزية في أمريكا الشمالية، بعد الولايات المتحدة وكندا. وهي تظل دولة من دول الكومنولث تحت رئاسة الملكة إليزابيث الثانية، وعاصمتها كينجستون.

أهم شواطئ جامايكا

هنالك عدد من الشواطئ التي يمكن تصنيفها بأنها الأهم والأكثر شعبية في الجزيرة، والتي اكتسبت شهرة عالمية واسعة باعتبارها مناطق جذب سياحي للزائرين من مختلف جنسيات العالم وهي: شاطئ نيجيريل Negril Beach الذي يعد نموذجا للشواطئ  الكلاسيكية في منطقة الكاريبي. ويمتد هذا الشاطئ لخمسة أميال من الرمال البيضاء الناعمة باتجاه الغرب في مواجهة مياه البحر الصافية. وفي غضون الأعوام الماضية، تم تطوير معظم أجزاء شاطئ نيجيريل، وأقيمت على امتداده العشرات من الحانات والمطاعم التي لا تكتفي بتقديم أشهى الأطعمة، ولكنها تقدم أيضاً عروضاً موسيقية وغنائية ليلية في أجواء الطبيعة الساحرة حيث يمكن مشاهدة غروب الشمس فوق أفق البحر.

شاطئ نيجيريل، جامايكا

الرمال البيضاء الناعمة والمياه الصافية على شاطئ نيجيريل

وهنالك أيضاً شاطئ يعرف باسم “شاطئ كهف الطبيب” في خليج مونتيجو Doctor’s Cave Beach-Montego Bay، ونظراً لأنه الشاطئ الأصلي العام في جامايكا، فقد تم تجميله وتحسينه خلال السنوات الأخيرة. ويتميز بوجود الرمال البيضاء الناعمة على امتداده، والتي تتخللها صفوف من النخيل وسلسلة من المحلات التجارية ذات الأنشطة المتعددة. ومن أجمل المشاهد الطبيعية في الشاطئ رؤية الشمس لحظة الغروب.

 وهنالك أخيراً شاطئ كوف الفرنسي بميناء أنطونيو Frenchman’s Cove Port Antonio، ويمكن أن يُعد أجمل شاطئ في منطقة البحر الكاريبي، وهو بقعة صغيرة من الرمال محاطة بعدد من البحيرات الصغيرة يمكنك السباحة فيها أيضاً، وأجمل ما يميزه جاذبيته وهدوئه عند انحسار أمواج البحر.

أشهر المعالم السياحية

جامايكا بها الكثير من الأنشطة الترفيهية، وتعتبر حقاً وجهة سياحية ممتعة تستحق الاكتشاف إما بشكل منفرد أو من خلال العديد من الرحلات السياحية التي تقدمها الفنادق والتي يعلن عنها في المجلات المحلية والكتيبات.
بالإضافة إلى الرحلات في الكاريبي والغوص ورحلات المراكب الشراعية اليومية عند الغروب، فإن لدى جامايكا مجموعة واسعة من مناطق الجذب الثقافية والتاريخية التي من بينها أيضا “بيت ديفون” Devon House وهو من أشهر معالم التراث السياحي بالجزيرة. كما يتم تنظيم رحلات إلى المزارع العاملة، ومنطقة الجبل الأزرق التي تنتشر بها مصانع السكر والقهوة، فضلاً عن  تنظيم رحلات إلى العاصمة كينجستون لمشاهدة  استوديو بوب مارلي  أسطورة الغناء الشهير ومنزله.

وتطورت في الآونة الأخيرة خيارات المغامرات “الناعمة” مثل التسلق والسباحة بين الشلالات الجميلة والأنهار، ورياضة ركوب الخيل في الغابات ورحلات الدراجات والجولات في الغابات المطيرة.

بيت ديفون، جامايكا

بيت ديفون من العلامات المعمارية في جامايكا ويعود تاريخه إلى أواخر القرن التاسع عشر

الحدائق النباتية

من أشهر المعالم السياحية التي تستحق الزيارة في جامايكا حدائق النباتات ذات الأشكال والألوان الغريبة التي تعكس جمال الحياة النباتية في الجزيرة. فهنالك الزهور التي تشبه مخالب سرطان البحر وطيور الجنة، وما عليك إلا أن تفرك بيدك ورقة من شجرة الحمضيات حتى يمكنك أن تشم رائحة الفاكهة؛ فكل شجيرة تستخدم لأغراض متعددة في الطب والزخرفة أو لأغراض عملية أخرى. ومن بين هذه الحدائق التي يمكن زيارتها توجد اثنتان في منطقة اوتشو ريو هما بارك شو، وحدائق كويابا روفر.

التسوق في جامايكا

خلافاً لمعظم جزر الكاريبي التي تستورد معظم موادها بقصد البيع، فإن مساحة جامايكا كبيرة بما يكفي وعلى النحو الذي يجعل باستطاعة  سكانها  الأصليين إنتاج سلع ومنتجات متنوعة تستحق الشراء. وفي الوقت الراهن بات لدى الجامايكيين خطوط إنتاج متميزة في الصلصات والتوابل والصابون على سبيل المثال. كما يصنع بعض الفنانين البارزين والنحاتين أشكالاً ومجسمات من الخشب، فضلاً عن العديد من الحرفيين والنساء العاملات.

وفي مدينة خليج مونتيجو يوجد سوق مخصص لبيع المنتجات الحرفية وكذلك بعض مراكز التسوق، بما في ذلك مركز تسوق “سيني سنتر بلازا”،  كما يوجد خارج المدينة مركز “هاف مون” الشهير، إضافة إلى العديد من المقاهي والمتاجر.

صور من جامايكا، عروس البحر الكاريبي: (لحجم أكبر اضغط على الصورة)

المصادر: 1، 2

شارك برأيك

التعليق