هل ترغب بأخذ جولة في غابة كثيفة الأشجار بين ممرات قديمة تعود لمئات السنين؟ أو محاولة تسلق جبال مكسوة بالثلج الأزرق؟ أو الإقامة في فندق أوروبي عريق وسط البحيرات والمراعي الخضراء؟ كل ذلك وأكثر توفره حديقة فولجيفونا الوطنية.

حديقة فولجيفونا الوطنية Folgefonna National Park افتتحتها الملكة سونيا جنوب النرويج في 14 مايو عام 2005م وكانت في ذلك الوقت الحديقة الوطنية الخامسة والعشرين في النرويج، تشتهر بمشاهدها الجميلة التي تبدو للزائرين وكأنها دراما مستمرة الأحداث تصاحبها موسيقى تصويرية رائعة ناتجة مما يسكنها من مخلوقات رائعة اختارت تلك الحديقة لتحظى بإقامتها وتتناسب مع جمالها، في حديقة فولجيفونا سوف تجد الكثير من عناصر الطبيعة الفريدة التي تتمتع بها المنطقة الأسكندنافية بشكل عام، كالمضائق والجبال والأنهار والبحيرات وشلالات المياه، مما يجعلها واحدة من الوجهات السياحية النرويجية الأكثر أهمية.

القنوات المائية والجبال الخضراء داخل حديقة فولجيفونا

تعرف باللغة النرويجية بإسم Folgefonna Nasjonalpark وتشغل مساحة كبيرة تقدر بخمسمائة وخمسين كيلو متراً مربعاً، حيث تمتد مساحتها عبر عدة بلدات نرويجية هي Jondal و  Kvinnherad و Etne و Odda وبلدة Ullensvang ونشأت طبيعتها في الأساس من التقاء ثلاثة أنهار جليدية، يعتبر أحدها هو أكبر ثالث نهر في النرويج، تخترق الحديقة مسارات قديمة تعود لقرون مضت ولازالت تستخدم حتى الآن وتحظى بشعبية كبيرة للمشي، كما تخترقها مجاري مائية متنوعة الأحجام والألوان نتجت جميعها منذ القدم بسبب ذوبان الجليد، كما تضم في غاباتها العديد من الأشجار المورقة والنباتات النادرة التي يقطنها أنواع كثيرة من الطيور أهمها النسور الذهبية والصقور والبط، كما تتميز بحيواناتها الضخمة مثل حيوانات الرنة والغزال والأبقار.

حيوان الرنة من أشهر حيوانات الحديقة

تعرف حديقة فولجيفونا بأنها موطن التزلج، حيث يقصدها السياح من كل أوروبا بسبب الجليد المتراكم صيفاً وشتاءً والذي يبلغ سماكته أكبر معدل في أوروبا، وذلك بسبب ارتفاعها عن سطح البحر بأكثر من 1660 متراً، تقع الحديقة على الحدود بين مقاطعتي هدمارك ومقاطعة سور ترونديلاغ، وتبعد عن مدينة Odda قرابة تسعين دقيقة بالسيارة، وفي تلك المدينة عدة مكاتب سياحية تقوم بتسيير رحلات يومية إليها، وتوفر للسياح جميع الأدوات والملابس المناسبة لضمان رحلة سعيدة.

يقصد الحديقة مئات الآلاف من السياح سنوياً يساعدهم على ذلك سهولة الوصول إليها، حيث يقطن بالقرب منها آلاف المواطنين الذين يعملون بصيد السلمون المرقط من بحيرات الحديقة، كما يعملون بصيد حيوانات الرنة الذي يتميز بضخامته في هذه المنطقة عن غيرها من مناطق النرويج، وتحدد لهم الدولة نسبة معينة للصيد لا يمكنهم تجاوزها حتى لا يؤثر ذلك على السياحة، وتتحول هاتان المهنتان إلى أنشطة سياحية يتمتع بها السياح، حيث تتوفر مراكز للتدريب على صيد السلمون والرنة.

يقصد الآلاف من السياح حديقة فولجيفونا لأجل التزلج

تشهد الحديقة إقبالاً متزايداً من جميع مناطق النرويج وخارجها، لذا تم فتح مركزاً خاصاً بها في روزندال Rosendal يقوم بتقديم معلومات ونصائح عن الحديقة وكيفية الذهاب والإستمتاع بها، كما يشاهد السياح بهذا المركز فيلماً عنها يتضمن العديد من النصوص والخرائط والصور، كما يقدم دراسة مستفيضة عما بها من نباتات وطيور وحيوانات وأنهار، ويوفر أيضاً رحلات إلى الحديقة في نفس الطريق الذي كان يقطعه الهواة والمستكشفون في نهايات القرن الثامن عشر الميلادي، حينما كانت هذه المنطقة مكاناً خصباً لتجارب الباحثين وعلماء الطبيعة.

تستغرق زيارة حديقة فولجيفونا عدة ساعات، ويفضل بعض السياح البقاء قريباً منها عدة أيام، لذا أقيمت ثلاثة فنادق في محيطها، تعمل كلها على توفير الإقامة الفاحرة بهذه المنطقة الجذابة وتسهيل رحلات يومية إلى الحديقة، هذه الفنادق هي فندق Hardanger Hotel الذي يضم 51 غرفة ومزود بجميع الوسائل الحديثة والفاخرة، وفندق Hordatun Hotel الذي يتميز بشرفاته الواسعة المطلة على بحيرات الحديقة من بعيد، وفندق Vasstun Hotel المبني على طراز أوروبي قديم ويوفر إقامة ممتعة للسياح من خلال 27 غرفة.

المصادر: 1, 2

شارك برأيكإلغاء الرد

التعليق